تركيا تواصل قضم الأراضي السوريّة شمال إدلب
27 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
عبد الرزاق الصبيح: المصدر
تواصل تركيا تجريف الأراضي الزراعيّة شمال سوريا، وضمّ عشرات الدونمات إلى أراضيها، حيث عملت منذ منتصف العام 2015، بسحب شريطها باتجاه الأراضي السّورية في أكثر من منطقة، وكان آخرها في منطقة عقيربات شمال إدلب، حيث تم تجريف مساحات واسعة من الأراضي السّوريّة، ويوازي هذه الخروقات على الحدود السّوريّة التّركيّة، خروقات أخرى من قبل لبنان والأردن في منطقة الشّريط الحدودي بحجّة حماية حدودها.
وبدأت تركيا بنقل أسلاك شائكة وتجريف أراضي سوريّة، في منطقة حارم بريف إدلب الشمالي، ووضعت أسلاك شائكة في منتصف طريق زراعي شمال حارم متاخم للشّريط الحدودي.
كما وضعت السّلطات التّركيّة نقطة متقدّمة على بعد آلاف الأمتار عن البوابة التّركيّة في منطقة معبر باب الهوى، بعد التّفجيرات التي ضربت المعبر أكثر من مرّة قبل أعوام.
ومنذ أيّام أقدمت جرّافات تركية على دخول الأراضي السّورية مدعومة بقوات من الجّيش التّركي، وجرّفت مساحات واسعة من الأراضي الزراعيّة في منطقة عقيربات القريبة من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وفي تصريحاتٍ صحفية، قال رئيس المجلس المحلّي في قرية عقيربات: “لقد خاطبنا والي محافظة هاتاي التّركيّة عن طريق المخفر التّركي القريب، وطلبنا توضيحات بشأن التّجاوزات الأخيرة على أراضي المواطنين في عقيربات، وقدّمنا وثائق تثبت ملكيّة الأراضي للسوريين وطلبنا موعداً للقائه”.
وخرج أهالي منطقة عقيربات والقرى المجاورة لها في مظاهرات حاولوا من خلالها منع دخول الجرّافات التّركيّة إلى الأراضي السّورية، ولكن دون جدوى، بسبب تواجد الجنود الأتراك، وتوقّف العمل لمدة يوم واحد فقط، وفي اليوم الثّاني عاودت الجرّافات التّركية واستأنفت تجريف الأراضي.
وقال النّاشط الإعلامي سامر دعبول في حديث لـ “المصدر”: “اجتمع عدد كبير من المدنيين من أجل التّظاهر أمام الجرّافات التّركية لمنعها من دخول الأراضي السّورية، ولكن تقدم جنود أتراك والتّهديد بالسلاح، منع المتظاهرين من التّقدم باتجاه الجّرافات، وتابعوا أعمال التّجريف، واقتلعوا عشرات أشجار الزّيتون المثمرة في تلك المنطقة، وتوغّلت الجرّافات التّركية إلى مسافة ضمن الأراضي السّورية بحوالي 500 متر”.
ودفعت ظروف الحرب معظم الدّول المجاورة لسوريا لسحب شريطها الحدودي في أكثر من مكان بحجج مختلفة، دون أن تجد تلك الدّول من يتصدّى لها، فالنّظام في سوريا مشغول بمطاردة “العصابات المسلّحة”، متناسياً السّيادة الوطنيّة والّتي لطالما تحدث عنها في محافل دوليّة كثيرة.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]