‘تنظيم الدولة بحلب في مهب الريح.. 3 قوى تصارع لطرده من مدينة الباب والمعارضة الأسرع تقدماً نحوها’
27 أكتوبر، 2016
تبدو عملية “درع الفرات” عازمة على التقدم نحو مدينة الباب في الريف الشمالي لحلب، والتي تعد إحدى أهم المناطق التي ما يزال تنظيم “الدولة الإسلامية” يسيطر عليها في سورية، ما جعل المدينة نصب أعين كل من المعارضة السورية، وقوات نظام بشار الأسد، وميليشيات “قوات سورية الديمقراطية” التي يشكل المقاتلون الأكراد أساسها.
وتواصل قوات المعارضة المنخرطة في “درع الفرات” معاركها ضد مقاتلي التنظيم، ويفقد الأخير باستمرار قرى ومناطق تقرب المعارضة من مدينة الباب، لا سيما وأن التنظيم خسر بلدة دابق – ذات الرمزية الدينية له – في 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2016.
وتدعم تركيا تحرك قوات المعارضة نحو الباب، ومنذ نحو أسبوع كثف الجيش التركي قصفه لمواقع “تنظيم الدولة” والميليشيات الكردية في الريف الشمالي لحلب، إذ تتقدم المعارضة بغطاء مدفعي يساعدها على طرد التنظيم من مناطقه.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت الفائت، إن بلاده عازمة على طرد مقاتلي “تنظيم الدولة” من مدينة الباب عبر عملية “درع الفرات”، وشدد على موقف بلاده، اليوم الخميس، بتأكيده أن هدف العملية العسكرية التركية الباب ومنبج (تسيطر عليها ميليشيات سورية الديمقراطية ومقاتلين أكراد)، والرقة (عاصمة تنظيم الدولة في سورية).
هل ستُنشئ منطقة آمنة؟
ويقول القيادي العسكري في عملية “درع الفرات” “الحجي شاهر” في تصريح لـ”السورية نت”، إن “الهدف من معركة الباب طرد التنظيم منها، وإنشاء منطقة آمنة خالية من كافة أشكال الإرهاب، بطول 90 كلم على الحدود السورية التركية، وعرض 45 كلم”.
أنقرة من جهتها أعلنت مراراً أن الخطوة التالية بعد السيطرة على مدينة الباب إقامة “منطقة خالية من الإرهاب”، وهو ما تحدث عنه الرئيس التركي أردوغان في كلمة ألقاها، السبت الفائت.
وإقامة منطقة آمنة هو مطلب قديم لتركيا أصرت عليه مراراً لحماية مئات آلاف السوريين المهددين بفعل العمليات العسكرية الروسية وتلك التي يشنها النظام، كما أنها قد تتحول إلى مكان ينتقل إليه اللاجئون بالعودة من تركيا، لكن دائماً ما قوبلت رغبة أنقرة برفض أمريكي.
ويشير القيادي شاهر إلى أن قوات المعارضة تتقدم حالياً باتجاه مدينة الباب من القرى المحيطة بمدينة مارع، لكونها أقرب نقطة من مدينة الباب، ولفت إلى المعارضة عازمة على التقدم نحو المدينة قبل وصول قوات النظام وميليشيات “سورية الديمقراطية” منها.
وتحدث شاهر عن الدعم المدفعي والجوي الذي تقدمه القوات التركية لفصائل المعارضة، لكن مع اقتراب المعارضة من المدينة بدأ النظام محاولته في إبطاء تحركها عبر استهداف فصائل “درع الفرات” لأول مرة منذ بدء المعارك في أغسطس/ آب الماضي.
وكانت طائرات النظام قد قصفت، أمس الأربعاء، بالبراميل المتفجرة مواقع للجيش السوري الحر ضمن “درع الفرات” في قريتي تل مضيق، وتل جيجان الواقعتين شرق مدينة مارع بريف حلب الشمالي.
تحديات عسكرية
وتحظى مدينة الباب بأهمية جغرافية كبيرة، وفي حال سيطرة المعارضة السورية عليها، فذلك يصعب من إمكانية ربط الميليشيات الكردية لمناطقها غرب الفرات مع مناطقها فيما تسميها “مقاطعة عفرين”، كما أنه في حال سيطرة المعارضة عليها يصبح خيار دخول النظام لعمق الريف الشمالي لحلب أمراً في غاية الصعوبة.
وأمام المشهد العسكري المعقد المحيط بمدينة الباب، تواجه “درع الفرات” صعوبات على رأسها وجود 3 قوات معادية في آن واحد، التنظيم، والنظام، والميليشيات الكردية، وتسعى الأخيرة حالياً لوقف تقدم المعارضة نحو الباب عبر شن هجمات عليها من ناحية غرب المدينة.
وفي حال الوصول المعارضة إلى الباب ووصولها إلى جنوبها، من المتوقع أن تدور مواجهات كبيرة مع قوات النظام.
وبحسب معلومات حصلت عليها “السورية نت” من وحدة المعلومات في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، فإن قوات المعارضة تبعد عن الباب قرابة 12.5 كيلو متر من شمال غرب الباب، و14 كيلو متر من منطقة تل جيجان.
في حين تبعد الميليشيات الكردية 16 كيلو متر غرب الباب، ونحو 20 كيلو متر شرقها، أما النظام فيبعد عن جنوب المدينة 9 كيلو متر دون أن يحقق تقدماً في المنطقة.
#خريطة سير معارك ريف #حلب الشمالي، تبقى قوات #النظام الأقرب لمدينة #الباب وقوى #الثورة السورية الأسرع في الوصول إليها pic.twitter.com/ZICcMrzJUE
— Nawar Oliver (@Nawaroliver) October 27, 2016
وأشار قائد الفوج الخامس في عملية “درع الفرات” حسام كبصو في تصريح لـ”السورية نت” إلى أن الميليشيات الكردية هاجمت، أمس الأربعاء، قوات المعارضة في تل المضيق وقتل 10 من عناصر المعارضة، معتبراً أن ذلك يزيد من تعقيدات المعركة.
ولفت إلى أن مقاتلي “تنظيم الدولة” يخوضون معارك شرسة مع قوات المعارضة في “درع الفرات”، بينما يبدون مقاومة أقل أمام قوات النظام والميليشيات الكردية، حسب قوله.
[sociallocker]
[/sociallocker]