قياديو “الحزب الإلهي” يتحرشون بأرامل قتلاه الجميلات والصغيرات

27 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016

7 minutes

 آلما عمران – ميكروسيريا

نشر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى سلسلة مقالات للكاتبة اللبنانية، حنين غدار، كشفت فيها ما تتعرض له زوجات قتلى “حزب الله” في سورية من انتهاكات لا تصدق على أيدي قيادات في الحزب “الإلهي” بعد فقدانهن أزواجهن، خصوصاً الزوجات الصغيرات في السن، اللواتي يتمتعن بقدر من الجمال، تصل إلى حد التحرش بهن من قبل قياديين بارزين، يطلبون أحياناً قضاء ليالي حمراء معهن، تحت طائلة وقف الإعانات المالية والرواتب، في حال الرفض. وفق ما نقله “الوطن أون لاين” عن المعهد.

وتقول الكاتبة: ” أن الكثيرات اضطررن إلى التجاوب مع تلك المحاولات، فيما تمسكت أخريات بالرفض وارتضين الزواج من رجال يكبروهن سناً للتخلص من محاولات التحرش.

وتنقل  الكاتبة عن إحداهن وتدعى “أمل”، أن وفداً من مسؤولي الحزب جاء لزيارتها، وأعطوها مغلفاً مليئاً بالمال. ثم زارها أحدهم بعد بضعة أسابيع “للاطمئنان عليها”، ولكن بعد ذلك أصبحت زياراته متكررة وبدأ يغازلها. ومع أنها فقيرة للغاية، إلا أنها وجدت مطالبه مهينة. وعندما رفضته، هدد بوقف الأموال التي تحصل عليها. مما اضطرها للعودة إلى عائلتها الفقيرة في منطقة البقاع ثم الموافقة على عرض زواج من مقاتل آخر لم تره سابقاً، وهو ما أدى إلى توقف المضايقات التي كانت تطالها.

وعود وهمية
كما سلطت الكاتبة “غدار ” الضوء على جانب آخر من المشكلة يتعلق بالأرامل الشابات منهن “فاطمة”، زوجة أحد القتلى، والتي تحب فكرة مقارنتها “بالبطلة” التي استمدتها من تربيتها في البيئة الحاضنة للحزب . فهي أرملة في العشرين من عمرها الآن، ولديها ابن سوف تضطر لتربيته بنفسها. وقال لها مسؤولون في الحزب إنه لا داعٍ للقلق، لأنهم “سيعتنون بها”. مع أنهم لم يحددوا أبداً كيف سيقومون بذلك بالضبط، لكنها ستدرك قريباً أن الأمر ليس سوى وهم”. وتضيف الكاتبة “تصبح العديد من الأرامل الشابات الفقيرات، مثل فاطمة، جزءاً من مجموعة عرائس حزب الله، أو مجموعة الزوجات المؤقتات، لمقاتلي الحزب، كمكافأة تُعطى لأولئك الذين يعودون إلى بيروت لينعموا بقسط من الراحة من المعركة، أو يصابون بجروح خلال القتال ويستحقون التعويض.

أيضاً سلطت الكاتبة الضوء على حقيقة أن مسؤولي الحزب أدركوا بعد معركة القُصير عام 2013، أن الحرب السورية ستكلفهم أكثر مما كان متوقعاً. وسيكون غير قادر على تغطية معظم التعويضات لأسر القتلى، لذلك بدأ يطلب من عناصره العزوف عن الزواج وتكوين الأسر، ولجأ إلى تجنيد الشبان بنسبة أكبر. وتقول “إذا توفي هؤلاء، على الحزب أن يدفع فقط بضعة آلاف من الدولارات إلى ذويهم، ولكن عندما يموت رجل متزوج أو يصاب بجراح، يتوجب على الحزب رعاية أسرته إلى الأبد. ومع مقتل أكثر من ألفي مقاتل من الجماعة حتى الآن، ووقوع العديد من الجرحى، فإن مؤسسات الحزب أصبحت غير قادرة على تغطية كافة تكاليف عائلات القتلى والجرحى. لذلك لجأ الحزب لتشجيع شبابه على الزواج من أرامل القتلى، أو على الأقل الانخراط في زواج المتعة المؤقت إلى أن يحين الوقت المناسب.
إنهاك الطائفة
وترى الكاتبة، أن مشاركة الحزب في “الحرب” بسورية، أدت إلى إنهاك الطائفة الشيعية في لبنان، على العديد من المستويات، لكن العواقب كانت وخيمة بشكل خاص على سكان الأحياء الفقيرة التي يسيطر عليها الحزب، حيث يعود الكثير من المقاتلين في أكياس الجثث، في حين يُصاب آخرون  بعجز دائم. فيما أصبحت الطائفة ككل مسلحة إلى حدّ كبير، مع ميل نحو العنف والترهيب، مما أدى إلى حدوث ارتفاع خطير في معدلات الجريمة، لاسيما في الأحياء الأكثر فقراً. وفي ضاحية بيروت الجنوبية، على سبيل المثال، أظهر تقرير ارتفاع معدل الجريمة بأعلى نسبة له في العام الماضي مقارنةً بأي منطقة أخرى في لبنان – ويستمر هذا الرقم في الارتفاع.
كما أصبح الشيعة اللبنانيين معزولين للغاية، ومرفوضين من قبل جماعات أخرى في لبنان، وفي مختلف أنحاء العالم العربي. ورغم ادعاءات الحزب، لا ينتمي جميع الشيعة لحزب الله، لكن يُنظر إلى الطائفة على نطاق واسع كداعمة له، ونتيجةً لذلك، بات أفرادها يعانون بشكل متزايد من أجل إيجاد فرص في الخليج، وفق الكاتبة
سخرية في غير محلها
تضيف “حنين غدار” في سلسلة مقالاتها أنه: “في الثالث من مايو الماضي أصدر مصرف لبنان المركزي تعميماً، دعا فيه كافة المصارف إلى إغلاق حسابات تعود إلى أفراد ومؤسسات مرتبطة بحزب الله، استجابة لتشريع جديد أصدرته الولايات المتحدة، عُرف باسم “قانون مكافحة تمويل حزب الله دولياً”، ومنذ ذلك التاريخ جرى إغلاق مئات الحسابات، الأمر الذي سبّب حالة من الذعر في أوساط المؤسسات والكيانات الأخرى المرتبطة بالحزب. ورغم أن أمين عام الحزب، حسن نصر الله، أبدى سخريته من العقوبات الأميركية، مدعياً أنه لن يكون لها أي تأثير على الحزب لأنه يحصل على أمواله من طهران، إلا أن التأثير الفعلي للعقوبات كان واضحا”.
أوضاع متردية
الكاتبة “غدار” أجرت مقابلات ميدانية مع عدد من أبناء الطائفة الشيعية في بيروت، أحدهم يدعى علي، رفض الكشف عن بقية اسمه، قال إنه يعيش في منطقة فقيرة تُدعى برج البراجنة، وفشل في الحصول على فرصة ليبدأ مشروعاً صغيراً، وتعرض للمساومة على أيدي بعض مسؤولي الحزب، كي يقبل بالتجنيد والانضمام للمقاتلين. كما نقلت عن آخر يدعى حسن، أنه رغم انخراطه في صفوف مقاتلي الحزب، إلا أنه ضاق ذرعاً من حياته، بسبب مطالبته دائما بفعل ما يطلب منه، دون إبداء رأيه، وقال “سأذهب إلى أي مكان. ليس لدي شيء هنا. جلّ ما هو مطلوب مني هو التصفيق والتهليل خلال الخطابات والمهرجانات، ثم أعود إلى تراكم الديون. هذه ليست حياة لائقة”.