نتوحد في الاحتضار
27 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
حسن العاصي
ليس سوانا
أنا وظلي في ألواح الحكايات
نتلوى وننفطر
مثل جسد زهرة من بكاء
فرشت أهدابها على الكروم
لا شيء سواي وحمم الصور
تغسلنا الطفولة
نستمطر الموت
حيث يتمدد قلبي
فوق أوراق التوت
أنا إن رحلت
يا أمي أوصيك
ضعوني على جنبي البعيد
فوق اللبّادة العتيقة
ورتلوا أوراد السوسن
قبل أن تغرق عيناي
في لوح الكتاب
تذكري أن تمدي
زهر الليمون
فوق جسدي
غيمة غيمة
كي أغفو على زند الحقول
أوصيك يا أمي
أن تقيمي الصلاة
ثلاث مسافات
بين الليل المطوي
خلف حمى المتعبين
وشجر السدر المصلوب
بلا هوية
أطلبي من أخواتي
أن يرسمن بالريحان
دربًا تصل قبري
وزعي قصائدي لبنات عمي
وريش الكتابة للجارات
اجعلي من عنق الحلم
صدقة جارية
ولا تبكي
إني موجود هناك
هناك خارج الريح
يمين القناديل اليتيمة
أبسط شهقة الولادة
يا أمي
دون عتمة تذكر
في خفقة العوسج
يفرش البياض موته
والباب كفيف
يا أمي ليس لي سواك
وأنا راحل إلى تراب المسافة
أراني نتوحد في الاحتضار
[sociallocker] [/sociallocker]