الطائرات الحربية تهدم متحفا أقيم على إحدى أهم لوحات الفسيفساء في العالم


image-2

رشا دالاتي: المصدر

تسببت غارةٌ للطيران الحربي بتهدّم المتحف الذي شيدته الحكومة الإيطالية فوق واحدةٍ من أكبر لوحات الفسيفساء المكتشفة في العالم حتى الآن، يوم أمس الخميس في مدينة طيبة الإمام شمال حماة، وكانت اللوحة تشكّل أرضيةً بديعةً لكنيسة رومانية، وتعود للعهد البيزنطي.

وأفاد مراسل “المصدر” في حماة أن طيران النظام الحربي والطيران الروسي شنّ أمس مئات الغارات الجوية على مدينتي طيبة الإمام وصوران في ريف حماة الشمالي، حيث مكنت كثافة القصف قوات النظام من التقدم إلى مدينة صوران، في حين ما زالت طيبة الإمام في قبضة الثوار.

وأضاف مراسلنا “خالد عبد الرحمن” أن إحدى الغارات الجوية دمرت متحف طيبة الإمام، فيما لم نتمكن من معرفة مصير اللوحة، وهي الإرث الحضاري الأهم، وهي تشكّل أرضية المتحف، ممتدةّ على مساحة 625 متراً مربعاً.

اللوحة الأكبر والأجمل

وتعد لوحة فسيفساء طيبة الإمام في محافظة حماة من أهم وأجمل وأكبر لوحات الفسيفساء المشغولة في المنطقة قديماً وأكثرها روعة إذ تصل مساحتها إلى 625 مترا مربعاً ويرجع تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي وعليها رسومات وأشكال ترمز لعدة قضايا إنسانية وحضارية وفكرية.

وتتمتع اللوحة التي تم اكتشافها بين عامي 1985 و1987 بينما يعود تاريخها الأصلي إلى 442 ميلادية؛ بجمال أخاذ وأسلوب زخرفي وهندسي غير مسبوق، بحسب مقالٍ لوكالة أنباء النظام الرسمية يعود لعام 2008.

ونظراً للأهمية الكبيرة والمكانة العالية التي تحتلها اللوحة فنياً وتاريخياً فقد قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع الحكومة الإيطالية بإنشاء مبنى فوق اللوحة وفي محيطها وجعلها متحفا يتيح للزوار والسائحين الفرصة للتمتع بمشاهدة اللوحة من جميع الجهات والتعرف على أدق التفاصيل فيها علاوة على حمايتها من التعرض للتخريب أوالاندثار.

أرضية كنيسة بيزنطية

وقال جمال رمضان رئيس دائرة آثار حماة في تصريحاتٍ صحفية عام 2008، إنه وفقاً للمصادر التاريخية فإن هذه اللوحة كانت تشكل ارضية لكنيسة في العهد البيزنطي وقد استكملت عام 442 ميلادية وسميت هذه الكنيسة على اسم القديسين الشهداء لافتاً إلى الدقة المتناهية في صنع وتصميم واتساع نطاق اللوحة وامتدادها وصغر حجم المكعبات الحجرية التي تحتويها والوقت الطويل والجهد المضني اللذين استغرقتهما عمليات إنشائها.

وأوضح أن الكتابة اليونانية الموجودة في منطقة الحتية تشير الى ان هذه المساحة الكبيرة من الفسيفساء كانت تشكل قديماً أرضية لكنيسة ذات طراز البازليك مشيراً إلى أن نظرة بسيطة في لوحة فسيفساء الطيبة تكفي لإدراك أهمية هذه اللوحة وندرتها ومدى تأثر صناعها بالبيئة المحيطة وانطلاقاً من ذلك تم تنفيذ مشروع بناء متحف يغطي الفسيفساء الموجودة فيها حيث أسهم هذا الأمر بإتاحة الفرصة للكشف عن اللوحة وعرضها في مكانها الأمر الذي شكل حلقة ضمن خط سياحي يشمل زيارة فسيفساء الطيبة وفسيفساء حي المدينة في حماة ومتحف المعرة للفسيفساء في محافظة ادلب0

ةتتميز باحتوائها صوراً لـ28 بناءً كنسياً تزين الأرضية على شكل بازيليكيات وعلى شكل صليب وأهمها شكلان لمبنيي كنيستي مار سمعان العمودي وقلب لوزة اللتين لم يدون عليهما اسماهما لكونها معروفتان وذاتا شهرة كبيرة وكذلك توجد على اللوحة أشكال هندسية تمنح لوحة الفسيفساء رونقا خاصا ولاسيما إطار الزخارف النباتية الرائعة الجمال المتضمن رسوماً لطيور وفواكه مختارة بشكل ينسجم مع الموضوعات الزراعية والحياتية التي كانت سائدة خلال تلك الحقبة التاريخية إلى جانب الأسطح والقباب والابراج الشبيهة بالكثير من الأبنية القديمة التي يمكن مشاهدتها حتى الآن في سوريا.

وكانت سلطات النظام افتتحت متحف طيبة الإمام للفسيفساء الذي استمر العمل في بنائه مدة 9 أشهر في تموز 2007 حيث جرى في البداية ترميم اللوحة وإعادة تثبيت بعض قطع الفسيفساء التي تحويها ثم تمت إشادة المبنى المحيط باللوحة بهدف حماية أرضية الفسيفساء.





المصدر