سجالات حادّة بين الروس واﻷمريكيين في مجلس اﻷمن حول سوريا

28 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016

أثارت جلسة في مجلس اﻷمن حول سوريا مساء أمس الأربعاء سجالات حادة بين الروس واﻷمريكيين تبادل فيها ممثلو البلدين السخرية والتصريحات اللاذعة.

وقد هاجم مندوب روسيا الدائم، لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، وكيل الأمين العامّ للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، ستيفن أوبراين، إزاء إفادته بشأن سوريا، أمام مجلس الأمن.

ودافعت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور، في المقابل، عن المسؤول الأممي، وسخرت من إعلان موسكو هدنة في حلب لمدة 8 أيام.

وفي تعقيبه على إفادة أوبراين، قال السفير الروسي: إن “أوبراين لم يذكر، في إفادته، أن الطائرات الروسية توقفت عن شنّ هجمات جوية على حلب منذ 8 أيام ونحن نسأله لماذا لم يتحدث عن ذلك؟”.

وتوجه بحديثه إلى أوبراين، الذي كان حاضرًا خلال الجلسة: “عليك أن تبلغنا عن الوضع الحقيقي شرقي حلب، وأن تقدم لنا حقائق، أما إفادتك، التي أخبرتنا فيتعين عليك ادّخارها لرواية تكتبها في يومٍ ما.. نحن لسنا بحاجة إلى مواعظ بشأن سوريا، وإن أردت ذلك فعليك الذهاب إلى الكنيسة وليس إلى مجلس الأمن”. 

وحذر المندوب الروسي في كلمته من مغبّة “استغلال الوضع الإنساني في سوريا للتنصل من مواصلة الحرب على الإرهاب”.

بدورها انتقدت المندوبة الأمريكية، لدى الأمم المتحدة، سامنثا باور، الهجومَ الذي شنه نظيرها الروسي على إفادة وكيل الأمين العامّ للأمم المتحدة.

وقالت سامنثا باور، مُخاطِبة أعضاء مجلس الأمن: “لم أكن أعتزم الحديث في هذه الجلسة العلنية، لكنني أريد الرد على ما ذكره زميلي الروسي بشأن أوبراين”، وأظهرت رسالة قالت إنها “منشور ألقته الطائرات الروسية وقوات اﻷسد على المدنيين في حلب”. 

وأضافت: “يقول مندوب روسيا إننا لو أردنا الوعظ فعلينا الذهاب إلى الكنيسة، وأعتقد أنه من المفيد فعلاً لنا جميعًا أن نذهب إلى الكنيسة، نحن الآن لدينا منشور أسقطته الطائرات الروسية على حلب تقول فيه: (هذا أملكم الأخير إن لم تتركوا مواقعكم فسوف تتعرضون للإبادة فالجميع تخلَّى عنكم) وإنني أسأل هنا: هل تريدون منا أن نشكركم على ذلك؟”. 

ومضت قائلة: “هل الأطفال المصابون في حلب أعضاء في تنظيم القاعدة؟ .. إن روسيا تضرب المستشفيات بأسلحة مُصمَّمة لاستهداف الناس وهم في الملاجئ”. 

وأضافت: “تهانينا لروسيا لأنها لم تستخدم القنابل العنقودية، في حلب لأيام قلائل فقط، لكن النظام الدولي لم يتم تصميمه لكي يعمل بهذا الشكل، إن روسيا تهدد بإبادة المدنيين في حلب، ثم تدعي فتح 6 ممرات لخروج المدنيين من المدينة”.

وقامت السفيرة الأمريكية بمغادرة قاعة المجلس فور الانتهاء من إفادتها وهو الأمر الذي انتقده المندوب الروسي وقال لأعضاء المجلس: إن “باور غادرت القاعة لأنها لا ترغب في أي حديث علني بشأن موضوعنا هذا”، نافيًا قيام الطائرات الروسية أو قوات الأسد بإلقاء ذلك المنشور.

وكان ستيفن أوبراين، دعا في وقت سابق، مجلس الأمن الدولي إلى التحرك لـ”وقف العنف” فورًا في سوريا، وفي إفادته إلى أعضاء مجلس الأمن، في جلسة حول مدينة حلب، قال: إن “مجلس الأمن باستطاعته وقف العنف وإذا لم يفعل ذلك فلن يكون هناك شعب سوري، والعار سوف يلاحقنا جميعًا” مؤكدًا أن “روسيا ونظام اﻷسد يواصلان قصف المستشفيات فيما يستخدم جميع أطراف النزاع الاحتياجات الإنسانية كورقة ضغط بهدف المساومة”.