مقابر دمشق … بعضها حكراً على قتلى النظام السوري
28 أكتوبر، 2016
صوت العاصمة-
لم تكتفَ الميليشيات الموالية بحكم دمشق بالحديد والنار، والسيطرة على أجزاء واسعة منها والتحكم بكل الموارد، بل طالت يدهم المقابر لتمنع أصحاب الأرض والقبور من الدفن في بعض المناطق، وتقوم بتحويل المقابر إلى مكان خاص لدفن قتلى الميليشيات المسلحة التي تحارب في صفوف النظام السوري.
مقبرة “الشيخ الحصني” إحدى المقابر المعروفة في حي الميدان، وتحديداً في منطقة البوابة، والتي أغلقها النظام قبل حوالي عشرين سنة ومنع الدفن فيها أو إعمار القبور وترميمها، أعاد فتحها مع بداية المعارك في البلاد، لتكون حكراً على قتلى الدفاع الوطني وكتائب البعث في حي الميدان، مع منع استخدامها من قبل المدنيين بشكل نهائي، أو إجراء صيانة للقبور القديمة.
أحد الكبار بالسن في حي الميدان وفي حديث مع شبكة “صوت العاصمة” قال إن هذه المقبرة تحوي مرقد الشيخ “محي الدين الحصني الشافعي” أحد علماء الدين وقاضي بيروت العام في زمن الخلافة العثمانية، حيث أنه في عام 1985 تقريباً جاء وفد شيعي من لبنان يطالبون النظام السوري بنقل رفات الشيخ من هذه المقبرة إلى الحسينيات الشيعية، وبحسب زعمهم بأنهم أحق برعاية القبر وتولي شؤونه، لكن أهالي الميدان ووجهاء الحي لم يوافقوا على هذا، فجاءت الأوامر من أجهزة المخابرات في عهد حافظ الأسد بإغلاق المقبرة وعدم السماح بالدفن فيها أو ترميم القبور إلى أن تم افتتاحها قبل سنوات وأصبحت حكراً لقتلى الميليشيات الموالية.
ورصد فريق “صوت العاصمة” وعبر مراقبة دامت لفترة طويلة وبعد تواصل مع أهالي المنطقة، قيام شبيحة النظام والميليشيات الموالية له باستخدام قبور فارغة في مقبرة “الحقلة” بمنطقة الميدان، وذلك لدفن قتلاهم من سكان وأبناء المنطقة المتطوعين في تلك الميليشيات.
وقال أحد أهالي المنطقة المطلة على المقبرة، إن هذه الحوادث كانت تحصل ليلاً بعد خلو الشارع من المارة، حيث يتم دفن بعض القتلى ليلاً، وبعد فترة ليست بطويلة أصبحت هذه الظاهرة علنية في وضح النهار، مع تشييع القتلى بشكل رسمي وإطلاق رصاص وهتافات.
وقال المدعو ( أ، س ) أنه قد اشترى قبراً في مقبرة الحقلة، منذ وقت ليس ببعيد، حيث تم تجهيزه لأحد أفراد العائلة الذي كانت على حافة الموت، وبعد حصول الوفاة والتوجه إلى المقبرة، تفاجئ بمنع استخدم القبر وفتحه، وما هي إلا أيام حتى تبين أنه قد دُفن فيه أحد قتلى ميليشيا الدفاع الوطني .
وبالذهاب إلى حي زين العابدين في منطقة المهاجرين، أفاد سكان المنطقة بسيطرة الميلشيات الشيعية على أكبر مقابر الحي، واستخدامها لدفن قتلاهم مع منع أصحاب بعض الأهالي ممن لا واسطة له ولا سند من دفن موتاهم في مقابرهم الخاصة والتوجه إلى مقبرة “نجهة”
وتعتبر أسعار القبور مرتفعة جداً في دمشق حيث يمكن أن يصل القبر في ترب دمشق الرئيسة إلى مليون ونصف ليرة سورية وأكثر، فيما يعتمد النظام مقبرة ” نجهة” في ريف دمشق مكاناً رئيسياً لدفن قتلى المعارك من الموالين له، ولكن بعض الأحياء الدمشقية التي تطوع قسم من شبابها في تلك الميليشيات، لا ترضى أن يُدفن أبنائها في منطقة “نجهة” فتستخدم أسلوب التشبيح للحصول على القبور بشكل مجاني.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]