«أسبوع دبي للتصميم» ابتكارات وأعمال تركيبية


يرى القيّمون على «أسبوع دبي للتصميم»، أن الفعالية التي يستضيفها «حي دبي للتصميم»، تجمع ما بين الإبداع والتصاميم اللافتة، وابتكارات تخدم البشرية، إضافة الى كثير من الأعمال الفنية في طول المدينة وعرضها.

والـــلافــت فـــي الــدورة الثانية من الحدث، التركيز على نشاطات تفاعلية ما بين الجمهور والمبدعين، وورش عمل كثيرة تعرّف الزائرين على أهمية الفنون، وكثرة المشاركة المحلية في مختلف المجالات من أعمال تركيبية وتصاميم ومعارض فنية. ويبقى الأهم أن زائر الفعالية، بات يميّز أن التصميم لا يعني الديكور والمفروشات، انما هو فن قائم بذاته ويحتاج الى كثير من الإبداع والخبرة والنظرة الفنية.

ويقول الرئيس التنفيذي للعمليات في «حي دبي للتصميم»، محمد سعيد الشحي في حديث إلى «الحياة»: «حققت الدورة الثانية من «أسبوع دبي للتصميم»، الأهداف الموضوعة لها، وربما تخطتها، من حيث حجم المشاركة، ونوعية الأعمال المعروضة التي اختيرت بعناية، لنقدم للجمهور نخبة استنتاجاتنا».

ويضيف: «ومن المشاريع المميزة هذه السنة، «معرض الخريجين العالمي»، اذ تضاعف عدد المشاركين فيه ثلاث مرات، وهو أكبر معرض لخريجي دراسات التصميم على مستوى العالم، ليقدم هذه السنة ١٤٥ مشروعاً من ٥٠ جامعة عالمية بينها تسع جامعات من المنطقة. والأهم أن هذه المشاريع تخدم الانسانية، في ثلاثة مجالات مختلفة هي: التواصل والتمكين والاستدامة».

ويشير الشحي الى أن المشاركة المحلية هذه السنة، لافتة جداً، بوجود أعمال من الجامعة الأميركية في الشارقة ودبي، وجامعتي غوغنهايم وزايد في أبو ظبي، اضافة الى مشاركات فردية لبعض الفنانين الاماراتيين كزينب الهاشمي وخالد الشعفار».

ويُثني الشاب الطموح على التفاعل بين فنانين محليين وعالميين لتبادل الخبرات والأفكار، ومزاوجة بعض الأعمال الفنية بأفكار جديدة وخلاقة من خلفيات ثقافية متنوعة.

ويوضح الشحي أن مشروع «حي دبي للتصميم» سيكتمل بعد خمس سنوات، نظراً الى ضخامته، لكنه بات يستقطب منذ اليوم، أبرز الشركات العالمية ومنها من افتتح فروعاً في الحي، اضافة الى استقطاب أبرز المصممين العالميين وأبرز ماركات الأزياء والموضة. كما أعلنت أربع شركات عمالقة في مجال التصميم المعماري سانتياغو كالاترافا، زها حديد، فوستر آند بارتنرز، وبينوي عن خططها لافتتاح مقرات إقليمية لها في حي دبي للتصميم هذه السنة، اضافة الى إطلاق مشروع «جامعة دبي للتصميم والابتكار».

فنون إسلامية

لكن ماذا عن فنون العمارة والتصميم الإسلامي، هل هي واضحة في مشاريع الحي؟ يُجيب الشحي: «هذا الموضوع في صلب اهتماماتنا، شاركنا منذ مدة بقمة الاقتصاد الإسلامي من خلال أعمال مستوحاة من الفن الاسلامي قدمها فنانون محليون وعالميون، ومن الأعمال التي قدمت المحراب المعاصر للفنانة السعودية آية بيطار، وثمة كثير من الدراسات والمشاريع التي نعمل عليها وفنانينا للخروج منها بتصاميم وابتكارات من وحي الفن الاسلامي».

وستنظم أكثر من 150 فعالية على مدار ستة أيام في «حي دبي للتصميم» (d3) ووجهات أخرى في المدينة، وتستضيف دبي أنشطة ومعارض وأعمالاً تركيبية من شأنها الإبحار بالزوّار في رحلة استكشافية لمفاهيم وابتكارات التصميم عبر إعادة اكتشاف أحياء دبي المألوفة لديهم أو تلك الجديدة التي لم يعرفوها من قبل.

وهناك «أبواب»، وهو معرض مكرّس لاستكشاف سرديات التصميم من بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. ولنسخة هذه السنة، يعمل المصممون المشاركون في المعرض، من الجزائر والبحرين والهند والعراق وفلسطين ودولة الإمارات العربية المتحدة، على تصميم الأجنحة المشاركة استجابة لثيمة «الحواس البشرية».

أبواب

وقرر المصممان إلياس ويوسف أنسطاس، وهما يحملان الجنسية الفسطينية والفرنسية ويتوليان تقييم جناح فلسطين، تسليط الضوء على مهنة حفر خشب الزيتون، وهي حرفة ازدهرت في بيت لحم وتعود جذورها إلى القرن السادس عشر، ولكنها تواجه تحديات كبيرة مع تسارع وتيرة الاستيراد للبضائع الرخيصة والتصنيع الشامل. ولهذا الغرض أبدع المصممان هيكلاً مبتكراً لشجرة زيتون يحتفي بعيوب حرفة حفر خشب الزيتون.

أما المدينة الأيقونية لهذه السنة فهي العاصمة المصرية، وعنوان المعرض «القاهرة الآن! مدينة غير مكتملة». ويشكل المعرض مظلة لتتبع مشهد التصميم الراهن في المدينة، ويحتفي بالابتكار والمواهب الشابة في قطاعات تصميم المنتج والغرافيك والأثاث والخطّ، إضافة الى العمارة. ويشرف محمد الشاهد، وهو معماري وكاتب وباحث مستقل مقيم في القاهرة، على تقييم المعرض الذي يستقي فكرته من مراحل الإنجاز المختلفة للمساكن المشيّدة بالطوب الأحمر، ويقدمها عبر أعمال ما يزيد على ٦٥ مهندساً معمارياً ومصمماً ورائد أعمال.

وتشكلّ الأعمال التركيبية التي يقدمها «أسبوع دبي للتصميم» مقاربة بصرية ذات قسمات إبداعية غير تقليدية لمشهد التنوّع القائم في دبي، حيث تتخذ تلك الأعمال التي أبدعها نخبة من المصممين والفــــنانيــن والمـــعماريين المحليين والعالميين شكل تجهيزات فنية تفاعلية نحتية ومعمارية في أهم الفضاءات العمومية ضمن مدينة دبي، ومنها برج خليفة، الأطول في العالم، إذ كلّفت شركة «إعمار» كلاً من «استديو مستر وايت» (لبنان/الإمارات) و «ياسوكي موراكامي + وتانجينت» (لندن) بإضاءة برج خليفة كل ليلة أثناء انعقاد «أسبوع دبي للتصميم».

وبدورها تحتفل شركة «سواروفسكي» برعايتها «أسبوع دبي للتصميم» للمرة الأولى على طريقتها عبر إزاحة الستار عن تجهيز فني خارجي بعنوان «هيكسالايت» كلّفت المصممة الإماراتية زينب الهاشمي بإبداعه، والذي يدعو الجمهور الى التفاعل مع محيطهم عبر منظوراته المتلألئة والملوّنة.

ولن يكتفي الأسبوع بتحويل المدينة إلى معرض كبير، بل يقدم برنامجاً غنياً يتضمن ثلاثين فعالية بين المحاضرات وورش العمل والمحاضرات والجلسات النقاشية، التي تخاطب في مجملها مختلف شرائح الزوّار من أخصائيين متمرسين في قطاع التصميم إلى الطلاب وعشاق التصميم، وحتى الأطفال.

وانطلقت فعاليات البرنامج في «حي دبي للتصميم» مع كلمة افتتاحية للمعماري الإسباني سانتياغو كالاترافا الذي وضع نموذج الجناح الإماراتي في «إكسبو ٢٠٢٠».



صدى الشام