المعارضة تتحدث عن مفاجآت كبيرة تنتظر قوات النظام بحلب.. الأكاديمية العسكرية وجمعية الزهراء في مرمى نيرانها


واصلت قوات المعارضة السورية، اليوم السبت، تقدمها في المعارك التي تخوضها ضمن عملية "فك الحصار عن حلب"، بعد يوم من انطلاقها شهد هزائم متتالية لقوات النظام لا سيما في منطقة "ضاحية الأسد" غرب حلب.

وباتت قوات المعارضة السورية، اليوم، على مشارف الأكاديمية العسكرية التي تعد من أكبر تجمعات قوات النظام والميليشيات المساندة لها،  وفي ذات الوقت تتعرض مواقع قوات النظام في حي جمعية الزهراء لقصف من قبل قوات المعارضة، وفق ما أكده "فيلق الشام".

وقالت مصادر محلية إن قوات المعارضة سيطرت على منطقة "فاميلي هاوس" بالقرب من منطقة حلب الجديدة، فيما تحدثت غرفة عمليات "فتح حلب" عن سيطرة قوات المعارضة على أهم 3 كتل من المباني في جمعية الزهراء. 

معركة مختلفة

ويبدو أن فصائل المعارضة تقاتل في المواجهات الحالية بخطة محكمة أكثر من تلك التي طبقتها خلال المعركة الأولى لفك الحصار عن حلب في أغسطس/ آب الماضي.

وفي هذا السياق، قال المتحدث الرسمي باسم تجمع "ألوية صقور الغاب" مأمون حاج موسى لـ"السورية نت"، اليوم السبت، إن "المعركة الأولى كان فيها دروس وعبر استفادت منها غرفة عمليات جيش الفتح بشكل جيد وأضافتها لخبراتها السابقة، فحلب ليست كادلب وتحتاج إلى خطة حرب شوارع بعيداً عن الأسلحة الثقيلة".

ولفت موسى في تصريحه إلى أن لدى غرفة عمليات "جيش الفتح" قوة كبيرة نتيجة تضافر الجهود العسكرية لفصائلها وحجم قواتها المشاركة وعتادها الثقيل، مضيفاً: "هي قادرة مع هذه المعطيات على فتح معركة بمحاور عديدة لمدة أشهر والمعركة الأولى كان مخطط لها أن تستمر هذه المدة لكن بقدرة الله تم تحرير قلعة النظام الطائفي وجبروته في مجمع الكليات التسليح والمدفعية خلال أيام قليلة، وإعادة الحصار لحلب مع وجود هذه القوة الكبيرة له استثناءات مع تدخل الطيران الروسي البربري بكثافة غير مسبوقة وطبيعة الأرض المكشوفة".

موسى تحدث أيضاً عن أن فصائل المعارضة استفادت من تجارب المعركة الأولى، مشيراً إلى خطط وتكتيكات وتدريب عال على حرب الشوارع، وأساليب القتال من مسافات قريبة، فضلاً عن زيادة التنسيق والتناغم بين الفصائل، حسبما قال.

هجوم أوسع

واعتبر المتحدث باسم "ألوية صقور الغاب" أن ما تشهده أحياء حلب حالياً من معركة مختلفة عما كان سابقاً، وقال إن "ما تنتظره المليشيات الطائفية سيكون مربك ومفاجئ جداً فهم لم يعوا الدرس أول مرة ولم يقدروا بسالة أبطالنا في معركة الكليات حتى رأوا أفعالهم ففروا هاربين، واليوم أيضا هم لم يقدروا تكتيكاتنا الجديدة التي لم يروا منها شيئا بعد ومع ذلك سقطت لهم 3 معمل الكرتون وضاحية الأسد وعدة حواجز واقتربت المعركة لتكون حرب شوارع وابطالنا هم أسياد هذه المعركة".

تحضير ضخم

من جانبه، قال عمار سقار المتحدث العسكري باسم "تجمع فاستقم"، أحد فصائل المعارضة السورية العاملة في حلب و ريفها، إن "المعركة أعد لها إعداد عسكري ضخم ووضعت فيها كل إمكانيات الفصائل".

وأشار في تصريح نقلته وكالة الأناضول، أن "الهدف الأولي للمعركة يتمثل بكسر الحصار عن المناطق المحاصرة في المدينة، والدخول بعد ذلك إلى مناطق سيطرة النظام في المدينة". وشدد على أن "المعركة اعتمدت على تكتيك جديد يتمثل بالعمل على النقاط بشكل مركز وقصف التجمعات".

وأوضح أن "الخطة في اليوم الأول، نجحت في إحكام السيطرة على قلاع قوات النظام في المنطقة الغربية من المدينة ومنها حاجزي مناشر منيان ومعمل الكرتون ومن بعدها  ضاحية الأسد"، لافتاً إلى أن "الظروف الجوية أعاقت عمليات القصف الجوي على مقاتلي المعارضة أمس".

وبيّن أن "الفصائل اتخذت بعض التدابير للتقليل من تأثير الضربات الجوية"، دون الإفصاح عن تلك التدابير. وتوعد بـ"القيام بأعمال عسكرية قريبا جدا ستكون نتيجتها تحرير المدينة (حلب)".

واعتبر أن أن المعارضة السورية "تقاتل دولا عظمى منها إيران وروسيا ومليشيات طائفية من مختلف بقاع الأرض".

وتمكنت الفصائل مساء أمس من السيطرة على "ضاحية الأسد" على مدخل مدينة حلب الغربي واقتحام "مشروع 300 شقة" بالقرب من حي الحمدانية وسيطرت على كتلة أبنية فيه، لتصبح بذلك على بعد نحو 3 كيلومترات من مركز المدينة.

وتجدر الإشارة إلى أن المعارضة السورية تحشد منذ فترة لبدء ما أطلق عليه الناشطون "معركة حلب الكبرى" أو "معركة فك الحصار عن حلب".

وكان "جيش الفتح" (تحالف فصائل معارضة) تمكن من كسر حصار قوات النظام على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب (الأحياء الشرقية) في مطلع آب/أغسطس الماضي بعد عملية واسعة استغرقت 7 أيام، ليعيد النظام والميليشيات المتحالفة معه حصارها بعد شهر بمساندة من سلاح الجو الروسي.

وتعاني أحياء حلب الشرقية ، الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، والتي يقطنها نحو 300 ألف شخص،  حصاراً برياً من قبل قوات النظام ومليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من شهر، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية.




المصدر