تزايد حالات الفرار من صفوف قوات النظام في السويداء
29 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
إياس العمر: المصدر
شهدت الأشهر الثلاثة الماضية ازدياداً ملحوظاً في أعداد الفارين من صفوف قوات النظام في محافظة السويداء، ويُعزى ذلك إلى عدة دوافع، ومنها الدافع المادي، فرواتب عناصر قوات النظام تعد أقل من راتب أي عامل حر، إضافة إلى عامل الأمان الذي توفره مشايخ الكرامة للفارين من صفوف قوات النظام، بدفاعها عنهم.
ومنذ انطلاق الثورة السورية في شهر آذار/مارس من العام 2011، انشق الآلاف من الضباط والعناصر عن قوات النظام، وذلك نتيجة رفضهم سياسات النظام، ولاسيما عمليات الاقتحام التي كانت تستهدف المناطق الثائرة، ومع النصف الثاني من عام 2013، بدأت عمليات الانشقاق عن قوات النظام بالتزامن مع حالة الانهيار والإنهاك التي أصيب بها جيش النظام نتيجة معاركه مع تشكيلات الثوار، وبات النظام وحلفاؤه يعتمدون بشكل شبه تام على مقاتلي الميلشيات والمرتزقة.
وفي محافظة السويداء ازدادت حالات الفرار من صفوف قوات النظام خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ولكنها كانت بدوافع مختلفة عما كانت عليه الانشقاقات مطلع الثورة.
وقال الناشط سامي الأحمد لـ “المصدر”، منذ مطلع العام الجاري تم توثيق أكثر من 100 عنصر فروا من جيش النظام في محافظة السويداء، مشيراً إلى أن السبب الرئيس وراءها كان الدافع المالي، بالإضافة لتصرفات قوات النظام في محافظة السويداء.
وأردف بأن راتب العنصر في جيش النظام يتراوح بين 40 و50 ألف ليرة سورية في الشهر، ويحتاج العنصر الذي يخدم في دمشق إلى أكثر من 30 ألف ليرة سورية تكاليف مواصلات، أي أنه يحتاج إلى أكثر من نصف الراتب، لذلك لم يعد هنالك أي دافع للاستمرار في الخدمة في صفوف قوات النظام.
وأشار إلى أن دور مشايخ الكرامة في الدفاع عن العناصر الفارين من صفوف قوات النظام شجع الكثير من العناصر على الفرار، وأغلب الفارين من قوات النظام هم ممن لم يتورطوا بعمليات التشبيح، فجيش النظام لم يعد فيه مكان لمن لم يتورط بعمليات التشبيح والتعفيش، فمن يريد البقاء في جيش النظام عليه أن يتورط بجرائمه، وهذا ما يسعى النظام إليه، على حد قول الأحمد.
وبدوره، قال طارق مزيد، أحد المقاولين في محافظة السويداء، لـ “المصدر” إنه لم يعد هناك أي دافع للشباب في الاستمرار في القتال في صفوف قوات النظام، فأقل عامل حر يصل أجره اليومي لأكثر من 2500 ليرة سورية، أي أن أجره الشهري أكبر من راتب المقاتل في جيش النظام، وفي المقابل هذا العمل لا يتطلب مصاريف تنقل ولا مخاطر فيه، مشيراً إلى أن القسم الأكبر من الذين الفارين من جيش النظام انخرطوا بسوق العمل في السويداء.
ويذكر أن محافظة السويداء يتواجد فيها أكثر من 27 ألف شاب من المطلوبين للخدمة الإلزامية في جيش النظام والفارين من صفوفه، وهذه الرقم يعتبر الأكبر بالنسبة للمناطق التي ما تزال تخضع لسيطرة قوات النظام.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]