on
رحيل الموسيقار ملحم بركات .. لا تذكروا محاسن موتاكم
عماد أبو سعيد – ميكروسيريا
توفي أمس ، عن عمر يناهز 74 عاماً، الموسيقار ملحم بركات في العاصمة اللبنانية بيروت بعد صراع مع المرض.
لاشك، أن الفنان الراحل كان كبيراً، له بصمته الخاصة في تاريخ الموسيقا اللبنانية خصوصاً، والعربية عموماً. لكن بعيداً عن الفن قريباً من السياسة، انحاز الفنان الراحل إلى صف القاتل بشار الأسد، في مواجهة الشعب السوري الشهيد. فيما يبدو أن “أناه” وهو الشهير بتضخمها، طغت على ضميره.
“سورية بلد العروبة، هكذا وصفها الفنان الراحل بعد اندلاع الثورة. وهي كذلك، لا تحتاج إلى تزكية من أحد مهما علا شأنه، بيد أن سورية هذه، ليست “سورية الأسد” كما حاول تصويرها، إنما هي سورية شعب “السميعة” والطرب والذوق الرفيع، وهو أول من منح الفنان شهادة حسن الأداء، ووضعه على أول درجات سلم الشهرة. وهو ما أقر به الفنان ويُحسب له بقوله: أن سورية احتضنتني 14 عاماً، ومنها ابتدأت شهرتي”. غير أن ما يُحسب عليه هو تفضيل حافظ الأسد قاتل اللبنانيين قبل السوريين على ذلك الشعب، وكأنه كلبناني يغفر للأسد الأب كل فظائعه في لبنان، لمجرد “أعطية” وهبه إياه حين يستذكر تلك المآثرة بقوله: “الله يرحم الرئيس الأسد علم أنني أنام في سيارتي فارسل لي شخصاً، قال لي أن الرئيس يقول: أن كنت تريد شقة أو سيارة أو مساعدة، و قال الشخص ان الرئيس عندما علم أنني أنام في سيارتي ابدى انزعاجه ، فقدم لي المساعدة ووضعي كان يتحسن تدريجياً”.
لعل الراحل نسي أو تناسى أن مكرمة “الأسد الأب” هي في حقيقتها من حساب الشعب السوري، وعلى حسابه. ولم يكن هذا الشعب ليغضب من منح الفنان الذي أحبه المساعدة.
حقيقة، لا يغفر للموسيقار أن يصف سورية ببلد الخير، ثم يتغنى “ضمناً” بالوريث الذي دمرها، مشيداً بقوتها، في محاولة مثيرة للشفقة للخلط بين قوة سورية التاريخ، وقوة قاتل قاصر طارئ على الحاضر بالمصادفة .. قاصر سيسخر التاريخ ذاته من همجيته ومن استقوائه بالروسي والإيراني والمرتزقة على شعب عريق، لا يزال يسكن وسيبقى أقدم عاصمة، مهما استكلب البرابرة الجدد في محاولاتهم لتهجيره طائفياً أو إبادته.
كانت مشكلة الراحل في “أناه” المتنمرة” على اليسطاء، المُستكينة في حضرة المتجبرين، وإلا ما معنى أن يرى في “حسن نصر الله” أصدق رجل مرّ على تاريخ لبنان،ولأول مرة المسيحيين “بيعشقوا” شخصا من غير ملّتهم، معتبراً أن من لا يتفق معه بهذه النظرة لا يفهم في السياسة”.
عذراً ملحم بركات .. أوصتنا دماء قتلانا أن لا نذكر محاسن الموتى، ممن تغزلوا بقاتليهم.