on
مأساة إنسانية على الحدود السورية – الأردنية
طارق أمين
ما زال عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين عالقين على الحدود السورية – الأردنية المُغلقة، يعيشون في العراء، وسط برد قارس وأوضاع صعبة جدًا، يفترشون الأراضي عند معبر “الرويشد والركبان” الواقعين في أقصى الشرق، بين درعا وجنوب السويداء، وشمال شرقي الأردن، وتعاني آلاف الأسر العالقة في صحراء الرويشد من برد لا يُطاق في الشتاء وحر شديد في الصيف، فيما بدأت تنتشر أمراض وأوبئة؛ نتيجة عدم وجود صرف صحي، وعدم توافر أدوية وعلاج، وتعدّ هذه المعابر الحدودية مع الأردن المنفذ الوحيد أمام اللاجئين السوريين لدخول الأردن، بعد إغلاق السلطات الأردنية المعابر الرسمية كافة، في إثر سيطرة المعارضة في درعا على هذه المعابر.
أشارت منظمة العفو الدولية -في تقرير لها- إلى وجود 70 ألف لاجئ في منطقة صحراوية تعرف باسم “الجدار الرملي”؛ 70 ألفًا منهم يعيشون بالقرب من منطقة الركبان، ونحو 10 آلاف بالقرب من معبر “حدلات” على الحدود السورية -الأردنية، ومن شأن الإغلاق التام للحدود حرمانهم من المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى المنطقة؛ ما سيؤدي -حتمًا- إلى معاناة شديدة لأولئك الذين لا يستطيعون العثور على ملجأ، ويعرض حياتهم للخطر.
يقول محمد القطيفان، الذي استطاع عبور الرويشد نحو الأردن، لـ(جيرون): “أصاب اليأس والاحباط معظم العالقين في تلك المنطقة الصحراوية، بعد ما انقطعت بهم السبل، وبعد إغلاق كامل للمعبر، والذي لا يدخل عبره الشخص إلا بعد مضى 3 إلى 6 أشهر من الانتظار في أقل تقدير، ويقع هذا المعبر في منطقة قريبة من مناطق نفوذ النظام في المنطقة الجنوبية من محافظة السويداء؛ ما يشكل خطرًا كبيرًا على اللاجئين”، مبينًا أن الطريق التي تصل إلى المعبر “أشبه بطريق الموت، لأنها تتعرض للقصف اليومي، وتعدّ خط تماس بين (الثوار) والنظام، ومن يريد عبورها يجب عليه المرور بطريق السويداء، الذي يُعدّ أخطر النقاط التي تتجول فيها قوات النظام، والتي تعمد إلى نصب كمائن هناك، وتعرض كثيرون للاعتقال عند عبورهم تلك الطريق، إضافة إلى وعورة الأرض وصعوبة استخدام الآليات”، مشيرًا إلى أن العابرين يقطعون عشرات الكيلو مترات مشيًا على الأقدام للوصول إلى تلك المنطقة.
في وقت سابق، أعلنت الحكومة الأردنية الحدود الأردنية مع سورية والعراق منطقة عسكرية مغلقة، وعدّت أي تحركات للآليات والأفراد ضمن المناطق المذكورة، ودون تنسيق مسبق أهدافًا معادية؛ وجاء ذلك بعد استهداف تنظيم الدولة حرس الحدود الأردنية في منطقة الركبان، وراح ضحيته 6 عناصر من الحرس.
يذكر أن الأردن تستضيف حاليًا أكثر من 650 ألف لاجئ سوري مسجل في سجلات مفوضية شؤون اللاجئين، وقد أغلقت حدودها في منتصف عام 2014 أمام السوريين الفارين من النزاع؛ ما أدى إلى تجمع أعداد كبيرة من النازحين على معابره الحدودية.
وعلى الرغم من كل هذه الأوضاع السيئة والمحيطة باللاجئين على الحدود الأردنية، فإنها تبقى الحل الوحيد لكثير من العائلات التي تقطعت بها سبل الحياة، واجبرتها الأوضاع على الانتظار؛ إلى أن تسمح لها السلطات الأردنية بالعبور، وعدم القدرة على العودة؛ لصعوبة الطريق المحفوفة بالمخاطر.
المصدر