ملحمة حلب الكبرى بداية مُبشّرة بالخير


آلاء عوض

انطلقت -فجر أمس الجمعة- العمليات العسكرية لفصائل المعارضة المسلحّة في حلب الشرقية، بعنوان (ملحمة حلب الكبرى)، بهدف فك الحصار عن هذا الجزء من المدينة، وإنهاء القصف اليومي الذي تتعرض له من قوات النظام والمليشيات الشيعية، مدعومة بغطاء جوي روسي، وتجنيب المدنيين الموت الذي يتربّص بهم كل يوم؛ بذريعة وجود (جبهة فتح الشام) في المدينة.

وأكّد قائد عسكري من (جيش الفتح) لـ (جيرون) أن هذه المعركة “تختلف عن سابقاتها من حيث عدد الفصائل الثورية المشاركة فيها؛ ما يعطيها فرصة أكبر للنجاح”، وأضاف، قائلًا: “منذ صباح الجمعة بدأت عمليات عسكرية لفتح طريق حلب من جهة (دوّار الموت)، وتلقّى النظام ضربات متعددة، وستكون أقوى في الساعات المقبلة، والأمل كبير في هذه المعركة، على الرغم من قلة الإمكانيات المادية والأسلحة”.

إلى ذلك، أوضح الناشط بشير طيفور من حلب لـ (جيرون) أن الهجوم “بدأ مُكثّفًا على حواجز قوات النظام، وضربت الفصائل المُقاتلة صواريخ غراد ومدفعية وهاون باتجاه أكاديمية (الأسد) في حلب الجديدة، ويبدو أن المعنويات العسكرية مرتفعة جدًا لفصائل المعارضة، والأسلحة المتوفّرة هي إما من صنع محلي، أو صواريخ غراد استُولي عليها من قوات النظام، وهي حاليًا تفي بالغرض”.

كما أشار إلى أن “معنويات المدنيين مرتفعة جدًا، ومنذ الصباح عمّ التكبير جوامع المدينة كلها، وبدأ الأطفال بإحراق دواليب سيارات للتعمية على سلاح الطيران، على أمل أن يُفكّ الحصار عنهم قريبًا”.

وبحسب القيادي من جيش الفتح، فإن فصائل المعارض السورية المسلحة في حلب لم تتلق أي أسلحة من جهات خارجية، وقال: “هناك نقص في الدعم المادي والأسلحة، ولكن يُغطّيه الشباب المقاتلون الذين توحدوا؛ من أجل إنهاء هذه المأساة التي عجز العالم -بأكمله- عن وضع حدٍّ لها”.

وعن الخلافات بين (جند الأقصى) و(أحرار الشام)، قال: إنه “أثّر على ساحة القتال السورية بالمُجمل، لكنّه لم يكن ذو تأثير يُذكر على المعركة في حلب؛ لأن فصائل (جند الأقصى) لم تُشارك في (الملحمة)، وانسحبت إلى حماة”.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد بوقوع ثلاثة انفجارات عنيفة في أطراف حلب الجنوبية الغربية، ناجمة عن تفجير ثلاثة عربات مفخخة، إحداها يقودها مقاتل فرنسي في جبهة (فتح الشام)، من أصول شمال أفريقية، استهدفت ضاحية الأسد، لتندلع عقبها معارك استمرت لساعات بين قوات النظام والميليشيات المساندة لها، من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جانب، والفصائل المقاتلة و(جبهة فتح الشام) من جانب آخر، في محاور الراشدين والفاميلي هاوس وجمعية الزهراء والبحوث العلمية، غربي مدينة حلب، واستهدفت الفصائل مشروع ثلاثة آلاف شقة وضاحية الأسد، ومناطق أخرى في حي الحمدانية بأكثر من 150 صاروخًا، خلال اليوم، في حين تواصلت المعارك بين الطرفين في محور الـ 1070 شقة جنوب غربي حلب.

ويسعى جيش الفتح، وهو الفصيل الأبرز في معارك (ملحمة حلب الكبرى)، لكسر الحصار عن مدينة حلب، وتؤكد مصادر قيادية فيه أن المعركة لن تقتصر على كسر الحصار، بل ستكون معركة للسيطرة على مدينة حلب بأكملها.




المصدر