من سورية إلى الأردن فألمانيا.. "حسنة" فقد ساقه ليبدع في مهنة الأطراف الصناعية


عاصم حسنة، شاب سوري كان يدرس الرياضيات في جامعة دمشق من مدينة قطنا، عندما بدأت قصته مع الثورة السورية بتطوعه مع مجموعة طبية في مجال الإسعافات الأولية للمصابين خلال المظاهرات والمعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب.

وفي بداية عام 2013 كان قد أتم سنة دراسية في الجامعة مع عمله كممرض، وفي هذا التوقيت اعتقلت قوات النظام والده في مداهمة لبيته كان الهدف منها اعتقاله هو، فوجدوا عنده في البيت مواد طبية و إسعافية، وهنا تم تعميم اسمه على كافة الحواجز وأصبح مطلوباً لجميع فروع الأمن بتهمة معالجة المصابين، فاضطر للانتقال إلى مدينة خان الشيح، وتوقفت دراسته الجامعية ليلتحق بمشفى الشهيد زياد البقاعي.

وفي أثناء عمله الميداني تم استهداف سيارة الإسعاف التي كان فيها، ففقد ساقه على إثرها، وعلى الفور تم نقله إلى الأردن للعلاج، وخلال وجوده في عمان اطلع على مشروع لوزارة الخارجية الأمريكية يهدف إلى تقديم 150 طرفاً صناعياً لمصابي الحرب السوريين في الأردن، وكان من ضمن المشروع دورة تدريبية لمدة 9 أشهر لـ 12 شخصاً سورياً، ليكونوا فنيي أطراف اصطناعية، وتم ترشيح اسم عاصم كمريض ومتدرب، وفعلاً أنهى الدورة بنجاح.

بدأ عمله بالتعامل مع 10 حالات فاقدي أطراف، لتركيب أطراف لهم، ومن خلال عمله تعرف على مشروع استخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد لإنتاج الأطراف الاصطناعية وهي فكرة منظمة Refugee Open Ware التي تعمل على استخدام التقنيات الحديثة لابتكار حلول للناس في المناطق المتأثرة بالنزاعات والحروب.

تمكن عاصم بعد عمله مع المنظمة من إنتاج أول طرف صناعي بفترة قياسية، لامرأة سورية من مخيم الزعتري، إضافة إلى إنجاز بعض قطع التبديل على طرفه الاصطناعي.

وعمل أيضاً مع صديقه في المنظمة لمساعدة "أحمد"، الذي فقد بصره بطلقة قناص، وذلك بصنع جهاز يلبسه في يده، يرسل أمواج فوق صوتية لتحديد بعده عن الأجسام الصلبة، ويخبره بالاهتزاز كي يتوقف ولا يصطدم به.

 توجه عاصم إلى ألمانيا بهدف الدراسة وتطوير الخبرات بهذا المجال لأنه يفكر بالعودة إلى الأردن لإكمال العمل مع المصابين.

وفور وصوله شارك ضمن برنامج TEDx Berlin المخصص للمبدعين عنوان مداخلته التي تحدث عنها للمبدعين حول العالم كان "لنرجع نبني حياتنا، لنرجع نبني بلدنا".

تكلم عن تجربته وكيف فقد ساقه وعن مشروعه الذي بدأه في عمان ويعكف على إكماله في ألمانيا وهو مشروع الـ Fab lap & 3D printing لصناعة الأطراف الصناعية بالاعتماد على الطابعات ثلاثية الأبعاد، ليؤسس مختبره الخاص لصناعة الأطراف الصناعية وتدريب الشباب السوريين على هذه التقنيات.

 فكانت تجربة غنية تعرف خلالها على أناس يعملون في نفس مجاله وعلى أعضاء من الحكومة الألمانية، ليس هذا فحسب، هو اليوم ينشط في ألمانيا بين الأطفال السوريين اللاجئين يعلمهم كيف يصنعون الروبوت باللغة العربية مختصراً عليهم الوقت الذي يحتاجونه لإتقان اللغة الألمانية قبل بدء التعلم، فهو يتقن إضافة إلى اللغة العربية، اللغتين الإنكليزية والألمانية، وقد حضر مؤخراً مؤتمراً مهماً، وهو عبارة عن مجموعة من الناس لهم خبرات تكنولوجية متقدمة يجتمعون ليتبادلوا الخبرات لتطوير الأطراف الصناعية.

طموح عاصم الذي فقد ساقه، هو الرجوع إلى سورية وعمل مركز متطور لصناعة الأطراف وتعليم الشباب هذه المهنة، وتصنيع أطراف روبوتية زهيدة الثمن تكون في متناول الجميع.

 




المصدر