أمراض متعددة خلفها الحصار والقصف الذي استهدف حي القابون الدمشقي
30 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
عدي عودة: المصدر
يعاني أهالي حي القابون الدمشقي من ازدياد الأمراض التي تلاحق أبناء الحي، وخاصة الأطفال منهم، في ظل الحصار الذي تفرضه قوات النظام على الحي.
الطفل “عبد الله” ابن حي القابون، يروي قصة إصابته بمرض السكري بعد استهداف مدرسة الحياة من قبل قوات النظام بقذائف الهاون أواخر عام 2014، فيقول متحدثاً لـ “المصدر”: “عند قرع الجرس نزلت مع أصدقائي في الصف إلى باحة المدرسة، وحال وصولنا إلى الباحة سمعنا صوتاً يأتي من السماء، سقطت أول قذيفة في صف فارغ، فأصاب الأطفال رعب شديد، وأثناء إخلاء المدرسيين الباحة وإنزال الطلاب إلى الأقبية سقطت القذيفة الثانية في منتصف الباحة أثناء وجود عدد كبير من الطلاب داخلها، فسقط جميع الطلاب على الأرض وملأت الدماء الباحة، وارتقى حينها سبعة عشر طفلا، وأصيب عشرات الطلاب بجروح”.
وأردف: “أثناء ركضي خوفاً من قذيفة أخرى تعثرتُ ووقعت على الأرض، ما تسبب بتمزق أربطة في قدمي، فذهبت إلى أحد المراكز الطبية لمعالجة ساقي، ومن خلال الأعراض التي أصابتني ظن البعض بأنني مصاب بمرض اليرقان، فالأعراض كانت عبارة عن إغماء، بول زائد، إسهال، جفاف، وأكل زائد للحلويات، وبعد هذه الأعراض ذهبت إلى مركز طبي آخر، فقد أصبت بالرجفان، مما اضطر الأطباء إلى استضافتي في المستشفى وتعليق السيروم لساعات، وبعدها غبت عن الوعي”.
وأضاف الطفل “عبد الله”: “أسبوع كامل في العناية المشددة وأنا غائب عن الوعي، وبعد الفحوصات التي أجريتها في الحي تبين أنني أصبت بمرض السكري، حيث كانت نسبة السكر بعد الفحوصات مرتفعة إلى حد كبير، حيث وصلت إلى 900، ما اضطر أهلي بعد الفحوصات لأخذي إلى مستشفى خاص في مناطق سيطرة النظام للمعالجة، وبعد خروجي من المستشفى طلب الأطباء من أهلي إعطائي الأنسولين وشرائح لفحص الدم بشكل متواصل، وكل فترة أذهب إلى التنفس الاصطناعي ولتعليق السيروم بسبب الارتفاع المتزايد بنسبة السكر في جسدي”.
وقال “محمد” شقيق الطفل “عبد الله” إن الطفل يحتاج كل خمسة عشر يوماً إلى شرائح لفحص الدم، والتي تبلغ قيمتها 3500 ليرة سورية، وبعد عدة شهور نصح الأطباء بإجراء عملية دقيقة في أحد المستشفيات التخصصية، والتي إن نجحت فإن الطفل سيشفى بشكل كاملة، ونسبة نجاح تلك العملية كبير، بحسب اطباء.
وإضافة إلى الكثير من الأمراض الذي تعرض لها أهالي حي القابون منذ بداية الثورة كالسحايا والربو خوفاً من القصف الهمجي الذي تعرض له الحي والجلوس المطول داخل الأقبية حين تقصف قوات النظام الحي، وأهمها تسمم مياه الشرب والذي من خلاله وقع مرض متلازمة غيلان باريه الذي يشكل خطراً على المصابين به.
ويذكر أن حي القابون قد وقع هدنته مع قوات النظام في بداية عام 2014، ويقع شرق العاصمة دمشق، وملاصق لحيي تشرين وبرزة.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]