عشر وصايا لثُوارنا وهم على مشارف أحياء حلب الآهلة بالسكان

30 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016

3 minutes

أولًا: أهل حلب إخوة لكم، وقعوا تحت الظلم والفساد والقهر الذي مارسته العصابة الأسدية على كل الشعب، ويوجد فيهم قلة شبيحة مجرمة -مثلما يوجد في أماكن أخرى لا زالت تحت الاحتلال- وأظنهم سيهربون مع دخولكم حلب، فعليكم أن تعاملوا الناس على أن الأصل فيهم البراءة ما لم تثبت إدانتهم.

ثانيًا: القضاء هو السلطة المخولة بالمحاسبة ولا يحق لأي عنصر معاقبة أحد من الناس، أو أسره وترويعه، أو تعذيبه، وإنما يقتصر دوره على تسليم من ثبت  تورطهم بجرائم إلى المحاكم لينالوا عقابهم العادل.

ثالثًا: دماء الناس وأموالهم وأعراضهم وممتلكاتهم كلها محرمة فلا يجوز لأحد أن يمسها بسوء ومن يفعل يعرض نفسه لعقوبة شديدة في محاكم الدنيا، ومحكمة الآخرة.

..

رابعًا: كل حي تدخلونه أَمِّنوا أهله، وعامِلوهم برفق، واكسبوهم لصفكم ولا تستَعْدُوهم، وأفهِموهم حقيقة ما كان النظام يكذب به عليهم ويطمس حقيقة ثورتكم، ليؤلبهم ضدكم.

..

خامسًا: كل منطقة اجعلوا فيها حاجزًا قويًّا تختارون عناصره بعناية، يحفظ الأمن ويمنع السرقات والتعديات، ويعطي الاطمئنان للناس ولا تنشغلوا بتوافه الأمور.

..

سادسًا: إياكم وتشويه صورة الثورة أكثر مما شوهها البعض، فقد أعطى البعض صورة سلبية جعلت بعض الناس لا يميز بين الثائر وجندي النظام، فاحذروا من عقاب الله لكم بإحباط العمل والخذلان.

..

سابعًا: ما أنتم ونحن فيه من انتصارات هو بفضل الله ومنته وكرمه، فاشكروا الله واسجدوا له، ولا تتكبروا على عباده، ولا يأخذكم العجب بقوتكم، وادخلوا حلب متواضعين لله، خافضين جناحكم للمؤمنين.

..

ثامنًا: الدوائر الرسمية والممتلكات العامة، هي مال الشعب، استولى عليها النظام المجرم، وفي حال تحرير المدينة، تعود لأهلها، فلا تسمحوا بنهبها وتكسير أثاثها، وإخراجها عن الخدمة، واحرسوها من أي عبث، فنحن بحاجتها، وهي حق لنا ولشعبنا ولأبنائنا وأحفادنا.

تاسعًا: النصر مِنّة من الله وفضل، وشكره يكون بالطاعة، فلا تظهروا الفرح بالنصر بما فيه إسراف وترويع للناس كضرب النار في الهواء، وإنما التكبير في المساجد والطرقات، والسجود شكرًا لله.

عاشرًا: معركتنا بعد التحرير أصعب، اكسبوا قلوب إخوانكم، واحرصوا أن تبنوا دولة علم وحضارة وعدل وإحسان، وتابعوا الزحف لتحرير باقي سورية فأمامكم مستضعفون ينتظرون نصرتكم أيضًا.