نظام الأسد يستمر في تطبيق خطته بالغوطة الشرقية
30 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016
تمكنت قوات الأسد مساء يوم أمس السبت من السيطرة على منطقة تل الصوان بالغوطة الشرقية بريف دمشق، ثم أتبعتها اليوم الأحد بمنطقة تل الكردي بعد هجوم عنيف استمر لعدة أيام، استخدمت فيه الطائرات قنابل النابالم الحارقة ليقترب النظام بذلك أكثر فأكثر من التضييق وتطويق مدينة دوما أكبر مدن الغوطة الشرقية والخزان البشري الثوري الكبير.
ضابط أسير يكشف خطة النظام في الغوطة الشرقية
أفاد مراسل أن جيش الإسلام تمكن قبل عدة أيام من أسر ضابط من قوات الأسد على جبهة الريحان، وأدلى باعترافات خطيرة تخص خطة النظام التي يتبعها في الغوطة الشرقية من أجل السيطرة عليها.
وأكد الأسير في اعترافاته أن نظام الأسد يريد التوجه بعد منطقة تل الصوان وتل كردي للسيطرة على فوج الشوفونية وإدارة المركبات، والتكثيف على بلدة الريحان بهدف السيطرة عليها والعمل على فصل مدينة دوما عن باقي مدن وبلدات الغوطة الشرقية وجعل المنطقة كتل يسهل حصارها والسيطرة عليها فيما بعد، في حين أشارت مصادر عسكرية أن المخطط يسير على أرض الواقع بالضبط كما ورد في اعترافات الأسير.
وبسيطرة النظام يوم أمس على تل الصوان يرتفع عدد البلدات والقرى التي سقطت منذ بداية الاقتتال بين فصائل الغوطة الشرقية إلى أكثر من 17 بلدة وقرية أبرزها القطاع الجنوبي للغوطة الشرقية والذي يعتبر السلة الغذائية للغوطة الشرقية، بالإضافة إلى بلدات حوش الفارة وحوش نصري ورحبة الإشارة.
استمرار مشكلة الغوطة الشرقية
في هذه الأثناء يستمر أنصار فصائل الغوطة الشرقية ونخص فيلق الرحمن وجيش الإسلام وفتح الشام بتبادل المطالب وتقاذف المسؤولية عما يجري، فقد وجه الشيخ عبد الله علوش، والد قائد جيش الإسلام الراحل زهران علوش رسالة إلى المجلس الإسلامي السوري طالب فيها بإعادة معامل سلاح جيش الإسلام، وفتح النفق من أجل إعادة إدخال الذخائر والمواد الطبية إلى الغوطة الشرقية، في حين يصر أنصار فيلق الرحمن على أنهم أعادوا كافة أنواع السلاح ويتهمون جيش الإسلام بأنه يمنع وصول المؤازرات إلى الجبهات المشتعلة شرق الغوطة الشرقية دون أي تصريحات رسمية من الطرفين في هذا الخصوص .
وأشارت مصادر خاصة لشبكة أن جبهة فتح الشام أبدت استعدادها لتسليم ما بقي عندها من سلاح جيش الإسلام مقابل إفراج الجيش عن اثنين من المعتقلين لديه ، في حين يتهم الجيش أولئك المعتقلين أنهم كانوا يخططون لاغتيال الشيخ أبو عبد الرحمن كعكة وشخصيات أخرى بالغوطة الشرقية دون الوصول إلى نتيجة في هذا الخصوص .
الحل في فتح جبهات العاصمة
في تصريحات خاصة من أحد ضباط المجلس العسكري لريف دمشق – فضل عدم ذكر اسمه – أكد أن أفضل ما يمكن فعله بالوقت الحالي وبغض النظر عن الإشكاليات العالقة بين الفصائل هي فتح جبهة العاصمة من جهة جوبر بشكل مستمر مع قوات الأسد من أجل إرباكه وعدم السماح له بالاستمرار في هجومه على شرقي الغوطة ، وجبهات جوبر يسيطر عليها فيلق الرحمن بشكل أساسي، وسبق أن شهدت معارك لمدة يوم واحد قبل أسبوع دون أن تستمر.
ومن الجدير بالذكر أن أحداث الغوطة الشرقية سجلت غيابًا لافتًا عن أعمال الهيئة الثورية، حيث لم تشهد طيلة الأشهر الماضية طرح أي مبادرات سواء من الفصائل أو الهيئات لحلحلة الأوضاع، في حين يستمر الحراك الشعبي الداخلي في مساعٍ للضغط على الفصائل.