on
“ويكيبيديا”…آخر معاقل الموضوعية في الإنترنت
تعتبر حروب الآراء والإديولوجيات القاعدة السارية في الإنترنت وغيرها استثناء. إذ لا تمضي ثانية دون قراءة تعليق شاتم هنا أو تغريدة غاضبة هناك. إلا أنه، وفق صحيفة “واشنطن بوست”، ما زال هناك أمل في محادثات عاقلة وأكثر اتزاناً عنوانها موسوعة “ويكيبيديا”.
وقدمت الصحيفة أمثلة على الوضع الذي وصلت إليه التعليقات عبر الانتخابات الأميركية. والتي عرفت اصطفافاً حاداً. وتميزت بهجوم حاد على الطرف الآخر، وتبني حقائق يراها كل طرف أنها تتهم الطرف المنافس. دون أن تخلو الرسائل من عبارات بذيئة وشتم مباشر في الشخص وشرفه وحياته الشخصية.
وعلّقت الصحيفة على ذلك بالقول “شكراً للإنترنت، بفضله صار بإمكاننا التشرنق مع أناس يشاطروننا التفكير والرأي. و بدلاً من إيجاد أرضية مشتركة نزيد في الانقسام الإديولوجي. وذلك بأسوأ الطرق الممكنة، فالإنترنت تجعلنا في منأىً عن تحمل عواقب تعبيراتنا”.
وفي المقابل رصدت الصحيفة ما يحدث وراء الكواليس في موقع “ويكيبيديا” في المساحة المخصصة للنقاشات. حيث يلاحظ أن النقاش هناك منظم إلى حد ما. حتى في المواضيع الأكثر إثارة للجدل مثل رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون واتهامات ترامب بالاعتداء الجنسي.
و”ليست “ويكيبيديا” مؤقعاً كاملاً. فهي لا تخلو من التحذلق والتمييز على أساس الجنس إضافة إلى حرب التعديل وإعادة التعديل” تقول الصحيفة، وتضيف “لكن رغم ذلك تمكنت الموسوعة من خلق مكان على شبكة الإنترنت حيث يمكن للناس إجراء محادثات عاقلة. ومعظمها منتجة وبناءة وتسعى معظمها إلى الوصول للحقيقة”.
وكذلك الحال في نصوص المقالات. فقد حلّل باحثون أكثر من 70 ألف مقالة مختلفة حول السياسة الأميركية. وذلك في محاولة لرصد التغييرات التي طاولت مليونين و900 ألف شخص ساهموا في تعديل المقالات بين عامي 2001 و2011.
وتابع المحللون الباحثين مع مرور الوقت ليكتشفوا أنهم يصيرون أقل انحيازاً وتحزّباً مع مرور الوقت. فلغة كثير منهم كانت يسارية أو يمينية في البداية، لكن بعد بضع سنوات معضهم صار أكثر حياداً. ويعتقد الباحثون أن هذا دليل على أن “ويكيبيديا” قادرة على إخراج الناس من قفص الإديولوجية.
صدى الشام