(شاهد) من قرية الشيوخ إلى جرابلس..عائلات سورية تعيش بالخيام بحثاً عن الأمان
1 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
تسببت الحرب في سورية، في مقتل وإصابة الكثير من البشر، وتهجير آخرين عن منازلهم، نتيجة الاستهداف الذي تعرضوا له من قبل قوات نظام الأسد والمنظمات الإرهابية. ومن القرى التي تعرضت إلى تلك الهجمات، قرية “الشيوخ” التابعة لمنطقة عين العرب بريف حلب.
العائلات التي نزحت من قرية “الشيوخ” إلى منطقة جرابلس، سكنت في خيامٍ رثة، بعد أن هُجِّرَت عن قراها التي دمَّرتها منظمة “ب ي د”.
وأقامت تلك العائلات خيامها قرب مقبرة المدينة التي حولها “تنظيم الدولة” إلى أثر بعد عين، ساعية بشق الأنفس من أجل البقاء على قيد الحياة، ومتحدية جميع الظروف الصعبة التي أثقلت كاهلها.
وقالت صفية عباس (80 عاماً)، إحدى اللاجئات من “الشيوخ” إلى جرابلس، إن مسلحي “ب ي د”، صادروا ممتلكاتهم، بعد أن أوسعوهم بشتى أنواع الإهانات الجسدية واللفظية.
وتابعت: “أنا من أبناء قرية الشيوخ، عشت فيها أنا وأهلي، هي وطني، لكن الموضوع باختصار، أنهم (منظمة ب ي د) لا يريدون أي إنسان غير كردي في المنطقة، ونحن لسنا أكراداً، نحن عرب، لذا تم تهجيرنا. لم نجد مكاناً نلجأ إليه إلا جرابلس”.
وأردفت: “قريتنا كانت جميلة جداً. كنا نعمل بالزراعة وتربية الحيوانات، جاء الإرهابيون وصادروا كل تلك الممتلكات. أرسلوها إلى عين العرب (كوباني). جئنا بعدها إلى جرابلس. الوضع هنا ليس جيداً جداً من الناحية الاقتصادية لكنه آمن”.
أما فاطمة حسين (75 عاماً)، فقالت: “إن عناصر ب ي د لا يعترفون بحق الإنسان بالحياة. أي شخص يرفض أن يكون منهم أو يرفض الإذعان لمطالبهم يكون مصيره الموت”.
وأكّدت حسين، أن المنظمة قتلت العديد من جيرانها في القرية، لمجرد أنهم رفضوا الامتثال لرغبات عناصر “ب ي د”.
وأضافت: “لم تعد لدينا القدرة على الصمود. فإما أن نكون خدماً لمآربهم الدنيئة وأغراضهم الشريرة، أو نواجه الموت. نحن فضلنا ترك القرية، واللجوء إلى جرابلس بعد أن سمعنا عن تحريرها من تنظيم داعش”.
الجدير بالذكر أنه مع بدء عملية درع الفرات فجر 24 أغسطس/ آب الماضي، التي أطلقتها وحدات تركية خاصة لدعم قوات “الجيش السوري الحر”، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، واستعادة مدينة جرابلس بريف حلب السورية والمناطق الحدودية مع تركيا من تنظيم “الدولة الإسلامية”، باتت المناطق المسيطر عليها في إطار العملية تشكل محط جذب للسوريين الباحثين عن الأمان.
[sociallocker]
[/sociallocker]