المسرح وسيلة تسرق الأطفال من جو الحرب
1 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
[ad_1]
لجأت معظم المناطق المحاصرة للوحات تمثيلية على خشبة المسرح، كنوع من الترفيه للأطفال الذين حرموا طفولتهم تحت القصف، ولا ننسى أن الثورة السورية بدأت بلوحة واقعية رسمت على أيدي أطفال كتبوا على جدران مدارسهم، مر بعدها مئات الآلاف من الأطفال السوريين بأجواء الحرب والقصف والتهجير واللجوء، ولم يسلموا من موتهم بالكيماوي الخانق في الغوطة الشرقية، لتكون تلك الخشبة انعكاساً لبراءتهم وتخفيفاً من معاناتهم التي يعيشونها منذ سنين.
كان المسرح أحد أشكال الفنون التي لجأ لها المدرسون، لتجسيد القصص والنصوص الأدبية أمام الجمهور مع مزج بين الكلمات والموسيقى التصويرية، التي لها وقع على مسامع المتلقي ليشعر بما يشاهد، سواء داخل المدرسة أو خارجها، هو ما قالته إحدى مدرسات التدريب المسرحي في إحدى مدارس الغوطة الشرقية”بتول م” لصدى الشام.
وأضافت بتول “نعمل بشكل عشوائي، فليس هناك فريق لهذه النشاطات المسرحية، فقد تعمل مجموعة من المدرسات فكرة على خشبة المسرح، وقد تكون المسرحية فكرة فردية تعمل عليها إحدى المعلمات”
الإعلانات كانت إحدى الوسائل الملهمة للمدربين المسرحيين، وهذا ما حدث بالفعل مع مجموعة من المدرسات اللواتي قمن بعرض مسرحية عيد الأضحى، لتكون هدية العيد لطلابهن، بحسب الإمكانيات المتاحة لهن.
وقالت بتول، ذات الـ26 ربيعاً بهذا الصدد “قمنا بعرض مسرحية العيد للأطفال في المدرسة، بعد أن أخذنا الفكرة من إعلان على قناة MBC الذي كان يجسد قصة رجل مسن قليل الكلام و عابس الوجه، غنّت له حفيدته الصغرى وحدثته حتى ابتسم، كانت الفكرة التي نريد إيصالها أن الأطفال هم من يزرعون البسمة على وجوهنا”
وتابعت بتول “ليس هناك وقت محدد نقوم خلاله بالعمل المسرحي، ولكن نعرض المسرحيات بحسب الإمكانات المتاحة لنا، وبحسب المناسبات كعيد الأم وعيد الطفل، وأحياناً نقوم بتقديم المسرحية لطلاب مدرستنا، وفي أوقات أخرى نقوم باستضافة طلاب مركز آخر وتدريبهم على العمل المسرحي في حال طلب منا مركزهم هذا العمل”
العمل المسرحي في الغوطة الشرقية، غالباً مايكون نشاط مجموعات، تعمل بشكل تطوعي
دون دعم من إحدى الجهات، لذا لم تطور فكرة العمل المسرحي بالشكل المطلوب، ولو حاول القائمون عليه بالتفكير بتطوير الأعمال المسرحية، لاسيما أنها من أهم الأساليب للتخفيف عن الأطفال الذين فقدوا حقهم بممارسة حياتهم الطبيعية وسط الحرب.
وأوضحت بتول أن عملهم كان بالتنسيق مع أطباء وأخصائيين نفسيين من أوروبا، عبر السكايب، متابعة “كنا في البداية نقوم كل أسبوع بجلسة على السكايب مع المختصين بالمسرح، وكانوا بدورهم يعطوننا أفكاراً ويساعدوننا في انتقاء المسرحيات التي لها وقع على نفوس الأطفال”
وأكدت بتول أن “أهم النصائح التي أعطيت لنا من قبل الاختصايين النفسيين، هي “مسايرة” الطفل فهو بحالة حرب وهو بحاجة لمنحه حرية التعبير والحركة والتفكير وحرية اللعب، إضافة إلى متابعه سلوك الأطفال في كامل الأوقات، وكان من أهم النصائح عدم ذكر الحرب والقصف في القصص المنتقاة للعرض المسرحي”
تلقت كافة المدرسات تدريبًا من أخصائيين نفسيين، ولكن كان هناك اجتماعات مضاعفة لاختصاصيات المسرح، نظراً لأن رواسب نفسية الطفل تعكس على أدائه في التمثيل، لرفع خبراتهم كمدربات مسرحيات حول إخراج الطالب من الجو الذي يعيش فيه.
وأنهت بتول حديثها بقولها إن “من أهم ما نُبهن له هو عدم وصف جمال الجنة أمام الطفل، لأن هذا سيجعل من الأطفال الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم يتمنون اللحاق بهم”، موضحة أن “هناك عدد من حالات انتحار الأطفال، نتيجة إخبار الطفل أن أباه أو امه ذهبا إلى الجنة، التي صورت بمخيلته بالجمال، وثقت بينها حالتي انتحار لأطفال في مدينة دوما”
[ad_1] [ad_2] [sociallocker] صدى الشام[/sociallocker]