"أقطاي": إيران وراء رفض العراق مشاركتنا في معركة الموصل


كشف نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، ياسين أقطاي، أن إيران وراء رفض العراق مشاركة تركيا في معركة الموصل من تنظيم "الدولة الإسلامية".

وفي حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" الناطقة بالعربية نشرته اليوم الأربعاء، قال "أقطاي": "إيران لها تأثيرها على الحكومة العراقية وترفض التدخل التركي (في معركة الموصل)، لكنها لا تقول ذلك صراحة، وإنما تترك لغيرها أن يقول هذا نيابة عنها".

وأضاف أقطاي "العبادي (رئيس الحكومة العراقية) يكذب بدافع من إيران، فبعد أن طلب من تركيا تدريب عناصر من القوات العراقية في بعشيقة عاد وأنكر ذلك، لأن من ورائه (إيران) فقد رأوا أن تركيا تتصدى لكل أجنداتهم ومؤامراتهم، لكن تركيا ستواصل لأن لها حقًا أكثر من الكل، وهي تدفع فاتورة التدخل الخارجي في العراق وسورية وتستضيف 3 ملايين من اللاجئين، وهي تدفع هذه الفاتورة وحدها".

وتابع "أقطاي": "الأطراف الأخرى (لم يسمها) يمدحون تركيا فقط عندما تستقبل اللاجئين لكن في المواقف والاستحقاقات المهمة يرفضون مشاركتها".

وانتقد "أقطاي" الحكومة العراقية قائلًا: "حكومة العراق لو كانت تؤتمن على هذا البلد وتعرف مصلحته لكانت طلبت مشاركة تركيا في هذه العملية، ولتركت لتركيا مهمة تدريب القوات للدفاع عن الموصل والمشاركة معها بدلًا من الاستعانة بعناصر مثل الحشد الشعبي والعمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي".

وأضاف: "أهل الموصل قادرون على الدفاع عن مدينتهم، لكن إذا كانت هناك أجندات خفية فهذا يدفع إلى محاولة إبعاد تركيا من هذا الإطار، لأن وجود تركيا كفيل بمنع بعض العناصر من تدبير مؤامرات والقيام بتصفية عرقية وطائفية في الموصل وتركيا تزعج من يحاول تنفيذ مخطط طائفي في العراق".

وعن العمليات التركية في سورية قال "أقطاي": "هذه العمليات ستستمر حتى تضمن تركيا أمنها تمامًا لأنه لا تزال هناك تهديدات للأمن القومي التركي من سورية والعراق، لذلك أعلن الرئيس "أردوغان" المفهوم الجديد لمكافحة الإرهاب في تركيا وهو الذهاب إلى التهديد الإرهابي في مكانه وعدم انتظار أن يأتي إلى تركيا".

ونفى "أقطاي" وجود مشكلة كردية في تركيا قائلًا: "نحن في مرحلة انتهت فيها القضية الكردية، قمنا بحلها، لب المشكلة الكردية كان في منع التحدث باللغة الكردية والضغط على هوية الكردي، فمن كان يقول إنه كردي كان يسجن، الآن هناك دعاية للأحزاب الكردية بلغتها الأم، والآن عدد النواب الأكراد في حزب العدالة والتنمية الحاكم أكبر من عددهم في حزب الشعوب الديمقراطي الكردي نفسه، فالمشكلة حلت سياسيا".

وتابع: "لكن هذا أزعج العمال الكردستاني أكثر، كنا نتوقع أن يكون حزب الشعوب الديمقراطي مرحبًا بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخاصة بالأكراد، لكن الحقيقة أن هذا يزعجهم، وهذا شيء غير منطقي لأن حزب الشعوب الديمقراطي كحزب سياسي كان عليه أن يفصل نفسه عن حزب العمال الكردستاني، لا نية لدينا كحزب حاكم في العودة إلى طاولة المفاوضات، نحن الآن بصدد الحرب على الإرهاب وسننتصر فيها".

ومع تأكيده بأن العلاقات مع روسيا ليست بديلًا للعلاقات مع الولايات المتحدة، قال أقطاي "خاب أملنا تجاه السياسة الأميركية كدولة حليفة، ولا نفهم ذلك فعلًا، فأميركا تعلن علنًا دعمها لتنظيمات إرهابية على حساب تركيا، نحن لسنا مضطرين لشيء، نحن مستقلون وسنقف على أرجلنا ومن لا يريد مراعاة العلاقة معنا نقول له مع السلامة".

وفي رده على سؤال بشأن ما إذا كانت تركيا ستستبدل علاقاتها مع أوروبا بالاتجاه نحو المنطقة العربية في ضوء المواقف التي ظهرت مع محاولة الانقلاب الفاشلة، أجاب أقطاي: "نحن رأينا ازدواجية المعايير والتجاهل الأوروبي لمحاولة الانقلاب في تركيا، لدرجة أنهم بدوا كمن يؤيد هذه المحاولة الانقلابية، لكن عمومًا علاقات تركيا بالعالم العربي ليست بديلا لعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي والغرب، والعكس صحيح، فالعلاقات في الاتجاهين تسير في طريقين متوازيين".

وتابع "أقطاي": "نريد توسيع علاقاتنا مع روسيا والصين والهند وأميركا اللاتينية، وحتى مع الولايات المتحدة، فسياسة تركيا من قبل كانت تسير في اتجاه واحد فقط هو اتجاه الاتحاد الأوروبي، نريد أن نوسع من دوائر العلاقات دون أن يأتي أحدها على حساب الآخر".

وعن إمكانية إعادة العلاقات مع مصر حاليًا قال أقطاي: "العلاقات على مستوى الحكومات رسميًا صعبة الآن، إنما نحن نحتاج إلى أن تبقى بعض العلاقات حية على مستوى الشعبين، الحكومة (المصرية) أحيانًا تقول نريد أن نؤسس العلاقات لكنهم لم يتخذوا الخطوات لأن هناك بعض الملفات التي تحتاج إلى خطوات من جانب مصر".

وداخليا لم يستبعد نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم إعادة العمل بعقوبة الإعدام في تركيا قائلًا "الشعب التركي بعد وقوع محاولة الانقلاب حدث لديه إجماع قومي استثنائي على إعادة عقوبة الإعدام، لكن الصعوبة الآن هي صعوبة تقنية تتعلق بأن عقوبة الإعدام أزيلت من القانون التركي، ولهذا لو أردنا أن نعيد هذه العقوبة سنجد أنه سيكون مستحيلا تطبيقها بأثر رجعي على من تورطوا في الانقلاب".

وبشأن انتقال تركيا إلى النظام الرئاسي ووضع دستور جديد أو تعديل الدستور القائم قال أقطاي: "نحن كحزب العدالة والتنمية كنا نحتاج دعما من حزب واحد، ومع دعم حزب الحركة القومية في البرلمان سنستطيع نقل النظام الرئاسي إلى الاستفتاء الشعبي، واستطلاعات الرأي تشير إلى أن هناك نحو 55% من الشعب التركي يوافقون على النظام الرئاسي".

وردا على سؤال حول ما إذا كانت لا تزال هناك مخاوف من تكرار محاولة الانقلاب في تركيا، شدد أقطاي: "لا يوجد خوف من تكرار محاولة الانقلاب لكن الضالعين في هذا الانقلاب هم تنظيم سري وخطير لا بد من تصفيتهم من أجهزة الدولة، ونعمل على ذلك الآن، ولا بد من أن نأخذ احتياطنا وتدابيرنا، هذا لا يعني أنهم قادرون على تكرار المحاولة، لكن علينا أن نكون يقظين، والجيش التركي الآن جيش أمين ومخلص ونرى نجاحه في عملياته في جنوب شرقي البلاد وفي سورية، وفي العراق قريبا أيضًا".




المصدر