‘“أكواريوس” للبرازيلي كليبير مندونزا فيلو: مواجهة بسينما جميلة’
2 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
لا يبتعد “أكواريوس” (2016)، الروائي الطويل الجديد للبرازيلي كليبير مندونزا فيلو، عن السياسة والاقتصاد والاجتماع والعمران والثقافة، كما عن العلاقات الإنسانية والعائلية، ومعنى الارتباط الذاتي بالذاكرة والراهن. فهو، في واحدٍ من أوصافٍ عديدة تُمنح له، “فيلمٌ عن واقع العيش في المجتمع”، وهذا كافٍ للقول إنه مفتوحٌ على أسئلة الحياة اليومية، بضغوطها ومشاغلها ومآزقها وحيويتها.
حالات عديدة يُعاينها الفيلم، في ظلّ ارتباك اللحظة داخل البرزايل، كما في أنحاء مختلفة في العالم، على مستوى الصراع الحاد، وإنْ يكن غير واضح المعالم وغير مُباشَر، بين حداثة وتراث، بإيجابياتهما وسلبياتهما، من خلال قصّة بسيطة وعادية، تُختصر بنزاع بين كلارا (صونيا براغا)، الناقدة الموسيقية السابقة، ودييغو (أومبرتو كارّاوو)، حفيد مالك مبنى “أكواريوس”، القائم في أحد شوارع “ريسيف” (عاصمة ولاية “برنمبوك” البرزايلية)، التي يولد فيها المخرج عام 1968.
نزاع تقليدي بين سيّدة (تخضع لعملية استئصال أحد ثدييها، المُصاب بالسرطان) والمهندس المعماري، يبدأ من رغبة الشاب في إخلاء المبنى برمّته لتحويله إلى مكانٍ يتلاءم و”العصر الحديث”، في مواجهة تمسّك العجوز بذاكرتها وذاكرة مدينتها، وسط ما يُمكن تسميته بـ “انقلاب الأقدار”. نزاع بين شخصين، يُمثِّل كل واحد منهما حالة ثقافية متكاملة، تنشغل بالعمران أولاً، لكنها تنفتح على شؤون الحياة والعلاقات والمعاني والتفاصيل، الممتدة من العمران نفسه إلى كلّ شيء آخر.
السياسيّ حاضرٌ أيضاً، وإنْ في مجال آخر، إذْ يُعرض “أكواريوس”، للمرة الأولى دولياً، في المسابقة الرسمية للدورة الـ 69 (11 ـ 22 مايو/ أيار 2016) لمهرجان “كانّ” السينمائيّ، بعد نحو شهر واحد على إقالة الرئيسة البرازيلية السابقة ديلما روسّيف من قِبل مجلس النواب، الرافض أي تجديد لها. إقالة تُشبه عملية إخلاء مبنى “أكواريوس”، وتمسّك كلارا بحقّها في البقاء في بيتها/ وطنها لا يختلف عن مساعي الرئيسة روسّيف إلى استعادة حقّها في البقاء في منصبها، وفي الترشّح مجدّداً لرئاسة البلد.
[/sociallocker]