‘مايكل روبين يكتب: التستر وراء عباءة حقوق الإنسان’

2 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016

6 minutes

مايكل روبين

بات التسلل إلى واحدة من منظمات حقوق الإنسان أو إنشاء منظمة جديدة، استراتيجية شائعة في أوساط الناشطين السياسيين وحتى الإرهابيين، الذين يعمدون إلى رعاية المؤتمرات لإضفاء الشرعية على حركات لا تمت في جوهرها إلى حقوق الإنسان بأدنى صلة وكل أنشطتها ذات صبغة سياسية.
وتحولت هذه الأنشطة إلى نهج تعتمده الكثير من الجماعات في محاولاتها المستمرة لتبييض صفحة إيران وحزب الله في تعاونهما مع حركة الحوثيين في اليمن.
وعند متابعة منظمة الاتحاد العربي لحقوق الإنسان على سبيل المثال، نجد أن رئيسها التنفيذي أحمد الشامي الذي ظهر على شاشة تلفزيون اليمن تحت مسمى خبير اقتصادي في حركة أنصار الله الحوثية، كثيراً ما يتم استقباله في قناة «روسيا اليوم» الناطقة بالعربية ليس فقط تحت مسمى عضو المكتب التنفيذي لحركة أنصار الله، بل باسم رئيس الهيئة الدبلوماسية اليمنية. أما على قناة «الميادين» اللبنانية المقربة من حزب الله، فقد تم تقديم الشامي على أنه «خبير في مركز حقوق الإنسان اليمني» وهذا التعدد في الألقاب وفي أسماء المنظمات الإنسانية لا هدف له سوى الدفاع عن أنشطة حركة الحوثيين السياسية.
وتقول منظمة الاتحاد العربي لحقوق الإنسان إن وظيفة الشامي هي تنفيذ عمليات إنسانية في اليمن وتنظيم حملات الدفاع عن حقوق الإنسان عالميا فيما يخص القضايا التي تؤثر على شعوب الجزيرة العربية.
وألقى الشامي بالاشتراك مع محمد الوزير مؤسس الاتحاد العربي لحقوق الإنسان ستة بيانات في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة طالب فيها المنظمة العالمية بتشكيل لجنة تحقيق في أعمال الائتلاف الدولي الذي يقاتل الحوثيين في اليمن. وألقى الوزير أيضاً بيانات باعتباره مرة ممثلاً عن منظمة تنمية العراق ومرة ممثلاً عن مركز حقوق الإنسان اليمني ومرة عن منظمة الدفاع عن الحريات الديمقراطية في اليمن، وهو الأمر الذي كشف الطريقة التي حاول بها التسلل إلى منظمات حقوق الإنسان أو إنشائها لأغراض التهويش السياسي.
وفي مارس /‏ آذار من عام 2016 ألقى مسؤولون في منظمة الاتحاد العربي لحقوق الإنسان ثمانية بيانات طالبوا فيها بتحويل الذين يقاتلون الحوثيين إلى محكمة العدل الدولية.ومرة أخرى لم يتحدث هؤلاء بأسمائهم بل كممثلين عن «منظمة تنمية العراق» و«المركز الأوروبي للديموقراطية وحقوق الإنسان». وكان هدفهم واضحاً. أما بالنسبة للإعلاميين الذين يطيرون إلى المنطقة ولبعض الناشطين في المنظمات غير الحكومية فإن كم الشكاوى الهائل قد يعميهم عن خلوها من أي معنى.
وحتى لو حاول المسؤولون في الاتحاد العربي لحقوق الإنسان التهويش سياسياً عبر إنشاء منظمات حقوق إنسان جديدة فهل يعني ذلك أن تلك المنظمات أياً كان دورها، لا تجري أي نوع من أنواع البحوث.
هذا مثال على الطريقة التي تثبت بها بياناتهم أنها مجرد دعاية ومؤامرات رخيصة تلعب بورقة الدفاع عن حقوق الإنسان. فهذا محمد الوزير في بيان له ألقاه في مارس 2016 لا يتهم السعودية بتجنيد المرتزقة عبر شركة «بلاك ووتر» للحرب على اليمن فحسب، بل يقول حرفياً: «منذ ديسمبر/‏ كانون الأول 2015 وحتى فبراير/‏ شباط 2016 تمكنت المقاومة الشعبية اليمنية والجيش اليمني في إطار جهودهما لحماية شعبهما، من قتل والتعرف على مئات الجنود السودانيين والمرتزقة الأجانب من مختلف أنحاء العالم بالقرب من قاعدة العمري في مدينة تعز. وشملت جنسيات هؤلاء المرتزقة الجنسية «الإسرائيلية» والأمريكية والبريطانية والفرنسية والإيطالية والأوكرانية والأسترالية والمكسيكية والكولومبية والأرجنتينية والفنزويلية والتشيلية والرواندية والجنوب إفريقية وغيرها كثير.كما أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والذي يضم الكثير من المرتزقة في صفوفه، يقاتل إلى جانب الائتلاف السعودي في جميع محافظات جنوب اليمن.»
هل هناك عاقل يقبل بالقول إن الحوثيين عثروا على «إسرائيليين» وأمريكيين وسعوديين وكولومبيين وفنزويليين وأمريكيين وعناصر من القاعدة يحاربون جنباً إلى جنب؟ وإذا كان الأمر كذلك فهؤلاء يستحقون جائزة نوبل لأن السلام العالمي بات محققاً.لكن الحقيقة التي لا مراء فيها هي أن هذا مجرد دعاية إيرانية رخيصة وليس دفاعاً عن حقوق الإنسان.
المؤكد أن الحروب تشهد الكثير من التجاوزات والخروقات. لكن سماح مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بظهور هكذا أصوات يزيد من ضعف الثقة في أدائه المهزوز أساساً. وعلى نطاق أشمل فإن سماح مجتمع حقوق الإنسان على مستوى العالم بنشر الدعاية السياسية بطرق فاضحة يلحق الضرر بأنشطته كما يعرض مصداقية ومشروعية أنشطة حقوق الإنسان بكل أطيافها لمزيد من الضرر ويبرر السخرية التي يتعامل بها بعض صناع القرار السياسي والمحللين مع جماعات حقوق الإنسان. – See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/4f31b102-10c0-4830-a2d4-c2b09b530199#sthash.ZMHWZntS.dpuf

المصدر: الخليج

مايكل روبين يكتب: التستر وراء عباءة حقوق الإنسان على ميكروسيريا.
ميكروسيريا –

أخبار سوريا 

ميكرو سيريا