مصيرٌ مجهولٌ لـ 247 معتقلاً بعد اقتحام قوات النظام سجن طرطوس المركزي
2 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
حذيفة العبد: المصدر
حذّرت الهيئة السورية لفكّ الأسرى والمعتقلين من مجزرةٍ قد تكون ارتكبتها قوات النظام في سجن طرطوس المركزي، بعد اقتحامه فجر اليوم الثلاثاء، بأعدادٍ كبيرة من قوات الأمن وقوات النظام وانقطاع الاتصال مع المعتقلين هناك.
وقال المحامي فهد الموسى، رئيس مجلس إدارة الهيئة، إن حياة 247 معتقلاً سياسياً في السجن مهددة نتيجة استخدام قوات النظام القوة المفرطة لاقتحام السجن، رداً على استعصاءٍ كان بدأه المعتقلون قبل يومين وتم إنهاؤه أمس.
وأورد الموسى في حديثٍ لـ (المصدر) وقائع ما جرى قبل يومين في السجن الواقع ضمن المدينة ذات الغالبية الموالية للنظام، ومعظم نزلائه من أصحاب الجرائم والجنح من موالي النظام.
وقال إن المعتقلين تمردوا داخل سجن طرطوس يوم السبت الماضي، احتجاجاً على المعاملة السيئة من إدارة السجن والمحاكمات الصورية والوهمية أمام محكمة الإرهاب والمحكمة الميدانية بناء على ضبوط أمنية ملفقة من قبل المخابرات وأخذت بالتعذيب والإكراه وعدم إخلاء سبيلهم و محاكمتهم طلقاء وفقاً للقواعد القضائية، وأن أغلبهم موقوف منذ أكثر من خمسة سنوات عندما كانت المظاهرات السلمية في سورية.
ويبلغ عدد المعتقلين السياسيين في سجن طرطوس 247معتقلاً من بينهم 70 معتقلاً من مدينة بانياس التابعة لمحافظة طرطوس. ويأتي بعدهم بالعدد معتقلين من دمشق وريف دمشق وباقي المحافظات السورية وأغلبهم تم نقلهم تعسفيا من سجن عدرا في دمشق و باقي سجون المحافظات السورية.
وجميع هؤلاء المعتقلين السياسيين، بحسب الموسى، “هم من السوريين السنة أما باقي أجنحة السجن هم من أصحاب الجرائم الجنائية من أبناء محافظة طرطوس، ومعظمهم من الطائفة العلوية ويتعمد النظام وضع معتقلين من السوريين السنة في سجن طرطوس وسجن اللاذقية من أجل اللعب على الشحن الطائفي بين مكونات الشعب السوري والتأجيج الطائفي بين المعتقلين والسجناء”.
صباح أمس الاثنين قام قائد شرطة محافظة طرطوس بالتعاون مع معاون وزير الداخلية بتهدئة المعتقلين والسجناء وقدموا وعودا بالنظر بمطالبهم وإرجاعهم إلى سجون محافظاتهم وإجراء محاكمات عادلة وإخلاء سبيلهم.
وفي المقابل، قبل المعتقلون داخل السجن بالتهدئة ورفضوا إجراء التأمين وأبقوا أبواب الغرف والأجنحة مفتوحة. وقبلوا بإنهاء الاستعصاء مع تطمينات بالنظر لمطالبهم ومعاملتهم معاملة حسنة.
المفاجأة بالنسبة للمعتقلين كانت بعد منتصف الليلة الماضية، عندما اقتحمت قوات النظام وأجهزة الأمن السجن منتصف الليلة الماضية باستخدام القوة المفرطة وانقطع على إثرها كافة أنواع الاتصالات والتواصل مع المعتقلين و السجناء داخل السجن.
وأوضح المحامي الموسى أن النظام حاول التكتم إعلامياً على الاستعصاء داخل السجن وقطع كافة أنواع الاتصالات عن منطقة السجن ومنع الزيارات داخل السجن.
وأبدى تخوّفه من أن حياة 247 معتقلاً باتت مهددة، مشيراً إلى أن مصير السجناء في مثل هذه الحالات هو القتل أو التعذيب داخل السجن.
وقال إن أصدقاء المعتقلين وذويهم تواصلوا مع الهيئة السورية لفك الأسرى و المعتقلين وزودوهم بهذه المعلومات، وهناك تخوّف من أكثر من سيناريو أن النظام قام باستجرار المعتقلين للقيام بالتمرد حتى يتم التضييق عليهم و تصفية بعض المعتقلين المهمين منهم. وهناك تخوف من أن يكون المستفيد من الاستعصاء هو السجين سليمان هلال الأسد الموقوف جنائياً في سجن طرطوس لتسوية وضعه إدارياً بالتعاون مع النظام.
وناشدت الهيئة السورية لفك الأسرى و المعتقلين باسم أهالي المعتقلين و أصدقائهم، كلاً من الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان و مجلس حقوق الإنسان و المبعوث الأممي للملف السوري السيد ستيفان ديمستورا والسيدة إيفا سفوبودا مستشارة شؤون المعتقلين الخاصة بالملف السوري ومجموعة العمل في جنيف بخصوص سوريا، للعمل على تأمين الحماية الدولية لكافة المعتقلين في سوريا و النظر جدياً بقضيتهم العادلة كرهائن لدى النظام، يمارس عليهم كل أنواع إرهاب الدولة و النظر مستعجلاً بقضية المعتقلين في سجن طرطوس المركزي و الحفاظ على حياتهم ونقلهم إلى سجون محافظاتهم منعاً لعملية الشحن الطائفي التي يقوم بها النظام السوري وإطلاق سراحهم فوراً لتعزيز إجراءات بناء الثقة بين مكونات الشعب السوري وأطيافه توصلاً لإجاد حل سلمي لإحلال السلام في سورية.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]