on
أوّل الغيث… قطراتٌ تُغرق مخيمات النازحين شمالي البلاد
عبد الرزاق الصبيح: المصدر
يبدو ان شتاء هذا العام لن يكون أرحم مما سبقه من فصول الأعوام الماضية، فـ “المكتوب بان من عنوانه”، كما يقول قاطني مخيمات الشتات شمالي سوريا.
بعد ليلةٍ ويومٍ عمّت فيهما أمطار الخير إدلب وحلب، غرقت مخيمات الشمال السوري اليوم الثلاثاء بمياه الأمطار التي غمرت الخيام التي يقطنها مئات آلاف النازحين.
وما زاد الأمر سوءاً هذا العام، استقبال مخيّمات الشمال السّوري، على مدى أكثر من شهرين آلاف العائلات التي نزحت من شمال حماة بعد سيطرة الثوار على مدن ومناطق هناك، ومع تعرّض هذه المناطق للغارات الجويّة، وكان قسم كبير من النازحين قد أقاموا في مخيمات بدائيّة بسيطة في أماكن جريان السّيول وفي مناطق منخفضة.
وأغرقت الأمطار مئات الخيام، وغطّت المياه مساحات واسعة، من أراضي المخيّمات القريبة من قرية اطمة، على الحدود السّوريّة التركيّة، وكانت الأمطار غزيرة جداً، وغمرت المياه أراضي الكثير من الخيام، ونام قسم كبير من المدنيين في العراء مع أطفالهم وتحت الأمطار، الأمر الذي دعا النّازحون في المخيمات القريبة، إلى اصطحاب المشرّدين من المخيم الذي غمرته الأمطار.
وسبق الأمطار عواصف قويّة جداً اقتلعت العديد من الخيام من مكانها، وكما أنّ معظم الخيام بحالة سيئة والقسم الأكبر منها تعاقبت عليها فصول الشتاء والصّيف، وأصبحت بالية، وقسم كبير من المدنيين قد وضع شوادر بلاستيكية فوق الخيام.
وفي حديث خاص لـ “المصدر”، قال محمد الحاج عبد الله مدير تجمع مخيمات الداخل في أطمة: لقد وفدت إلى مخيمات الشمال في الأشهر الثلاثة الأخيرة أكثر من 50 ألف عائلة من النّازحين والقسم الأكبر منهم من ريف حماة الشمالي، وتم إقامة مخيّمات بدائيّة في مناطق متفرّقة في الشمال السّوري في مناطق منخفضة، ومع بداية سقوط الأمطار بدأت الأزمة حيث غرقت العديد من الخيم في أماكن جريان السّيول.
وعن الوضع اليوم أوضح “الحاج عبد الله”: لقد غرقت أكثر من 300 خيمة في منطقة اطمة لوحدها، وتم تسجيل غرق المئات من الخيام في عموم الشّمال السّوري، وقد أعددنا خطط للطوارئ من أجل نقل أماكن الخيام إلى مناطق مرتفعة، ومساعدة النّازحين في المخيّمات التي غمرتها المياه.
وكان السّوريون قد أمضوا سنوات من النّزوح في الشمال السّوري، وكانوا قد اكتووا بلهيب الصّيف في الخيام القماشيّة، ليستقبلوا الشتاء بمعاناة جديدة، وواقع جديد.
أمطار الخير التي كان ينظر إليها السّوريون في مناطق الداخل بفرحة وشوق من أجل زراعتهم، ويتمنّون زيادتها، كان ينظر إليها بذات الوقت النّازحون في مخيمات الشّمال السّوري بخوف ورعب لأنها تغرق خيامهم أمام أعينهم، ويتمنون عدم مجيئها، ولكن يتساءل السّوريون إلى متى سوف تطول محنتهم وأين المنظمات الدّوليّة من مأساتهم من برد الشّتاء؟، وحتى من لهيب الصيف؟
المصدر