on
القوات العراقية تواصل زحفها نحو الموصل..ونزوح 500 عائلة من المدينة
قال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، اليوم، إن قوات بلاده "باتت على مرمى حجر من قلب الموصل" التي انطلقت عملية استعادتها من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" الشهر الماضي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الجبوري في مقر البرلمان، خلال افتتاحه معرضاً لصور قتلى عشيرة "البو نمر" الذين قاوموا "تنظيم الدولة" في الأنبار (غرب)، وذلك بمناسبة الذكرى الثانية لمجزرة ارتكبها التنظيم بحق العشيرة عام 2014.
وأضاف الجبوري: "قواتنا تتقدم ببسالة وهي تقترب كل ساعة من مركز الموصل، وباتت قاب قوسين وعلى مرمى حجر من المدينة حتى بات الموصليون يسمعون قرقعة بنادق أبنائهم المقاتلين الشجعان".
وتابع: "نستذكر اليوم مجزرة البو نمر في قضاء هيت بالأنبار، حيث أقدم تنظيم داعش الإرهابي على إبادة عمياء للمدنيين وأزهق ما يزيد عن 2000 منهم من الشباب والشيوخ والأطفال والنساء".
واعتبر أن "جميع الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش تؤكد أنه وزع جرائمه بالتساوي دون التفريق بين العراقيين".
وكان التنظيم أعدم عدداً كبيراً من عشيرة "البو نمر" في قضاء "هيت" نهاية 2014، بعد مقاومة أفراد العشيرة للتنظيم.
وفي الجبهة الجنوبية، واصلت القوات العراقية تقدمها واستعادت قريتين آخريين من "تنظيم الدولة"، بحسب القائد العسكري العراقي المكلف بقيادة الحملة العسكرية.
وقال الفريق الركن عبد الأمير رشيد جار الله، في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي، إن "قطعات الفرقة التاسعة تمكنت، اليوم، من تحرير قريتي سيد حمد والذيبانية في المحور الجنوبي الغربي لمدينة الموصل وترفع العلم العراقي بها".
وأضاف جار الله، أن "القوات المحررة كبدت العدو خسائر بالأرواح والمعدات".
ويأتي هذا التقدم بعد ساعات من استعادة القوات العراقية قريتي "الخورطة" و"الجرف" جنوب الموصل.
وفي سياق متصل نجحت نحو 500 أسرة اليوم في الفرار من أحياء واقعة شرقي مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، شمالي العراق، في أول موجة نزوح من داخل المدينة.
وقد فرت العائلات من منطقة "كوكجلي" شرقي الموصل، إلى جانب حي "السماح" شرقي المدينة. وكان النازحون يستقلون سياراتهم وتوجهوا نحو مخيم "الخازر" الواقع بين الموصل ومدينة أربيل مركز إقليم شمالي العراق.
وتحدث فارون من منطقة "كوكجلي" التي استعادتها القوات العراقية منذ يومين، عن أن مسلحي "تنظيم الدولة" شنوا هجمات عنيفة بالمدفعية وقذائف الهاون على المنطقة منذ ليلة أمس وحتى فجر اليوم.
وأشاروا إلى سقوط ضحايا من المدنيين جراء القصف المكثف من التنظيم على المنطقة، لكن لم يتضح على الفور أعدادهم.
واضطرت قوات مكافحة الإرهاب لإخلاء منطقة "كوكجلي" من السكان تحت وطأة القصف المدفعي من "تنظيم الدولة"، بحسب ما أفاد به الفارون.
وتتوقع منظمات دولية نزوح ما يصل مليون شخص خلال الحملة العسكرية التي بدأت في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لاستعادة الموصل من التنظيم، وهي آخر معاقل مقاتليه الرئيسة في العراق.
ولا يزال نحو 1.5 مليون مدني في المدينة وتسود المخاوف بشأن ما ستؤول إليه أوضاعهم واحتمال استخدامهم كدروع بشرية من قبل "تنظيم الدولة".
وانطلقت معركة استعادة الموصل، بمشاركة 45 ألفاً من القوات التابعة لحكومة بغداد، سواء من الجيش، أو الشرطة، مدعومين بالحشد الشعبي (مليشيات شيعية موالية للحكومة)، وحرس نينوى (سني)، إلى جانب "البيشمركة " (قوات الإقليم الكردي).
واستعادت القوات العراقية والمتحالفين معها، خلال الأيام الماضية، عشرات القرى والبلدات في محيط المدينة من قبضة "تنظيم الدولة".