بانكسي سوريا


عند بداية الثورة السورية عام 2011، كان أبو مالك الشامي شاباً مراهقاً يدرس في المرحلة الثانوية في إحدى مدارس دمشق، ويهوى الرسم، وتطورت مشاركته في المظاهرات السلمية مع تطور الأحداث في البلاد وتصاعد عنف النظام، فقرر الالتحاق مطلع العام 2013 بالجيش الحر في داريا، حاملاً معه كراساته وأقلامه الملونة.

وفي داريا المحاصرة، ومع الكارثة الإنسانية المخيفة في المدينة، تحولت رسومات الشامي لتوثيق تفاصيل الحرب السورية على جدران المنازل المهدمة والأنقاض، بتشجيع من صديقه الرسام مجد المعروف باسم “عين داريا” الذي استشهد مطلع العام الجاري، وصولاً لتشبيهه بفنان الغرافيتي الانجليزي المشهور “بانكسي”، مجهول الاسم الحقيقي والهوية.

وفي تصريحات صحافية لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، أوضح الشامي (22 عاماً) أن أفضل وقت للرسم كان عند شروق الشمس أو غروبها حيث يسود الهدوء المدينة. مضيفاً أن الرسم على أسطح المنازل كان محفوفاً بالمخاطر وخاصة من قناصة النظام، ولذلك كان عليه العمل في الليل على ضوء القمر أو ضوء هاتفه المحمول.

وأضاف الشامي: “عندما وصلت إلى داريا للمرة الأولى كنت مصدوماً من حجم الدمار، في ذلك الوقت كان النظام السوري يقصف المدينة بشكل عشوائي وكثيف ويهاجم المدنيين، كان الوضع مزرياً ولم يكن بإمكاننا الاحتمال، كان كل شيء ينهار من حولنا”، مبرزاً صعوبة الحصول على المواد الضرورية للرسم في تلك الظروف القاسية.

وصورت أول جدارية رسمها الشامي صيف العام 2014، طفلة سورية تعلم جندياً معنى الحب، فيما تتجاوز لوحاته الجدارية اليوم أكثر من 30 في داريا، لإيصال رسائل ثورية مليئة بالأمل والألم في نفس الوقت إلى العالم.

رابط الفيديو : هنا.



صدى الشام