Written by
MICRO SYRIA ميكروسيريا
on
on
صالح القلاب يكتب: غياب العرب إعلامًيا سَّلم الغرب للأكاذيب الروسية ـ الإيرانية
صالح القلاب
رغم مرور أكثر من خمسة أعوام على انفجار الأزمة السورية، التي غدت مفتوحة على شتى الاحتمالات، ورغم مرور أكثر من عام على التدخل العسكري الروسي في سوريا، الذي بات يتخذ أبشع صور الاحتلال، وأيضًا رغم مرور كل هذه الفترة الزمنية الطويلة على الغزو الأميركي للعراق (2003)، فإن الاقتراب من الرأي العام في الغرب؛ الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ومعهما أميركا اللاتينية، يؤكد أنَّ العرب المعنيين لم يتمكنوا من إيصال حقائق هذا الصراع المحتدم في هذه المنطقة التي لا تزال، خلافًا لقناعات باراك أوباما المستجدة، استراتيجية وحيوية وضرورية جدًا وربما أكثر من ضرورتها وأهميتها أيام صراع المعسكرات والحرب الباردة، وقبل ذلك!
ربما أنَّ الأنظمة الغربية؛ دولاً ومسؤولين يحتلون مواقع صنع القرار والاطلاع على كل المعلومات في هذه الدول، تعرف أدق التفاصيل عن هذا الصراع الدموي المتعدد الأطراف في هذه المنطقة، لكنهم، أو بعضهم، بقوا يحتفظون بكل أو ببعض ما يعرفونه ويطَّلعون عليه لأنفسهم، ولا يطلعون عليه الرأي العام عندهم، مما جعل الانطباع السائد؛ إنْ فيما يسمى وسائل الاتصال الاجتماعي، أو في بعض وسائل الإعلام من مرئي ومكتوب، هو أنَّ المشكلة من أولها إلى آخرها هي أنَّ هناك إرهابًا عنوانه «داعش»، وأن هناك أنظمة «علمانية» يستهدفها هذا التنظيم، وأنَّ هذه هي معادلة كل هذا العنف الذي يجري في الشرق الأوسط، والذي ينتقل منه إلى الغرب الأوروبي والأميركي وإلى العالم كله.
وهكذا، فإن أكثرية هذا الرأي العام لا تعرف أنَّ كل هذه المآسي التي تضرب الآن معظم دول الشرق الأوسط، إنْ ليس كلها، كانت قد بدأت هناك بعيدًا في أفغانستان عندما شجع الأميركيون إنشاء مدارس و«كتاتيب» وصلت أعدادها إلى عشرات الألوف لتدريس ما سمي «جهادًا» لمواجهة المد الشيوعي (الإلحادي) في تلك المنطقة الحساسة، وكان هذا قبل الاجتياح العسكري السوفياتي للأراضي الأفغانية، وحتى قبل الانقلاب الذي كان نفذه الجنرال محمد داود خان على الملك محمد ظاهر شاه في عام 1975، وبالطبع حتى قبل تسلّم حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني الحكم في كابل، وقبل انقلاب حفيظ الله أمين على «رفاقه» في عام 1979، وأيضًا قبل انقلاب بابراك كارمال، رئيس جناح «برشام» في هذا الحزب، على سلفه بمساندة موسكو ودعمها المباشر وغير المباشر.
كان الأميركيون عندما لجأوا إلى هذا الأسلوب؛ أسلوب دعم إنشاء «الكتاتيب الجهادية»، في باكستان وأفغانستان في سبعينات القرن الماضي، يسعون لـ«تثوير» الجمهوريات والكيانات والمجتمعات الإسلامية في الاتحاد السوفياتي ضد الشيوعية وضد الحزب الشيوعي الحاكم بالحديد والنار. وحقيقة، فإن هذا تعزز وأصبح سياسة أميركية وغربية رئيسية لإيجاد بيئة مناهضة ومقاومة، وبالسلاح وبالتشكيلات العسكرية، لنظام الانقلابات العسكرية في كابل، وللغزو العسكري الشيوعي لدولة إسلامية. والمشكلة هنا أنه لم تتم السيطرة على الأمور، وأن أبواب هذا البلد أصبحت مشرعة لكثير من التنظيمات الإرهابية، حيث كانت «القاعدة»، التي أنجبت لاحقًا ما يسمى «الدولة الإسلامية»، (داعش)، وأنجبت كثيرًا من التنظيمات الإرهابية، قد رأت النور بقيادة أسامة بن لادن في تلك الفترة بمنطقة قندهار الأفغانية.
ولعل الأهم والأخطر هنا أن الأميركيين لم يستفيدوا من دروس أفغانستان، ولا من كارثة الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001، ولا أيضًا من الاحتلال المباشر لهذه الدولة الإسلامية بعد هذه الحادثة آنفة الذكر، وأنهم بعد غزوهم العراق في التاسع عشر من مارس (آذار) 2003، بادروا إلى «حل» الدولة العراقية بكل أجهزتها وهيئاتها، بما في ذلك القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، مما أحدث فراغًا بادرت إيران إلى ملئه على أسس طائفية ومذهبية بشعة فعلاً استفزت عمليًا الشعب العراقي بمعظمه، وكانت دافعًا وحجة لظهور «القاعدة» و«أبو مصعب الزرقاوي» على الساحة العراقية، وكانت النتيجة كل هذا الذي نراه ويراه العالم كله في بلاد الرافدين.
لا أحد في الغرب، على صعيد الرأي العام، يعرف هذه الحقائق، ولا يعرف أيضًا أنَّ هذا الـ«داعش» الذي أدْمى قلوب الأوروبيين بعملياته الإجرامية في باريس وبروكسل وفي مدن أوروبية وأميركية أخرى، كان قد وُلد في حاضنة الظروف التي كانت قد سادت في بلاد الرافدين بعد الغزو الأميركي، وبعد انهيار الدولة العراقية، وبعدما بادرت إيران إلى ملء الفراغ بغزو «ميليشياوي» طائفي بغيض، بادر إلى استهداف العرب السنّة بدعوى وبحجة أنهم كانوا أداة نظام صدام حسين الاستبدادي، مما أوجد بيئة استطاع فيها «أبو مصعب الزرقاوي» أن يقيم «دولته» الإرهابية التي كانت بداية هذه الدولة الـ«داعشية» التي سلمها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي مدينة الموصل تسليم اليد.
ثم ولا أحد في الغرب على صعيد الرأي العام يعرف ويصدق أن هذا التنظيم الإرهابي هو بالمحصّلة صناعة نظام بشار الأسد وصناعة إيران، وأنه عمليًا ترعرع وأصبح بكل هذه القوة بتخطيط الروس وبرعايتهم، بحيث أصبحت المعادلة التي أطلقها فلاديمير بوتين بهذا الخصوص: «الأولوية هي للقضاء على (داعش) وليس للتخلص من بشار الأسد» هي السائدة شعبيًا في أوروبا وفي الولايات المتحدة أيضًا، لا بل إن صحفًا أميركية رئيسية وكبرى أصبحت تتبنى هذه المعادلة في ظل الغياب العربي إعلامًا وقوى ضغط مؤثرة وباللغة السائدة في هذه الدول، التي هي اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية واللغة الإسبانية.
وهنا، فإن المعروف أن الخطيئة التي كان ارتكبها العرب بعد عام 1948، وأيضًا بعد عام 1967؛ إما عن عجز وقلة خبرة، وإما عن عدم معرفة، أنهم تركوا الرأي العام الغربي؛ الأميركي والأوروبي تحديدًا، لإسرائيل وللجماعات والتشكيلات الصهيونية، وأنهم وظفوا الإعلام العربي في صراعاتهم الداخلية التي هي، إذا أردنا قول الحقيقة، امتداد لصراع المعسكرات في مراحل وعهود الحرب الباردة بين الغرب والشرق، وبين الاتحاد السوفياتي وحلف وارسو من جهة؛ والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من جهة أخرى.
كان العرب في تلك الفترات المبكرة يتحدثون مع الرأي العام الغربي كأنهم يتحدثون مع أنفسهم، وكانوا يعتمدون في حججهم الباهتة غير المفهومة وغير المقنعة على الماضي وعلى التاريخ أكثر من الحاضر.. وهكذا، فقد كانت رسالتهم إلى الغرب، المنحاز شعبيًا ورسميًا إلى إسرائيل وإلى الحركة الصهيونية، دون أي تأثير. والمشكلة أن ذلك الأسلوب هو المتبع الآن، بالنسبة لما يجري في سوريا، والعراق، وأيضًا في اليمن، ولكن بنسبة أقل، ومع بعض التغييرات البسيطة، مما جعل الروس في ظل رداءة الأداء الأميركي وميوعته يسرحون إعلاميًا في الغرب ويمرحون ويهيمنون على شاشات التلفزيون وعلى بعض الصحف والمواقع الإلكترونية.
إن المفترض أنه كان معروفًا لبعض العرب؛ إنْ ليس كلهم، أن هذا الصراع الذي بدأ في العراق واتضحت طبيعته لاحقًا في سوريا، هو عودة لصراع المعسكرات، وأن إيران التي لها أطماع في هذه المنطقة غدت طرفًا رئيسيًا في هذا الصراع، وهذا كان يتطلب إنشاء غرفة عمليات إعلامية عربية مركزها الغرب نفسه، مهمتها الأساسية إيصال المعلومات الصحيحة عما يجري في الشرق الأوسط، وبالأساليب والوسائل المؤثرة، إلى الرأي العام الغربي الذي هو صاحب القرار الفعلي في دول ديمقراطية ولوسائل الإعلام فيها التأثير الأول والسطوة الرئيسية.
ربما أنَّ الأنظمة الغربية؛ دولاً ومسؤولين يحتلون مواقع صنع القرار والاطلاع على كل المعلومات في هذه الدول، تعرف أدق التفاصيل عن هذا الصراع الدموي المتعدد الأطراف في هذه المنطقة، لكنهم، أو بعضهم، بقوا يحتفظون بكل أو ببعض ما يعرفونه ويطَّلعون عليه لأنفسهم، ولا يطلعون عليه الرأي العام عندهم، مما جعل الانطباع السائد؛ إنْ فيما يسمى وسائل الاتصال الاجتماعي، أو في بعض وسائل الإعلام من مرئي ومكتوب، هو أنَّ المشكلة من أولها إلى آخرها هي أنَّ هناك إرهابًا عنوانه «داعش»، وأن هناك أنظمة «علمانية» يستهدفها هذا التنظيم، وأنَّ هذه هي معادلة كل هذا العنف الذي يجري في الشرق الأوسط، والذي ينتقل منه إلى الغرب الأوروبي والأميركي وإلى العالم كله.
وهكذا، فإن أكثرية هذا الرأي العام لا تعرف أنَّ كل هذه المآسي التي تضرب الآن معظم دول الشرق الأوسط، إنْ ليس كلها، كانت قد بدأت هناك بعيدًا في أفغانستان عندما شجع الأميركيون إنشاء مدارس و«كتاتيب» وصلت أعدادها إلى عشرات الألوف لتدريس ما سمي «جهادًا» لمواجهة المد الشيوعي (الإلحادي) في تلك المنطقة الحساسة، وكان هذا قبل الاجتياح العسكري السوفياتي للأراضي الأفغانية، وحتى قبل الانقلاب الذي كان نفذه الجنرال محمد داود خان على الملك محمد ظاهر شاه في عام 1975، وبالطبع حتى قبل تسلّم حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني الحكم في كابل، وقبل انقلاب حفيظ الله أمين على «رفاقه» في عام 1979، وأيضًا قبل انقلاب بابراك كارمال، رئيس جناح «برشام» في هذا الحزب، على سلفه بمساندة موسكو ودعمها المباشر وغير المباشر.
كان الأميركيون عندما لجأوا إلى هذا الأسلوب؛ أسلوب دعم إنشاء «الكتاتيب الجهادية»، في باكستان وأفغانستان في سبعينات القرن الماضي، يسعون لـ«تثوير» الجمهوريات والكيانات والمجتمعات الإسلامية في الاتحاد السوفياتي ضد الشيوعية وضد الحزب الشيوعي الحاكم بالحديد والنار. وحقيقة، فإن هذا تعزز وأصبح سياسة أميركية وغربية رئيسية لإيجاد بيئة مناهضة ومقاومة، وبالسلاح وبالتشكيلات العسكرية، لنظام الانقلابات العسكرية في كابل، وللغزو العسكري الشيوعي لدولة إسلامية. والمشكلة هنا أنه لم تتم السيطرة على الأمور، وأن أبواب هذا البلد أصبحت مشرعة لكثير من التنظيمات الإرهابية، حيث كانت «القاعدة»، التي أنجبت لاحقًا ما يسمى «الدولة الإسلامية»، (داعش)، وأنجبت كثيرًا من التنظيمات الإرهابية، قد رأت النور بقيادة أسامة بن لادن في تلك الفترة بمنطقة قندهار الأفغانية.
ولعل الأهم والأخطر هنا أن الأميركيين لم يستفيدوا من دروس أفغانستان، ولا من كارثة الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001، ولا أيضًا من الاحتلال المباشر لهذه الدولة الإسلامية بعد هذه الحادثة آنفة الذكر، وأنهم بعد غزوهم العراق في التاسع عشر من مارس (آذار) 2003، بادروا إلى «حل» الدولة العراقية بكل أجهزتها وهيئاتها، بما في ذلك القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، مما أحدث فراغًا بادرت إيران إلى ملئه على أسس طائفية ومذهبية بشعة فعلاً استفزت عمليًا الشعب العراقي بمعظمه، وكانت دافعًا وحجة لظهور «القاعدة» و«أبو مصعب الزرقاوي» على الساحة العراقية، وكانت النتيجة كل هذا الذي نراه ويراه العالم كله في بلاد الرافدين.
لا أحد في الغرب، على صعيد الرأي العام، يعرف هذه الحقائق، ولا يعرف أيضًا أنَّ هذا الـ«داعش» الذي أدْمى قلوب الأوروبيين بعملياته الإجرامية في باريس وبروكسل وفي مدن أوروبية وأميركية أخرى، كان قد وُلد في حاضنة الظروف التي كانت قد سادت في بلاد الرافدين بعد الغزو الأميركي، وبعد انهيار الدولة العراقية، وبعدما بادرت إيران إلى ملء الفراغ بغزو «ميليشياوي» طائفي بغيض، بادر إلى استهداف العرب السنّة بدعوى وبحجة أنهم كانوا أداة نظام صدام حسين الاستبدادي، مما أوجد بيئة استطاع فيها «أبو مصعب الزرقاوي» أن يقيم «دولته» الإرهابية التي كانت بداية هذه الدولة الـ«داعشية» التي سلمها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي مدينة الموصل تسليم اليد.
ثم ولا أحد في الغرب على صعيد الرأي العام يعرف ويصدق أن هذا التنظيم الإرهابي هو بالمحصّلة صناعة نظام بشار الأسد وصناعة إيران، وأنه عمليًا ترعرع وأصبح بكل هذه القوة بتخطيط الروس وبرعايتهم، بحيث أصبحت المعادلة التي أطلقها فلاديمير بوتين بهذا الخصوص: «الأولوية هي للقضاء على (داعش) وليس للتخلص من بشار الأسد» هي السائدة شعبيًا في أوروبا وفي الولايات المتحدة أيضًا، لا بل إن صحفًا أميركية رئيسية وكبرى أصبحت تتبنى هذه المعادلة في ظل الغياب العربي إعلامًا وقوى ضغط مؤثرة وباللغة السائدة في هذه الدول، التي هي اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية واللغة الإسبانية.
وهنا، فإن المعروف أن الخطيئة التي كان ارتكبها العرب بعد عام 1948، وأيضًا بعد عام 1967؛ إما عن عجز وقلة خبرة، وإما عن عدم معرفة، أنهم تركوا الرأي العام الغربي؛ الأميركي والأوروبي تحديدًا، لإسرائيل وللجماعات والتشكيلات الصهيونية، وأنهم وظفوا الإعلام العربي في صراعاتهم الداخلية التي هي، إذا أردنا قول الحقيقة، امتداد لصراع المعسكرات في مراحل وعهود الحرب الباردة بين الغرب والشرق، وبين الاتحاد السوفياتي وحلف وارسو من جهة؛ والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من جهة أخرى.
كان العرب في تلك الفترات المبكرة يتحدثون مع الرأي العام الغربي كأنهم يتحدثون مع أنفسهم، وكانوا يعتمدون في حججهم الباهتة غير المفهومة وغير المقنعة على الماضي وعلى التاريخ أكثر من الحاضر.. وهكذا، فقد كانت رسالتهم إلى الغرب، المنحاز شعبيًا ورسميًا إلى إسرائيل وإلى الحركة الصهيونية، دون أي تأثير. والمشكلة أن ذلك الأسلوب هو المتبع الآن، بالنسبة لما يجري في سوريا، والعراق، وأيضًا في اليمن، ولكن بنسبة أقل، ومع بعض التغييرات البسيطة، مما جعل الروس في ظل رداءة الأداء الأميركي وميوعته يسرحون إعلاميًا في الغرب ويمرحون ويهيمنون على شاشات التلفزيون وعلى بعض الصحف والمواقع الإلكترونية.
إن المفترض أنه كان معروفًا لبعض العرب؛ إنْ ليس كلهم، أن هذا الصراع الذي بدأ في العراق واتضحت طبيعته لاحقًا في سوريا، هو عودة لصراع المعسكرات، وأن إيران التي لها أطماع في هذه المنطقة غدت طرفًا رئيسيًا في هذا الصراع، وهذا كان يتطلب إنشاء غرفة عمليات إعلامية عربية مركزها الغرب نفسه، مهمتها الأساسية إيصال المعلومات الصحيحة عما يجري في الشرق الأوسط، وبالأساليب والوسائل المؤثرة، إلى الرأي العام الغربي الذي هو صاحب القرار الفعلي في دول ديمقراطية ولوسائل الإعلام فيها التأثير الأول والسطوة الرئيسية.
المصدر: الشرق الأوسط
صالح القلاب يكتب: غياب العرب إعلامًيا سَّلم الغرب للأكاذيب الروسية ـ الإيرانية على ميكروسيريا.
ميكروسيريا -
أخبار سوريا
ميكرو سيريا