صقور الشام لـ"السورية نت": قوات المعارضة دخلت حلب الجديدة ونخوض مع قوات الأسد قتال شوارع


مراد القوتلي - السورية نت

بدأت قوات المعارضة السورية، اليوم الخميس، المرحلة الثانية من معركة فك الحصار عن الأحياء الشرقية لحلب، وفاجأت قوات النظام في هجومين متزامنين على مواقعها في حلب الجديدة، ومنطقة مشروع "3 آلاف شقة"، بعد نحو 3 أيام من هدوء المواجهات.

وقال المتحدث باسم ألوية "صقور الشام" مأمون حاج موسى لـ"السورية نت" إن قوات المعارضة دخلت لمنطقة حلب الجديدة.

هجوم كبير

وتتبع قوات المعارضة في معارك حلب أسلوب التمهيد الناري الكثيف على المناطق المستهدفة، ثم الهجوم بأعداد كبيرة من الانغماسيين، وتفجير المفخخات، لضرب خطوط الدفاع الأولى لقوات النظام، وغالباً ما يتبع ذلك انهياراً في صفوف هذه القوات والميليشيات المساندة لها.

وضربت مفخختان، اليوم الخميس، مواقع قوات النظام في حلب الجديدة، وذكر مراسلنا في حلب، محمد الشافعي، أن قوات المعارضة بدأت تتوغل في المنطقة، فيما استهدفت مفخخة أخرى مواقع قوات النظام في مشروع "3 آلاف شقة".

المتحدث الرسمي باسم ألوية "صقور الشام"، مأمون حاج موسى، قال في تصريح خاص لـ"السورية نت" إن "الهدف من المعركة تحرير النقاط التي تتحصن بها قوات النظام تباعاً، نتيجة تحصيناتها القوية وعزل بعض المعسكرات التي لا يمكن اقتحامها بشكل مباشر، وبذلك نقلل من المعارك التي ربما يكون النظام هو الرابح فيها نتيجة الترسانة العسكرية القوية والتحصين الجيد".

وبدا لافتاً هجوم قوات المعارضة على منطقة حلب الجديدة، إذ تتوقع قوات النظام أن تستأنف قوات المعارضة هجومها من محور "3 آلاف شقة" لكونه يحقق بشكل أسرع هدف المعارضة في كسر الحصار المفروض على الأحياء الشرقية.

ولفت موسى إلى أن اختيار قوات المعارضة للهجوم على منطقة المشروع، وحلب الجديدة في ذات الوقت، هدفه "تشتيت انتباه قوات النظام من جديد، وتقريب نقاط التماس مع ميليشيات الأسد وبالتالي فإن ذلك يؤدي إلى عدم تمكن سلاح الجو من تحقيقه نتائج كبيرة على أرض المعركة، وحتى تحييده بالكامل في ظل عدم وجود مضاد طيران وطريقة فعالة قد تكون أفضل".

وأشار موسى إلى أن قوات المعارضة أصبحت حالياً داخل أحياء حلب الجديدة، وقال "نخوض قتال شوارع بعناصر مدربين بعيداً عن أي سلاح ثقيل".

وتابع: "بالنسبة للسيارات المفخخة نعم هناك فصائل مشاركة طورت هذا السلاح واستخدمته لدك قلاع وحصون المليشيات الطائفية التي تتواجد في مناطق بعيدة عن المدنيين ويكون فيها هذا النوع من السلاح فتاكاً ويحقق الغاية دون أي أضرار جانبية وتم استخدام أكثر من مفخخة قبل اقتحام اليوم".

المعركة مستمرة

وفي السياق ذاته، أكد المتحدث باسم "صقور الشام" لـ"السورية نت" أن معركة حلب مستمرة حتى طرد النظام من كامل المدينة، وقال إن "عملية التحرير تسير بخطوات بطيئة وذلك من أجل اختيار الجبهات الصحيحة التي يجب أن نفتحها وإمكانية المحافظة على المناطق التي تم تحريرها، وعدم السماح لقوات النظام في التقدم إليها من جديد، فالحفاظ على المكتسبات خير من الدخول في تحرير جديد دون قاعدة انطلاق صلبة".

وفيما كانت روسيا قد "أمهلت" أمس الأربعاء، قوات المعارضة للخروج من أحياء حلب بحلول مساء غد الجمعة، محذرة في ذات الوقت من استئناف القصف الجوي، قال موسى لـ"السورية نت": "بالنسبة للقصف الروسي لم يتوقف ولكن نتيجة اتساع مساحة المعركة وامتدادها على نطاق واسع ومسافة الاشتباك الصفرية جعل إمكانية تأثير سلاح الجو الروسي محدودة".

وأضاف أنه خسائر النظام خلال المواجهات الحالية كبيرة جداً، مشيراً في ذات الوقت إلى عدم وجود إحصائية دقيقة للخسائر، ولفت أيضاً إلى وقوع إصابات في صفوف مقاتلي الفصائل، متحدثاً عن معنويات عالية لديهم وأنهم هم الطرف الذي يمتلك زمام المبادرة.

خيارات النظام

وأمام الخسائر البشرية المتوالية في صفوف قوات النظام، يرجح موسى أن يلجأ النظام إلى استخدام السلاح الكيميائي، وقال في هذا الصدد: "النظام الطائفي في كل مرة يُحاصر، ويصبح بحالة كبيرة من الوهن يستخدم السلاح الكيميائي حتى في أحيائه، وقد تكررت المسألة عشرات المرات لتجيير الرأي العام الدولي والدفع لإيقاف المعارك، لكنه نسي أن هناك عشرات الكاميرات والجهات المحايدة توثق كيف استهدف قبل يومين بغاز الكلور خان العسل ومناطق أخرى غربي حلب واتهم بها قوات الثوار".

وأضاف: "بالنسبة لحالة قواتنا والتحامها القريب جداً مع عناصر المليشيات الطائفية لن يكون خيار السلاح الكيميائي متاحاً لهم إطلاقاً، كي لا يقعوا ضحية سلاحهم، وعليه لا خشية لنا باستخدام هكذا سلاح لكن نحذر بأن النظام سيستخدمه بكثرة في مناطق أخرى داخل الأحياء التي يسيطر عليها وخارجها في مناطق الثوار".

وختم موسى تصريحه لـ"السورية نت" بالقول إن "خيار التراجع ليس بين خيارات الثوار، فهذا الهجوم قد يكون الحل الوحيد لفك الحصار وتسهيل مرور القوافل الإنسانية إلى أهلنا المحاصرين في حلب الشرقية والتي عجزت الأمم المتحدة عن إيصالها أو حتى الدفاع عن عناصرها الذين قصفوا غرب حلب قبل فترة ليست بالبعيدة، لكن قد تطول المعركة والثوار سلفاً قد أعدوا لهذا الأمر وهي معركة كسر عظم الصبر فيها سيد الموقف.




المصدر