“لوموند” وبورتريه هادئ لمروان محمد


في عددها الصادر الإثنين، خصّص قسم “المجتمع” في يومية “لوموند” الفرنسية موضوعه الرئيسي للحديث عن مروان محمد، مدير التجمّع ضد الإسلاموفوبيا (CCIF) في فرنسا اليوم وأحد أبرز الأصوات الإسلامية التي بدأت تسجّل حضورا لافتا عزّزه زخم التجربة في مكاتب منظمة الأمن والتعاون، حيث قضى سنتين في وارسو، قبل أن يعود ليترأس التجمع مطلع مارس/آذار الماضي في ظل تجدد طرح إشكالية الإسلام/الجمهورية في فرنسا والحديث المستمر عن دين إسلامي يتطابق مع مبادئ الجمهورية الخامسة.

على هامش الملتقى السنوي الذي تنظمه الجاليات الإسلامية في ستراسبورغ، بدعوة من جمعية “أباسيني” (Abyssinie) الثقافية، حضر المهندس والباحث الإسلامي، مروان محمد، كضيف شرف على المنتدى. وكانت فرصة لسيسيل شامبرو الصحافية في “لوموند” التي أجرت معه حوارا مطولا تناول أهم القضايا الإشكالية اليوم، من الحجاب والبوركيني إلى تجريد الجنسية والانتخابات الرئاسية، وصولاً إلى الدور الذي يلعبه التجمّع والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها.

يرى مروان محمد، الذي يعتبره كثيرون الشخصية رقم واحد اليوم بعد طارق رمضان (تحدثت “لوموند” في تقرير سابق عن سرقة محمد الأضواء من طارق رمضان بعد تصديه لقرار بعض البلديات منع البوركيني في سبتمبر/أيلول الماضي) من حيث قدرته على توجيه خطاب إسلامي هادئ، أنّ الإسلام دين فرنسي شأنه شأن الكاثوليكية واليهودية ويعلّل ذلك بالقول “إذا كانت العلمانية هي الفاصل بين شؤون الدولة والمؤسسات الدينية وهي الرابط عينه بين السياسي والديني( المعتقد)، إذن فكلنا كفرنسيين سواسية في الممارسة الفردية لمعتقداتنا أمام تلك العلمانية. أرى في مسلمي تلك البلاد أفضل تعريف للهوية الفرنسية”.

وفي رده على كلام إريك زيمور، عمدة مدينة “بيزيه”، الذي اعتبر أنّ الفرنسيين الذي يسمون أولادهم أسماء “أجنبية” ليسوا فرنسيين من الدرجة الأولى، قال مهندس المعلوماتية الفرنسي من أصول مصرية: “الإسلام هو ديانة فرنسية. الفولار يشكّل جزءا من اللباس الفرنسي ومحمد اسم فرنسي. لقد نجحنا في التجمع في تسجيل أكثر من 2200 حالة اعتراض على الكلام الذي تفضّل به زيمور حول المسلمين والإسلام على قناة France5 وتمّ تبنيها بالكامل في المجلس الأعلى للمرئي والمسموع (CSA)، وقد شهدت على ذلك السيناتور عن الحزب الاشتراكي، باريزا خياري”.

وفي معرض ردّه على الاتهامات التي طاولته حول عقده اجتماعا سياسيا في مسجد ترامبلي في السين-سان-دونيس نهاية شهر أغسطس/آب الماضي، الأمر الذي يتنافى مع المادة 26 من قانون 1905 حول فصل الكنائس عن الدولة، قال محمد “الاجتماع كان مع المشرفين على المسجد ولم يكن طابعه سياسياً أبدا. أكرّر ما أقوله منذ ست سنوات: الإسلاموفوبيا ليست سؤالا قانونيا فحسب. هي سؤال في السياسة والاجتماع قبل كل شيء”.

عن تعدد الزوجات والمثلية الجنسية، يرى محمد أنّ “الدستور الفرنسي والقانون يحمي الحريات الفردية في البلاد. أنا أدافع عن حق كل مواطن في اختيار ما يريد دون أن أفرض عليه أن يقبل المثلية الجنسية أو تعدد الزوجات. هذا خيار شخصي بحت”. وهو الجواب الذي ردّ به على مرشح معسكر اليمين الجمهوري للانتخابات الرئاسية فرانسوا كوبيه في مناظرة شهدتها جامعة سيانس بو مطلع الشهر الماضي.

مروان محمد، المولود في كليشي في باريس لأب مصري يعمل محاسباً وأم جزائرية تعمل قابلة، أتمّ دراسته في ثانوية كاثوليكية في باريس وتخصّص في المعلوماتية وكان عاشقا لموسيقى الراب طيلة فترة دراسته الجامعية: “أحببت الموسيقى وتذوّقت جمالية المعاني وتحسّنت لغتي الإنكليزية مع الراب. لم أفشل سوى مرة واحدة في حياتي. كان ذلك في اجتياز امتحان الدخول إلى كلية الطب، ومنه تعلّمت معنى المثابرة الحقيقية”.



صدى الشام