(من حقّ الطّفل أن يتعلّم) ندوةٌ حواريةٌ بإدلب للتعريف بأهمية تعليم الطفل


unnamed-6

عبد الرزاق الصبيح: المصدر

لأن طفل اليوم هو رجل المستقبل، ولأن العلم أساس تقدّم المجتمعات، وعلى الرّغم من سنوات الحرب الطويلة في سوريا، والتي سجّلت العدد الأكبر من الضّحايا في صفوف الأطفال، كان من الضروري متابعة التعليم، وتحت عنوان (من حقّ الطّفل أن يتعلّم)، أقامت منظمة “سداد” ندوة حواريّة بريف إدلب، يوم السّبت 29 تشرين الأول/أكتوبر، للتعريف بحق الطفل في التعليم وأهمّيته، وحضر النّدوة العديد من الفعاليات المدنيّة، وأولياء الأطفال والمهتمّين بالتّعليم.

وشملت المحاضرة التّعريف بالطّفل، والذّي هو الإنسان الذي لم يتجاوز من العمر الثّامنة عشر وما دون، وأكدت على أنّ من حق هذا الطّفل الحصول على التّعليم، والذي ضمنته المواثيق والأعراف الدولية، وحدّدته الأمم المتّحدة، حسب ميثاق صدر عنها ووافقت عليه جميع الدول، في عام /1948/.

وشهدت السّنوات السابقة في سوريا إهمالاً كبيراً في مجال التعليم، ولأسباب عديدة، من بينها القصف الذي تتعرض له المدارس وعدم الاستقرار والنّزوح وعدم تأمين مستلزمات العملية التّعليميّة، وإغلاق عدد كبير من المدارس بسبب الدمار، وفصل عدد كبير من المعلّمين لأسباب مختلفة من قبل النظام.

وفي حديث لـ “المصدر”، قال “خالد الأحمد” المحاضر في الندوة التي أقيمت في ريف إدلب: “إنّ من حقّ الطّفل الحصول على تعليم ذي نوعية جيّدة، لأن التّعلّم هو عملية تربويّة موجّهة لإعداد النّاشئة للحياة الاجتماعية، وتزويدهم بالمعرفة الجيّدة وهي عملية متكاملة، تشترك فيها الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام”.

وعن واقع التّعليم في سوريا، قال “الأحمد”: “تمرّ العمليّة التعليميّة في مرحلة صعبة جداً، بسبب ظروف الحرب واستهداف المدارس بشكل خاص، وامتناع الأهالي عن إرسال أولادهم إلى المدارس خوفاً على حياتهم”.

وأكد: “التّركيز على التّعليم في هذه الظروف والتّمسّك به ضروري جداً، كي لا يضيع الجيل في ظلمات الجهل، ولا يمكن إيجاد عملية تعليمية سليمة مع وجود المخاطر الأمنية على الأطفال، من حيث القصف والغارات الجويّة، وانعدام الأمان في ظل الحرب”.

وشهدت سوريا العديد من الانتهاكات والمجازر بحقّ الطفولة وخاصة طلاب المدارس، حيث استهدفت المقاتلات الرّوسية ومقاتلات النظام المدارس في أكثر من مكان في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، وراح ضحيتها العشرات من الأطفال والمعلمين، وكان آخرها في بلدة حاس، والتي شهدت مجزرة راح ضحيتها أكثر من /30/ قتيلاً بين تلميذ ومعلّم، كما ترك قسم كبير من الأطفال مدارسهم من أجل العمل وإعالة ذويهم.

وفي الحروب تضيع الحقوق وتندثر، وعندما تغيب العدالة الدّولية الضّامنة للحقوق، تعمّ الفوضى، ويسود الجهل، وتموت الإنسانية، ويقول الكثيرين في سوريا (إنّ حقنا في الحياة أهم من حقّنا في التّعليم، وفي النهاية لا تعليم بدون أمان).





المصدر