بالصور… سوريٌّ في تركيا يصنع من الإطارات تحفاً منزلية ليعيل أسرته


aasddqwe123-4

رزق العبي: المصدر

دفعَ فقرُ الحال بـ “واصل أبو حسن”، الذي يسكن في مدينة “الريحانية” التركية، إلى صناعة طاولة من مخلّفات البيئة، لاستعمالها في المنزل، ولم يخطر بباله أن تتحول تلك الفكرة، لمشروع يعود بمكاسب مادية، ويتحول إلى مصدر أساسي لتحصيل لقمة العيش في أصعب الظروف.

يقول “أبو حسن” ابن بلدة “كفرزيتا” بريف حماة، في حديث لـ (المصدر): “الحال ضعيف جداً، ويلزمني طاولة لوضع كأس شاي مثلاً أو فنجان قهوة، أو صحن فواكه، وفي حديقة البيت الذي أسكنه عدد من إطارات السيارات المستعملة، والتي لا تصلح للعمل، أتيت بثلاثة إطارات ووضعتها فوق بعضها، ووضعت لوحاً خشبياً فوقها، وصرنا نستخدمها، إلّا أن منظرها كان غير لائقٍ لكون الإطارات قديمة، فطليتها بالدّهان”.

يتابع “أبو حسن”: “كان صديقي معي في الصالون وأن أطليها، قال لي يا أبو واصل بدل أن تطليها بلون معتم، إطليها بلون فرايحي، ينسينا ما نحن فيه، وفعلاً طليتها بالزهر، والأخضر وغيره، وتحولت إلى طاولة ممزة، ووضعتُ بدل الخشب زجاج، حتى صارت جميلة المنظر”.

وعن تحوّل الفكرة لمشروع يقول صديقه “أبو خالد” الذي اشترى منه فيما بعد طاولتين للمنزل: “أبو واصل أدهشنا بهذا العمل البسيط، كنا كلما سهرنا عنده نتحدث عن هذه الطاولة، فطلبنا منه أن يصنع لنا منها، وبطريقة ممازحة قال أبو واصل، أريد مبلغ 60 ليرة تركية عن كل واحدة، وبادرتُ أنا وشابين معي واشترينا منه طاولتين، ثمّ ما لبث أن تحولت هذه الأفكار، إلى مشروع وصار أبو واصل يبيع للكثير من السوريين في الريحانية”.

يكمل “أبو واصل” لـ (المصدر) عن الأدوات التي يستخدمها في صناعة طاولته: “لا يتطلب الأمر سوى القليل من الدهان وريشة، وبعض الأمور الفنية البسيطة، والأهم الإطارات، ويحتاج ذلك لمكان كحديقة مثلاً، لأن الطاولة يجب أن تُوضع في الهواء ليوم كامل لكي تصبح صالحة للاستعمال، أبيع الواحدة منها بـ 65 ليرة، وأصدقائي يساعدوني في التسويق، فيذكروني أين ما كانوا، ويأتي زبائن من عدّة أماكن في الريحانية لشراء طاولات من عملي”.

عمل ابن مدينة كفرزيتا تطوّر من صناعة طاولات لصناعة بيوت صغيرة ملوّنة، توضع في زوايا الغرفة، وأيضاً بعض المزهريات.

ويرى “أبو واصل” أن كلّ إنسان قادر أن يكون فرداً منتجاً في أي مكان يسكن فيه، ويعتبر هذه الغربة التي يعيشها السوريون لا يجب أن تكون إلا حافزاً لإظهار كل الإمكانيات مهما كانت بسيطة، ويختتم: “هناك الكثير من المبادرات الفردية التي تموت لأن أصحابها لا يعتبرونها ذات أهمية، إلّا أنها قد تغيّر مجرى حياة الشخص لو اشتغل عليها، خصوصاً في ظروفه الصعبة”.





المصدر