(عبوّة لاصقة) تقتل رئيس الهيئة الشرعيّة في ريف حماة


unnamed-18

عبد الرزاق الصبيح: المصدر

اغتال مجهولون ظهر اليوم الخميس الشيخ “قصي قسوم (أبو عبدالله)” رئيس الهيئة الشرعيّة في ريف حماة، التي أسهمت في حل آلاف القضايا على مدى أكثر من أربع سنوات، بعد استهداف سيارته بعبوة ناسفة تسببت له بجروح خطرة قبل أن يفارق الحياة في المستشفى.

وكانت قد انفجرت عبوة لاصقة زرعت في سيارة الشيخ قسوم أثناء توجهه إلى عمله في ريف حماة، وتسببت بإصابته بشكل مباشر، نقل على إثرها إلى أحد النقاط الطبية القريبة ومن ثم تم نقل الشيخ إلى العيادات في مدينة ادلب، ووافته المنيّة هناك.

وتعتبر الهيئة الشرعية والتي أسّسها الشيخ قصي من أوائل دور القضاء التي تم تأسيسها في سوريا، وأهم المحاكم في الشمال السّوري، وكانت العديد من المحاكم في المناطق المحررة تحيل إلى الهيئة الشرعية في حماة، معظم القضايا الشائكة، وكما أنّ للهيئة سمعة جيّدة بين أوساط المدنيين، حيث تعتبر قبلة المتخاصمين في ريف حماة.

وينحدر الشيخ قسوم من مزرعة البويضة التابعة لمدينة طيبة الإمام شمال حماة، وقال عنه الشيخ محمد المصطفى، الذي كان يعمل بجانبه في الهيئة الشرعيّة “إن الشيخ قصي كان كتلة من النّشاط والحيويّة، حيث أسس أول هيئة شرعية في ريف حماة، وكان ينفق على الهيئة من جيبه الخاص، وكان لها سمعة طيبة على مستوى المنطقة، وكانت تعمل على حل المشاكل بين المدنيين، ولها دور كبير في التّخفيف من المشاكل والفصل في النزاعات المسلّحة”.

وأضاف المصطفى: على مدى أكثر من أربع سنوات ساهمت الهيئة بحلّ أكثر آلاف القضايا الجنائية وقضايا الميراث، وكما كان للهيئة دور في حل خلافات بين فصائل عسكرية كثيرة، وكما أشرفت الهيئة على تأسيس أول معهداً شرعي في ريف ادلب الجنوبي، وتخرج منه مئات الطلّاب.

وعن مناقب الشيخ قصي قال المصطفى: كان الشيخ قصي انسانياً وهادئاً ومتّوناً ورصيناً، وكان أكبر همّه أن يرى العدالة بين الناس تسري في زمن الفوضى، وكان يحبّ الضّعفاء والمساكين ويقف بقوة إلى جانبهم، من أجل تحصيل حقوقهم من أصحاب النّفوذ.

وسيق هذه العمليّة مئات العمليات والتي كانت تستهدف على الخصوص شرعيين وقادة عسكريين من الثوار من مختلف الكتائب الثّورية.

تستمر عمليات الاغتيال، بحقّ النّخب وأصحاب العقول والناشطين والشرعيين في سوريا، ضمن مسلسل إغراق البلاد في الفوضى والجّهل، والتي تقف وراءها جهات مستفيدة من هذا الظّرف، وتسعى لاستمراره، وفي مقدّمتها نظام الأسد وجهات تعمل لمشاريع خاصّة بها، كما يقول السّوريين.





المصدر