قيادي في (الوطني الكردي) لـ (المصدر): اتفاق طرفي الصراع سينعكس إيجاباً على (كوباني)


image-2

سيهاد يوسف: المصدر

رغم الخراب والدمار والعيش بحده الأدنى، تجد بارقة أمل في بعض الأشخاص يعملون بجهودهم المتواضعة في الظروف الصعبة.

عبدو علوش، أحد الأشخاص في قيادة المجلس الوطني الكردي يتكلم بأريحية عن النواقص والعيوب، وينتقد نفسه قبل انتقاد الأخرين، ينتقد المجلس قبل ان ينتقد حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM، صريح وواضح فيما يتناوله من مواضيع، يحاكي الواقع قبل أن يسرح بكلامه في الخيال الذي يشبع الرغبات لا الحاجات.

كان لـ “المصدر” لقاء خاص معه في عين العرب/ كوباني، قيّم فيه عبدو علوش أوضاع المدينة بعد تحريرها من تنظيم “داعش” قائلاً لإن “الأوضاع بشكل عام جيدة وعلى الرغم من الخراب الكبير، والدّمار الشديد وجود الحصار في كل جوانب الحياة ومن كل الأطراف ومع ذلك يتم التقدم في البناء وإدارة المؤسسات”.

وأردف علوش قائلاً “رغم أن الأوضاع كانت ستكون أفضل الوضع لو سمحت الإدارة بعمل المنظمات المدنية وكان ذلك سيكون سبباً في التقدم العمل والنشاط وسينعكس ايجاباً على الحياة الخدمية والمعاشية لمواطنين وسبباً لعودة الأخرين من المهجر في كلاً من تركيا وكردستان العراق”.

وفي الحالة السياسية وواقعها الحالي في كوباني (عين العرب) قال علوش “كنا نتمنى أن تكون الحالة السياسية أفضل بعد تحرير المدينة، وأن يتم التعامل مع القوى السياسية وبخاصة الأحزاب الكردية والمجلس الوطني الكردي بشكل أفضل، ولكن للأسف يبدو أن الظهور العسكري وسيطرة طرف TEV-DEM أبقى التعامل بنفس العقلية (مثلما كان قبل دخول داعش) فالسيطرة على الحياة العامة سواء السياسية أو الاجتماعية بهذه الطريقة لن تخدم القضية الكردية بالدرجة الأولى، وأن ذلك سيؤثر سلباً على حياة الموطنين وهو ما يخلق عدم أريحية من قبل المواطنين مع الادارة القائمة ، كما أن التضييق على الحياة السياسية ستكون سبباً للهجرة أو التهجير، فحتى المؤسسات الخدمية جميعها تحكم وتعمل خلال نظرة أحادية الطرف لا تتقبل النقد من المختلفين سياسياً حتى في الاطار الخدمي اليومي “.

وأكد أيضاً “على أن المجتمعات الصحية هي التي توجد فيها معارضة ايجابية تنتقد وتتظاهر ضد الممارسات الخاطئة لأي حكومة أو إدارة القائمة وعلى الأخيرة ان تتقبل المعارضة وذلك خدمة للحياة العامة وتقدمها والرقي بها “.

أما عن وجود الأحزاب السياسية الكردية وتواجدها في كوباني (عين العرب) قال علوش: إن حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM لا تتقبل أي حالة سياسية أو عسكرية مقابلة، أي أن عقلية قبول الاختلاف مستحيل، ومع ذلك كان يجب على القوى السياسية أن تعود إلى كوباني ومنها المجلس الوطني الكردي، وتعمل على أرض الواقع، ولكن مع الأسف المجلس الوطني لم يقم بما يخدم القضية في جانب تقديم الخدمات والوقوف إلى جانب شعب كوباني.

وأكد علوش على أن “الحالة السياسية يجب أن تعود، وعلى الرغم من وجود الصعوبات التي تقوم الإدارة بوضعها أمام النشطاء والسياسيين، كان الحالة السياسية قبل التحرير جيدة ولكن تحولت هذه الحالة إلى حالة عداء بين الأطراف بعد تحرير كوباني من سيطرة داعش وبخاصة المجلس وتف دم ، ويبدو أن الحالة باتت تنعكس على كل القوى السياسية الموجودة على الساحة السياسية في كوباني “.

وقال القيادي في المجلس الوطني الكردي “إن الحالة التي يعاني منها المجلس ينعكس على الوضع السياسي في كوباني بشكل عام”، مؤكدا في الوقت ذاته بأن أي تقارب بين الطرف حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM والمجلس الوطني ENKS سياسياً ينعكس ايجاباً على الوضع الكردي بشكل عام وعلى الوضع في كوباني بشكل خاص وسيخلق ارتياحا بين الجماهير، وأن عدم توافق الطرفين يصعب العمل السياسي على أرض الواقع.

وعزا سبب عدم اتفاق الطرفين الكرديين إلى ارتباط كل منهما بمحور من المحاور السياسية الخارجية وبأقطاب كردستانية إحداها في قنديل (حزب العمال الكردستاني) وأخر بأربيل (الحزب الديمقراطي الكردستاني)، وهذه حقيقية لا يجب أن نغفل عنها. وأوضح أن هذا الصراع بين القطبين هو ظاهري أحياناً فما هو موجود على الأرض مختلف، بحسب “علوش”، فالمساعدات لم تنقطع يوماً من اقليم كردستان والمقاتلون يختلفون عن السياسيين، “أما الأحزاب المتناحرة أو المتصارعة هنا فلا تملك من القرار شيئاً”.

وأنهى علّوش لقاءه مع “المصدر” بالتأكيد على ضرورة أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة تفاهمات كردية – كردية ومن ثم سورية لينعم السوريين بدولة تعددية ديمقراطية.





المصدر