on
ماذا تعني سيطرة فصائل المقاومة السورية على حي 3000 غربي حلب؟
جددت فصائل المقاومة السورية اليوم الخميس هجومها على مواقع قوات الأسد في حي حلب الجديدة، وحي 3000 شقة، أو ما يعرف بـ"مشروع 3000" غربي حلب، حيث افتتحت فصائل جيش الفتح الهجوم باستخدام العربات المفخخة التي استهدفت مواقع قوات الأسد في حلب الجديدة وحي 3000، لتندلع بعدها اشتباكات عنيفة، وتتبعها محاولات للتقدم لعناصر المشاة من أجل السيطرة على عدد من الكتل والأبنية.
نظام الأسد يتكبد خسائر كبيرة
أكدت مصادر عسكرية في جيش الفتح، أن المفخخات التي استهدفت مواقع قوات الأسد في حي حلب الجديدة أدت لمقتل العشرات من العناصر، وعلى رأسهم ضابط برتبة عميد في الحرس الجمهوري، في حين أحرزت فصائل المقاومة السورية تقدمًا جزئيًّا في محيط حي 3000 غربي حلب.
ونقلت منصة "شاهد عيان" التي تتمتع بصلات جيدة داخل مدينة حلب المحتلة عن مصادر طبية في مشفى الموكامبو العسكري، أن المشفى استقبل اليوم فقط 57 جثة لعناصر قوات الأسد، بينهم ضباط، وحوالي 160 جريحًا، في حين أكدت المنصة أن 5 ضحايا مدنيين على الأقل سقطوا في حي المشارقة المحتل، نتيجة إطلاق قوات الأسد للرصاص بشكل عشوائي.
ما أهمية حي 3000؟
مصادر عسكرية في غرفة عمليات فتح حلب أكدت لشبكة ""، أن الفصائل استفادت من تجربة المعركة السابقة، ولم يعد هدفها فتح ثغرة صغيرة ومكشوفة باتجاه أحياء حلب الشرقية يسهل استهدافها من قبل الطيران، وإنما وسعت نطاق عملياتها ليشمل عدة ضواحٍ كبيرة في مدخل مدينة حلب الغربي، التي ستؤدي السيطرة عليها إلى انهيار نظام الأسد في حلب بشكل كامل، مما يفسر ضراوة المعارك وشراستها، واستماتة قوات الأسد على عدم خسارة المزيد من الأحياء، بعد خسارتها لضاحية الأسد وقرية منيان.
وأكدت المصادر أنه في حال سيطرة الفصائل على حي 3000، ستصبح السيطرة على أرض الصباغ تحصيل حاصل، مما يعني عزل القطع العسكرية والطرق التي يعتمد عليها النظام في سيطرته على مدينة حلب عن باقي الأحياء الغربية، والمقصود هنا بالتحديد طريق الراموسة والأكاديمية العسكرية، ومنطقة الكليات، وسيعني هذا الأمر بالضرورة فك الحصار عن حلب، بالإضافة إلى انقلاب الطاولة على نظام الأسد ومحاصرة قطعه العسكرية، تمهيدًا لاقتحامها في مراحل لاحقة.
النظام في حالة دفاعية
قبل أسابيع قليلة من تجدد هجوم الفصائل العسكرية على غربي حلب، كان نظام الأسد يسعى لمزيد من التوغل في أحياء حلب الشرقية، منتشيًا بسيطرته على طريق الكاستيلو، ثم مخيم حندرات، إلا أن هجوم فصائل المقاومة السورية العنيف خلال الأيام الماضية حوَّل قوات الأسد والميليشيات الإيرانية واللبنانية المساندة لها إلى موقف المدافع والمتشبث بالسيطرة على أهم قلاعه في المدينة، التي تعتبر بمثابة "رأس الأفعى"، وضربها سيترك الجسد متفرقًا وسهل الانهيار.
وتسجل معارك حلب استمرارًا لليوم الثامن على التوالي، حيث تمكنت الفصائل قبل عدة أيام من السيطرة على ضاحية الأسد وقرية منيان، لتركز هجماتها على حي 3000 وحي حلب الجديدة، وهي مناطق تتصف بكبر مساحتها، وشدة وصلابة أبنيتها، حيث تتمترس فيها قوات الأسد والميليشيات الإيرانية بشكل عنيف، فهل ستشهد الأيام القادمة المزيد من الأخبار السيئة لتلك الميليشيات؟.