آخر معاقل الثورة غرب دمشق إلى إدلب


مهند شحادة

أكدت مصادر إعلامية من خان الشيح لـ (جيرون) أن مفاوضات تجري بين فصائل المعارضة المسلحة، من جهة، والقيادة العسكرية للنظام، من جهةٍ ثانية، قد ينتج عنها تهجير الثوار وعوائلهم إلى مدينة إدلب شمال البلاد، موضحة “أنه لا معلومات أكيدة حتى اللحظة، وكل المؤشرات تدل بأن آخر معاقل الثورة في الريف الغربي لدمشق ينتظره مصير التهجير القسري”.

تأتي هذه المفاوضات بعد أن صعّد النظام وحلفاؤه من الحملة العسكرية على المنطقة التي تضم بلدات (خان الشيح، المقيليبة، زاكية، الديرخبية) منذ أكثر من شهر واستطاع خلالها السيطرة على الديرخبية سيطرة كاملة تقريبًا، وقطع خطوط إمداد ومواصلات المعارضة بين تلك المناطق وحصار كل بلدة على حدة.

بحسب ناشطين من المنطقة، فإن كل من بلدتي (زاكية والمقيليبة) وافقتا على عرض النظام بالتهدئة الأمر الذي ترك خان الشيح وحيدةً أمام أعنف الحملات العسكرية للنظام، مستخدمًا كافة أنواع الأسلحة ومدعومًا بسلاح الجو الروسي، وهو ما أكدته (غرفة مجاهدي الغوطة الغربية) مشيرةً أن النظام استهدف المنطقة بمئات البراميل المتفجرة، وصواريخ أرض- أرض وقذائف المدفعية، وصواريخ تحمل مادة النابالم الحارق.

هذا التصعيد الميداني رافقه أوضاع إنسانية سيئة جدًا، خاصةً على المدنيين في مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين الذي يضم نحو 15 ألف إنسان بينهم ثلاثة آلاف طفل على الأقل يعانون حصارًا مطبقًا نتج عنه ندرةً في المواد الغذائية وانعدام لحليب الأطفال وأي مؤهلاتٍ للرعاية الطبية.

من جهته قال الناشط الإعلامي أبو ريان لـ (جيرون): “الأوضاع الإنسانية صعبة جدًا، ولا يمكن وصفها، وكذلك هي الأوضاع الميدانية حيث استطاع النظام التقدم إلى عمق (تجمع خان الشيح) والسيطرة على مقارٍ رئيسة لفصائل المعارضة المسلحة، بعد معارك شرسة أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من المدافعين، إضافةً إلى خسائر فادحة على صعيد الأرواح والعتاد في صفوف القوات المهاجمة، وهذه الوضع أدى إلى استئناف المفاوضات بين الجانبين وفق عروض مشابهة لما تم في داريا والمعضمية، ما يعني أن التهجير هو ما ينتظر هذه المناطق، دون تأكيدات ناجزة بهذا الشأن وفق تعبيره”.

أوضح أبو ريان بأن الثورة في دمشق وريفها تمر بأسوأ مراحلها، مشددًا على أن المسؤول الأول والأخير فيما وصلت إليه الأمور هو “تخاذل الثوار”، وعدم نصرتهم لبعضهم بعضًا، لافتًا إلى أن فصائل المعارضة داخل القنيطرة وعدت أكثر من مرة بفتح معارك؛ لتخفيف الضغط عن خان الشيح والغوطة الغربية، إلا أن “كل تلك الوعود كانت كاذبة”، على حد قوله.

هذه التطورات الميدانية تأتي بالتزامن مع معلومات متواترة عن أكثر من مصدر ميداني، تفيد بأن ما يجري في ريف العاصمة الغربي هو جزء من اتفاقٍ روسي إسرائيلي بالتنسيق مع النظام، يقضي بأن تكون المنطقة الممتدة على طول أوتوستراد السلام الدولي وصولًا للحدود الإسرائيلية خاليةً من “الثوار” وتحت إشراف موسكو بما يضمن أمن تل أبيب.

في حال صحت تلك المعلومات، من غير المستبعد أن تشهد محافظة القنيطرة جنوب البلاد، وربما درعا قريبًا، تصعيدًا عسكريًا شاملًا لاستكمال السيناريو المزعوم، وبعيدًا عن مدى صحة هذه الأنباء من عدمها، فإن تهجير خان الشيح -في حال تم- سيعني أن الغوطة الشرقية وما تبقى من معاقل الثورة في وادي بردى أمام احتمالات صعبة للغاية إذ بقيت وحدها في وجه العاصفة.




المصدر