أبٌ مكلومٌ بفلذة كبده التي أرداها (الشبيحة): قتلوا ابنتي أمام خلق الله جهاراً نهاراً‎‏


unnamed

حذيفة العبد: المصدر

حوادث القتل العمد على يد شبيحة النظام تكاد تكون يومية في المناطق الموالية للنظام مختلف أنحاء البلاد، لكنّ هذه الجريمة قبل أيام، هزّت مدينة السلمية بريف حماة من الداخل، ولم يجرؤ أحدٌ ولو بالإشارة إلى الجاني.

“نور علي شباط” فتاةٌ لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها، كانت ضحية رصاص شبيحة النظام في المدينة، وهي في الشارع أمام الناس، لتخرّ صريعةً في حضن والدتها.

الوالد المكلوم بابنة الصف العاشر جنّ جنونه، “قتلوا نور أمام خلق الله جهاراً نهاراً”، ونفى ما ادعاه موالو النظام هناك بأن الرصاص الذي قتل الشابة كان عشوائياً، “لقد أطلقوا النار باتجاهنا، ثلاث رصاصاتٍ في السيارة”.

يقول الأب “علي شباط” عن جريمة قتل ابنته، بحسب أحد المصادر الموالية للنظام، “في الساعة الخامسة الا ربع من يوم الاربعاء 2/11/2016 خرجت ابنتي نور شباط وزوجتي من منزلنا في حي المنطار الشرقي في مدينة سلمية باتجاه السوق، وبعد تجاوزهما المنزل بحوالي 200 متر وفي الشارع العام اعترضتهما سيارة خاصة من نوع كيا ريو سماوية اللون وأطلقت عليهما ثلاث طلقات بشكل مباشر”.

“إحدى الرصاصات أصابت ابنتي نور في الرأس وقتلتها في ذات اللحظة، وكون المقذوف من النوع المتفجر فقد اصاب زوجتي أيضا بعدة شظايا في الوجه”، يقول “شباط” إن الناس في الشارع ركضوا في الشارع لإسعاف ابنته وزوجته بعد أن لاذت السيارة بالفرار، وكانت نور قد فارقت الحياة وقتها.

أما تقرير الطبيب الشرعي فقد جاء مؤكداً لرواية الأب، وناسفاً ما تم تداوله من أنها رصاصات طائشة، فكشف التقرير أن الإصابة كانت على بعد 6 أمتار برصاصة مباشرة في الرأس، دخلت من الجانب الأيمن وخرجت من الأيسر فوق الأذن.

وعن إمكانية معرفة القاتل أو لوحة السيارة قال الأب: بالتأكيد ان هناك من رأى القاتل والسيارة ولكن الخوف يمنع الناس من الحديث في ذلك، فالناس تخاف أن يكونوا هدفاً لهؤلاء المجرمين القتلة.

ويضيف المصدر الموالي الذي نقل عن “شباط” الرواية لما جرى، “التساؤلات المحيرة تدور في أذهان أبناء المدينة، من هؤلاء الزعران الذين أطلقوا النار على الفتاة في وضح النهار ولا يتجرأ أحد على الكلام عنهم؟، كما يمكن السؤال عمن كان وراء الترويج للحادثة على أنها رصاص طائش؟”.

وفي اتصالٍ لـ “المصدر” مع الشاب “طارق الجرف”، الهارب من مدينة السلمية إلى تركيا، قال إن كلّ من سمع بهذه الجريمة في مدينته يعرف أن القتلة ينتمون لميليشيا “الدفاع الوطني”، الذين يقفون وراء الكثير من الجرائم في المدينة ومحيطها، لكنه أبدى استغرابه في الوقت نفسه أن يكون هدفهم هذه الطفلة البريئة على حدّ وصفه.

ورجّح “الجرف” أن يكون القتلة أخطؤوا هدفهم بالفعل، متوقعاً أن يكون هدفهم أحد الشبيحة في المنطقة، لكن وجود “نور” في طريق الرصاصة كان كفيلاً بإنهاء حياتها. وقال إن حوادث القتل تصفيةً للحساب بين الميليشيات تكررت في مدينته.

وتابع الجرف الذي فرّ من التجنيد الإجباري: جريمة قتلٍ لكن بطريقةٍ أخرى حدثت في المدينة قبل أيام، حين عثر الأهالي هناك هلة جثة الشاب “علي حسين العلي” ابن بلدة “المبعوجة” القريبة، وذكر موالون إنه قاتليه استدرجوه في مدينة السلمية ثم قتلوه دون الإفصاح عن دوافع الجريمة أو مرتكبيها.

ولدى سؤالنا عن طبيعة عمل الجناة والضحية في قضية قتل الشاب القادم من المبعوجة، قال الجرف إنه يجهل تماماً طبيعة عمل الشاب الضحية، ولكنه يظنّ أن هذه الجريمة لا تتعدى سوى حادثة “تشليح”، فالقتلة استدرجوه إلى مكانٍ مجهولٍ وقد يكون معه مبلغٌ من المال تمّ سلبه.

وتأتي الجريمتين بعد مرور ما يقارب أربعة أشهر من اندلاع احتجاجاتٍ واسعةٍ في مدينة السلمية بسبب تجاوزات الميليشيات الموالية للنظام هناك، حين أقدم عناصر مجموعة تابعة لميليشيا يترأسها “مصيب سلامة” القيادي في ميليشيا الدفاع الوطني، على قتل ثلاثة شبان من أبناء المدينة وأصابوا آخرين بجروح، إثر إطلاق النار عليهم بشكل مباشر في مزرعة بالقرب من قرية زغرين بريف حماة الشرقي، على خلفية خلاف شخصي.

14502788_1093777617337508_6055557741562690340_n





المصدر