6 أفلام تؤرّخ لانهيار الجنيه أمام الدولار


عد شهور من الأزمات الاقتصادية، ووصول سعر الدولار في السوق السوداء الموازية إلى ضعف سعره في البنوك الرسمية، قرر البنك المركزي المصري، أخيراً، “تعويم الجنيه” رسمياً، ما أوصل سعره حتى الآن إلى 14 جنيهاً مصرياً، في كارثةٍ اقتصادية حقيقيّة بعد ارتفاع قيمته إلى 48% في غضون عام واحد.

سنحاول أن ننظر للأمر من زاوية أخرى تأريخيّة، تتناول قيمة الجنيه المصري أمام الدولار طوال 60 عاماً، وذلك من خلال 6 أفلام مصرية منذ عام 1950.

“المليونير” (1950)

أول تلك الأفلام التي ذكرت فيها قيمة الدولار الأميركي هو فيلم “المليونير”، ففي أحد المشاهد يتحدث “عاصم الاسترليني” إلى “جميز” (يقوم بالدورين إسماعيل ياسين)، فيقول له الأخير إن اسمه “جميز دولار”، فيسأله الآخر هل هذا هو اسم عائلته؟ فيجيب أن هذا راتبه، فهو يقبض دولاراً واحداً في اليوم، أي أن الدولار كانت قيمته 20 قرشاً.

“الرجل الثاني” (1959)

بعد 9 سنوات، شهدت ثورة وتأميم شركات وصناعة محلية وحرباً عالمية باردة والكثير من التغيّرات، تزايدت قيمة الدولار للضعف. ففي فيلم “الرجل الثاني”، للمخرج عز الدين ذو الفقار، والذي يدور في أجواء عصابات وتهريب وسوق سوداء، تعرض “سمارة” (الممثلة سامية جمال) على أحد رجال الأعمال الأجانب إمكانية تحويلها لأمواله إلى جنيهات مصرية في السوق السوداء، وعندما يسألها عن السعر، تقول إنها يمكن أن تغيّر الجنيه الواحد بدولارين ونصف الدولار، أي أن سعر الدولار في تلك اللحظة أصبح 40 قرشاً.

“البيه البواب” (1987)

لمدة 28 عاماً لم يأت ذكر الدولار وقيمته في الأفلام المصرية، قبل أن يأتي الفيلم الكوميدي “البيه البواب”، وفي حوار بين “عبد السميع” (أحمد زكي)، حارس العقار الساعي للصعود الطبقي، و”الأستاذ فرحات” (فؤاد المهندس)، أحد سكان العمارة.. يقول له الأول إن معه دولاراً واحداً، فيردّ الأخير بأن ذلك ثروة الآن فهو يعني 190 قرشاً. والملاحظة الاقتصادية المتعلقة بانهيار العملة بهذا الشكل (ارتفاع قيمة الدولار لثلاثة أضعاف في 37 عاماً إذا قارناه بسعره في “المليونير” وبضعفين عن سعره في “الرجل الثاني”) هي أن تراجع الصناعة المحلية في دولة عبد الناصر، وهزيمة 67، ثم حروب الاستنزاف وصولاً لأكتوبر، وأخيراً الانفتاح الاقتصادي، وعدم وجود منتجات مصرية للتصدير، أدى لانهيار واضح لن يتوقف بعد ذلك.

“بخيت وعديلة” (1995)

بعد سنوات قليلة من فيلم “البيه البواب”، تضاعف سعر الدولار مرة أخرى بشكل عال للغاية، ففي فيلم “بخيت وعديلة” عام 1995، يجد بطلا الفيلم، عادل إمام وشيرين، حقيبة ممتلئة بالدولارات، وفي أحد المشاهد يخبرها بأن “الرزمة الصغيرة المكونة من 10 آلاف جنيه تساوي ثروة، حيث تعني 33 ألف جنيه وشوية”، ما يعني أن القيمة قد زادت لتصبح 330 قرشاً بدلاً من 190 قرشاً عام 1987.

“أصحاب ولا بيزنس” (2001)

فيلم “أصحاب ولا بيزنس” كانت تدور أحداثه في عالم الإعلانات والمسابقات، عن طريق التنافس بين اثنين من المذيعين هما كريم نور وطارق السيوفي. وفي أحد المشاهد الختامية يقول طارق إن السؤال الأخير قيمة جائزته 10 آلاف دولار، “والدولار الآن قيمته 4 جنيهات”.

“عسل أسود” (2010)

قبل ثورة يناير مباشرة عرض فيلم “عسل أسود”، الذي ارتفع فيه الدولار جنيها ونصف الجنيه عما كان عليه في “أصحاب ولا بيزنس” قبل 9 سنوات. ففي أحد المشاهد يقول “مصري سيد العربي” (أحمد حلمي) للسائق “راضي” (لطفي لبيب) إنه سيعطيه “100 جنيه في اليوم”، فيرد السائق “50 دولار أفضل”، فيسأله “أليس الدولار بـ2 جنيه”، فيرد مرة أخرى أن “قيمته الحالية 5 جنيهات ونصف”، فيقول “مصري” إن “سعره زاد كثيراً”.



صدى الشام