تناقضات إيرانية


الاتحاد

بعد مرور 37 عامًا تقريبًا على اقتحام طلاب إيرانيين متشددين للسفارة الأميركية في طهران واحتجازهم رهائن هناك، ألقى المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي على طلاب إيرانيين خطبة نارية انتقد فيها المجتمع الأميركي وسياسته الخارجية. واختص خامنئي المرشحة «الديموقراطية» هيلاري كلينتون ومنافسها «الجمهوري» في السباق الرئاسي الأميركي دونالد ترامب بنقد خاص، مؤكدًا أن السباق الرئاسي الأميركي لهذا العام هو عرض من أعراض اضمحلال أميركا. وأعلن خامنئي قائلًا: «هذان المرشحان يظهران الواقع الكارثي الذي يتجاوز حتى ما كنا نقوله». ودأب خامنئي على مهاجمة ما يصفه بالإمبريالية الأميركية ومعاييرها المزدوجة، وأصر خامئني على رفض التفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة حتى في ظل المداولات المهمة التي أدت إلى الاتفاق النووي الذي أبرم العام الماضي.

وأكد خامنئي أنه شاهد المناظرات الرئاسية، ووجد أن تصريحات المرشحين «كافية لأن تقضي على سمعة الولايات المتحدة… تصريحاتهما دليل على دمار القيم الإنسانية في الولايات المتحدة»، لكن الجدير بالذكر هنا أن الحكومة الإيرانية ليست منارة مضيئة للحفاظ على حقوق الإنسان. لقد دأبت طهران على احتجاز صحفيين ونشطاء بناء على اتهامات ملفقة يتم إدانتهم بها ثم يصدر ضدهم عادة أحكام مطولة بالسجن.

كما أن الرئيس الإيراني حسن روحاني عبَّر عن رأيه بشأن الانتخابات الأميركية. والشهر الماضي، أعلن أن المرشحين الرئيسين هما «سيئ وأسوأ» دون أن يحدد من هو السيئ ومن هو الأسوأ. ولم تقتصر انتقادات خامنئي على المرشحين السياسيين، بل أزعجه فيما يبدو بشكل خاص ظهور الكراهية العرقية في الخطاب الانتخابي المثير للشقاق.

وأخذ خامنئي يقول: «سحق القيم الإنسانية وحقوق الإنسان بالأقدام والتمييز العرقي والعنصرية هي حقيقة المجتمع الأميركي». وربما ما لا يثير الاستغراب أن خامنئي وجه أقسى كلماته ضد المفاوضين الأميركيين الذين يسعون لتقييد طموحات إيران النووية. ووصف خامنئي هؤلاء المفاوضين بأنهم «كاذبون وغير محل الثقة ومخادعون ويطعنون في الظهر… التفاوض مع الولايات المتحدة لن يحل المشكلات. أولًا لأنهم يكذبون ولا يحترمون التعهدات ويخادعون الآخرين… وثانيًا لأن الولايات المتحدة نفسها في كارثة».

(*) كاتب أميركي




المصدر