on
شعاع الأمل… متطوعون ندروا أنفسهم لتعليم الأطفال قرب أخطر جبهات درعا
إياس العمر: المصدر
تعاني المناطق المحررة في درعا من صعوبات وتحديات شتى، يكاد يكون أبرزها ملف التعليم ولاسيما لدى الأطفال، نتيجة لضعف الإمكانيات وغياب الدعم بالإضافة للمشاكل النفسية لدى الأطفال الناتجة عن أستهدف قوات النظام و الميليشيات الطائفية للمناطق المحررة.
ويختلف الاهتمام من قبل الجهات المسؤولة عن ملف التعليم في محافظة درعا من منطقة إلى أخرى، متناسباً عكساً مع سخونة جبهات القتال، وهو ما انعكس على الأهالي في المناطق التي تشهد حالة اشتباكات مستمرة مع قوات النظام و ميليشياته.
مؤخراً اطلق عدد من الناشطين عدد من المشاريع الصغيرة لتفعيل المؤسسات التعليمية في المناطق التي تشهد ظروفا صعبة وكان أخر هذه التجارب ببلدة ( النعيمة ) شرق درعا التي تعتبر خط الاشتباك الاول مع قوات النظام بريف درعا الشرقي حيث أن الناشطين في بلدة أقدموا على أنشاء فريق ( شعاع الأمل ) من أجل تحسين الواقع التعليمي في البلدة .
وفي حديثٍ لـ “المصدر” قال لؤي محاميد، وهو مدير الفريق، إن المنظمات غابت عن بلدة (النعيمة) ولا سيما فيما يخص المجال التعليمي لأن تلك المنظمات لا تقوم بالمشاريع أو توزع المساعدات في المناطق الساخنة، لذلك تمّ إنشاء فريق شعاع الأمل التطوعي من أجل تدارك النقص الكبير في قطاع التعليم في البلدة وعكس الصورة النمطية للبلدة التي تصل للمؤسسات المهتمة بالتعليم.
وباشر الفريق عمله بإنشاء حضانة للأطفال لأنه يؤمن أنها القاعدة للسير في الطريق الصحيح، كون جميع مراكز رياض الأطفال أغلقت أبوابها منذ انطلاق الثورة.
وأضاف بأن الفريق لم يكن يتوقع أن تشهد هذه الفكرة تجاوباً وإقبالاً كبير من الأهالي ولكن الواقع كان مغايراً حيث أن الدار استقبلت أكثر من 75 طفلا في الشهر الأول من افتتاحها، وهي مجانية وتقوم على كادر من الشبان والشابات المتطوعين، والأهالي فقط يدفعون مبلغا رمزيا يخصص للمواصلات.
وحول ما يواجههم من تحديات ومصاعب، قال محاميد إن شحّ الدعم خلق لهم أزمةً في تأمين في تأمين ما يلزم لاستمرار العملية التعليمية، ومنها حالة الهلع والخوف لدى معظم الأطفال كون البلدة تتعرض لقصف شبه يومي، وهذا ما رتب على الفريق جهدا إضافيا لإخراج أولئك الأطفال من عزلتهم والعمل على انسجامهم مع باقي الأطفال.
وأردف بأن المشروع يعتبر خطوة أولى في طريق النهوض بالواقع التعليمي بالبلدة التي تعتبر من أسخن الجبهات في محافظة درعا حيث أن الشبان القائمين على الفريق مؤمنين بأن التعليم هو السلاح الأقوى في وجه آلة النظام الحربية ولأن النظام يهدف لنشر الأمية في المناطق الخارجة عن سيطرته لذلك يجب ألا تكون سخونة الجبهات هي سبب في نأي المنظمات بنفسها عن هذه البلدات بل على العكس من ذلك يجب على هذه المنظمات تقديم الدعم اللازم للنهوض بالواقع التعليمي.
ويستخدم النظام التعليم كسلاحٍ في وجه المناطق الثائرة في درعا حيث أنه أقدم على حرمان ثلاثة من أبرز المدن الثائرة من المدارس والتعليم في العالم 2013 بعد أن خرجت عن سيطرته وهي بصرى الحرير وأنخل ودرعا البلد. وقام الناشطون في تلك المدن بإنشاء فرق تعليمية لتعويض النقص الحاصل، وكان من أبرز تلك المشاريع مدارس “أجيال انخل” في مدينة انخل بشمال درعا، وكان ومعظم المتفوقون في شهادة التعليم الأساسي والثانوي في امتحانات الحكومة المؤقتة كانوا من تجمع مدارس أجيال إنخل للعام الدراسي الماضي.
المصدر