نازحو دير الزور يحفرون قبورهم في انتظار العبور إلى الحسكة

6 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016

رزان العمر: المصدر

حذر حقوقيون في دير الزور من أن النازحين من مناطق سيطرة تنظيم “داعش” في محافظة دير الزور يعانون أوضاعاً مأساوية أثناء توجههم إلى مدينة الحسكة، حيث توقفهم وحدات الحماية الكردية ضمن الحدود الإدارية للمحافظة وتجبرهم على المبيت في العراء في أجواء صحراوية تفتك برودتها بأطفال النازحين.

وقال ناشطو مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور، إن هؤلاء يعيشون أوضاعا معيشية وصحية على حاجز “رجم الصليبي” الواقع في مدخل مدينة الحسكة قرب بلدة الهول ومدينة الشدادي.

ويعتبر هذا الحاجز الذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب الحاجز الفاصل بين مناطق سيطرة تنظيم “داعش” في دير الزور ومناطق سيطرة قوات الحماية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) في محافظة الحسكة، ويضم الحاجز الذي يقع في منطقة صحراوية قاحلة خالية من السكان نحو 5600 نازح من محافظة دير الزور ومدينة الموصل العراقية عالقون في المنطقة.

ويقيم النازحون في العراء دون وجود لأي رعاية وعناية صحية طبية أو خدمية أو حتى خيام ينامون فيها، لذا أقدموا على حفر الأرض ووضع بعض الشراشف أو البطانيات عليها ليضعوا فيها الأطفال لحمايتهم من برد الصحراء القاحلة، بحسب المرصد.

واستدرك المرصد في تقرير له، “لكن تلك الطريقة لم تنجيهم من المناخ القاسي للمنطقة أو من برد الشتاء القارس”، حيث أكد أحد النازحين الذي تمكن من الخروج من ذلك المخيم هو وعائلته بعد أن قضوا نحو أسبوعين على حاجز رجم الصليبي بأن هناك بعض الأطفال صاروا يتبولون دما من شدة البرد، ولا يوجد أي رعاية طبية لأي شخص مهما كانت حالته الصحية سيئة، إضافة لانتشار بعض الأمراض المعدية بين الأطفال كالأمراض الجلدية والجرب.

هوياتٌ مصادرةٌ

وبحسب ما نقله ناشطو المرصد عن شاهدٍ استطاع الوصول إلى داخل محافظة الحسكة، فإن وحدات حماية الشعب تقوم بمصادرة هويات النازحين لإجبارهم على البقاء على الحاجز وعدم الفرار، إلا أن بعض العائلات استطاعت الهرب بعد أن أخفت هويات أفرادها وأعطتهم الوثائق العائلية (دفتر العائلة) فقط.

كفيل

وكانت الإدارة الذاتية التابعة لحزب (ب ي د) الكردي أصدرت في وقتٍ سابقٍ قراراً يمنع السوريين دخول مناطقها إلا بوجود كفيلٍ من قاطني المنطقة.

ولكن تأمين الكفيل لم يشفع لنازحي دير الزور المقيمين في العراء هناك، حيث قال الشاهد الذي لم يسمّه المرصد إن وحدات حماية الشعب لا تسمح لأي شخص بالمغادرة حتى بوجود كفيل، ورفضت خروج بعض العائلات رغم وجود كفيل، وهو سلوك جديد بعد أن كانت تسمح بالخروج بوجود الكفيل من داخل محافظة الحسكة.

في المقابل تسمح الوحدات الكردية لمن لديه حجز طيران من مطار القامشلي إلى دمشق بالعبور، ويتم الحجز عن طريق شخص متواجد في الحسكة أو القامشلي حيث يحجز تذاكر للأشخاص المتواجدين عند الحاجز ومن ثم يقدم تلك الحجوزات إلى الوحدات ليتم الموافقة على خروجهم في موعد السفر، فيما النازحون لا يستطيعون الحجز لمصادرة الوحدات لهوياتهم ودفاتر العائلة الخاصة بهم والحجز لا يتم إلا عن طريق الهوية.

أرقامٌ فلكية للعبور والطعام

وأكد أحد النازحين الذين تمكنوا من الخروج، بحسب المرصد الحقوقي، أنه دفع مبلغ 350 ألف ليرة سورية لعناصر تابعين للوحدات للسماح له ولعائلته بالخروج موضحا أن الوضع في الحاجز سيء للغاية، فلا يوجد شبكة اتصال ولا مساعدات غذائية أو طبية أو حتى ماء للشرب وللغسيل وللاستحمام.

ويقوم النازحون بشراء الطعام والماء من عناصر وحدات حماية الشعب بأسعار خيالية، حيث يقوم النازحون بشراء ليتر الماء ب600 ليرة وربطة الخبز ب1500 ليرة، فيما دفع أحد النازحين 700 ليرة من أجل استحمام ولديه في العراء ، وبالنسبة للاتصالات من الهواتف فان النازحين يضطرون لدفع مايقارب 10 آلآف ليرة للدقيقة ، وطلب من بعض العائلات مبلغ 2000 دولار لقاء تهريبهم من الحاجز.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]