‘باحث فرنسي: الاتفاق اللبناني جاء على مبدأ لا ربح ولا خسارة وإنهاء الحرب بسورية مازال بعيد المنال’

7 نوفمبر، 2016

يرى الباحث الفرنسي، المختص في شؤون العالم العربي “نيكولا دي بويار”، أن الاتفاق السياسي الأخير في لبنان الذي أفضى إلى انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية وسعد الحريري رئيساً للوزراء، جاء لـ”تجنب الحرب الأهلية”، ووفق قاعدة “لا ربح. لا خسارة”.

وقال “دي بويارك”، في حوار: “هناك اتفاق لبناني – لبناني لتجنب الحرب، ولكن هناك كذلك إرادة دولية وإقليمية لأن لا تكون هناك حرب أهلية في البلاد”.

وأوضح: “لا فرنسا ولا الولايات المتحدة، تريد حرباً في لبنان، وكذلك الأمر بالنسبة لإيران والسعودية، فالطرفان إلى حد الساعة يبدو أنهما متفقان على أن تكون مناطق الصراع بينهما محصورة في سورية واليمن”.

ورأى “دي بويار”، أن انتخاب عون، رئيساً للجمهورية، والحريري، رئيساً للوزراء، جاء إثر “اتفاق سياسي بين الأطراف اللبنانية على قاعدة، لا ربح ولا خسارة”.

واستدرك قائلاً: “هذا لا يعني أن الصورة وردية في لبنان، هناك مشاكل كبيرة مازالت، كهشاشة الاتفاق السياسي، الذي وجهت له انتقادات كبيرة؛ من أهمها أنه اتفاق يساعد البلاد على تجاوز أزمة شغور منصب رئيس الجمهورية، ولكنه دون مضمون سياسي يساعد على معالجة المشاكل اليومية للمواطن، على رأسها القمامة في الشوارع”.

وتابع: “قطعاً سيكون هناك تدافع على تشكيل الحكومة والوزارات بين الأحزاب، وبشكل خاص على وزارات السيادة مثل الدفاع والداخلية”.

وقال “دي بويار”: “لن يكون الأمر سهلاً، ولكن هناك إمكانية كبيرة أن تصل الأطراف اللبنانية إلى اتفاق حول الحكومة المقبلة”.

وحول ردود أفعال القوى السياسية إزاء انتخاب زعيم التيار الوطني الحر، رئيساً للجمهورية، أشار المحلل السياسي الفرنسي إلى أن “عون، قريب من حزب الله، لهذا يعتقد الحزب، ويقول ذلك في خطاباته، بأنه انتصر، لأنه يدعمه منذ 2006، ولكن في نفس الوقت الحزب يقوم بتضحية، ويقبل بالحريري، رئيساً للوزراء، المعروف بمعارضته له”.

وأضاف “دي بويار”، في المقابل: “الحريري كذلك قدم تنازلات، وقبل بعون، المقرب من حزب الله، رئيساً للجمهورية”.

وحول الأسباب، التي ساعدت في الوصول إلى هذا الاتفاق، أوضح “دي بويار”: “في الحقيقة هناك تخفيض في حدة الاستقطاب السياسي في لبنان، بين قوى 8 آذار( تيار حزب الله وحلفاؤه)، و14 آذار (تيار المستقبل بقيادة الحريري وحلفاؤه)، منذ ما يقارب السنتين، شهدنا مصالحة بين ميشال عون وسمير جعجع (زعيم حزب القوات اللبنانية)، تم تتويج المصالحة بين الرجلين في يناير/كانون الثاني 2016، وهو ما يعتبر اختراق سياسي كبير بين الجبهتين”.

ويواصل “دي بويار”: “خلال الانتخابات البلدية الأخيرة، التي جرت في مارس/آذار 2016، رأينا تحالفات وقوائم مشتركة تضم أطرافاً سياسية متصارعة، هناك كذلك طاولة الحوار الوطني، والحوار الأمني، كل هذه الأمور خففت من الاستقطاب السياسي الذي بدأ في 2005، وعرف ذروته في 2007 و2008، والذي خلف احتقاناً طائفياً شديداً”.

وقدر “دي بويار”، أن “النخبة وجدت آليات حوار سمحت لها بتجاوز أزمة الرئاسة وتجنيب البلاد مزيداً من الفراغ الدستوري وعدم الاستقرار”.

وحول كيفية وصول النخب اللبنانية إلى هذه الآليات، قال المحلل الفرنسي، إنها “جربت الحرب، وتعرف أنها لن تربح منها شيئاً، ولن يكون فيها منتصر، وأنها ستكون مكلفة جداً، وبالتالي تتجنب اليوم عدم الاستقرار والتجاذبات السياسية والاحتقان الطائفي الذي يمكن أن يذهب بهم إلى حرب أهلية”.

وفاز عون، الإثنين الماضي، برئاسة لبنان بعد حصوله على 83 صوتاً من أصوات النواب الـ127، الذين حضروا الجلسة، وهم كل النواب باستثناء نائب واحد قدم استقالته.

وبدأ الحريري، الجمع الماضي، استشارات مع النواب في مقر المجلس النيابي وسط بيروت، للبحث في توزيع الحصص والحقائب الوزارية، وفور تكليفه بتشكيل الحكومة، تعهد الحريري بتأليف حكومة وفاق وطني.

وحول إمكانية أن نرى توافقات سياسية في دول تعاني انقسامات طائفية، مثل سورية والعراق، أوضح “دي بويار” أن “الوضع في سورية سيكون صعباً للأسف، كل المؤشرات تفيد أن الحرب مستمرة، قد يكون هناك اتفاق؛ ولكنه يبدو بعيد المنال”.

ويرى “دي بويار”، أن أسباب استمرار الحرب في سورية تعود لأن “موازين القوى غير واضحة ولا ناضجة بعد، وأن مآلات معركة حلب مازالت غير معروفة. كما أن مآلات الصراع السعودي-الإيراني في المنطقة مازال غير معلوم بعد”.

وحول الوضع في العراق أشار الباحث الفرنسي، إلى أن “الخارطة السياسية تبدو فيه أوضح؛ فإيران تسيطر على البلاد من خلال عدد من القوى الشيعية العراقية”.

وتساءل “دي بويار”، عما إذا سيكون هناك عقلانية من إيران ومن القوى الشيعية في سياساتهما الطائفية ضد السنة في العراق؟.

واستدرك: “على أن يكون هناك حد من السياسات الطائفية التي ذهب فيها (رئيس الوزراء العراقي السابق نوري) المالكي بعيداً ضد السنة، وإلا فإن الأسباب التي أوجدت داعش في العراق ستبقى لسنوات طويلة”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

7 نوفمبر، 2016