إلى الرقة.."قوات سورية الديمقراطية" تحصن مواقعها وتركيا تتخذ إجراءاتها لمنع "الجماعات الخطأ" من المشاركة


في قرية "أبو علاج" التي تشكل خطوط الجبهة الخلفية في معركة الرقة، يستخدم عناصر من "قوات سورية الديموقراطية" جرافات لحفر الخنادق ويعمل آخرون على إقامة سواتر ترابية لحماية قرى سيطروا عليها من السيارات المفخخة.

وغداة طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من هذه القرية الصغيرة ذات الشوارع الرملية والمنازل الطينية المدمرة، ينهمك مقاتلون في صفوف "قوات سورية الديموقراطية" في تحصين مواقعهم الجديدة.

وتعمل جرافات صفراء اللون على حفر الخنادق في محيط القرية في حين يتولى مقاتلون إقامة سواتر ترابية.

وتقدمت "قوات سورية الديموقراطية"، وفق "جيهان شيخ أحمد" المتحدثة باسم حملة "غضب الفرات": " 12 كلم من محور بلدة سلوك (80 كلم شمال الرقة) و11 كلم من محور بلدة عين عيسى (50 كلم شمال الرقة)". وتبعد "أبوعلاج" عدة كيلومترات جنوب بلدة عين عيسى.

واعتاد "تنظيم الدولة" على اللجوء إلى استراتيجية السيارات المفخخة والألغام لإعاقة تقدم خصومه بدلاً من خوض معارك مباشرة.

وفي غضون 24 ساعة، أحصت حملة "غضب الفرات" إرسال التنظيم سبع عربات مفخخة على الأقل من دون أن تبلغ أهدافها.

وفيما تخلو قرية "أبو علاج" من السكان، تمر عربات "قوات سورية الديموقراطية" مسرعة في شوارعها الترابية وعلى متنها مقاتلون باتجاه مناطق الاشتباكات.

وتشكل القرية استراحة للمقاتلين العائدين منهكين من الجبهة والغبار يغطي ثيابهم ووجوههم. يجلس اثنان منهم على الأرض يسندان ظهرهما إلى حائط منزل قديم وإلى جانبهما بندقية.

ويتجول مقاتلون آخرون بين الركام، بعضهم يضع على رأسه شالاً كردياً تقليدياً ملوناً وآخرون يلفون وجوههم بشالات سوداء أو بنية اللون. وعلى مقربة منهم، يقف أحد المقاتلين على تلة صغيرة من الأنقاض، يحمل بندقيته ويراقب عن بعد أعمدة الدخان المتصاعدة من مكان غير بعيد.

وفي أجواء القرية، تحلق ومن دون توقف طائرات التحالف الدولي التي تعمل على رصد تحركات مقاتلي "تنظيم الدولة" وسياراتهم المفخخة تمهيداً لاستهدافها. وبعدما تقصف طائرة هدفاً للتنظيم، تتصاعد أعمدة من الدخان الأسود من الممكن رؤيتها بوضوح من القرية التي تصل إليها أصداء الاشتباكات بين الطرفين.

يضع أبو يزن (38 عاماً)، قائد "لواء ثوار تل أبيض" المشاركة في هجوم الرقة، على رأسه كوفية بيضاء وسوداء اللون تقيه حرارة الشمس. ويقف بلباسه العسكري فوق أنقاض أحد المنازل المدمرة، ويقول: "نظفنا هذه المنطقة البارحة، وفي هذه القرية كانت هناك سيارات مفخخة لداعش حاولت الهجوم علينا قبل أن تنفجر، وأخرى حاولت التقدم نحونا إلا أن الطائرات استهدفتها وفجرتها". وتابع بحماس "خلال أيام إن شاء الله سنقطع الطريق إلى الرقة".

وفي عربة عسكرية، يتنقل المقاتل في صفوف "قوات سورية الديموقراطية" فاضل أبو ريم (40عاما)، مشيراً بيده إلى المناطق التي طرد التنظيم منها مؤخراً.

ويضيف إن "محور جبهتنا من عين عيسى باتجاه تل السمن (26 كلم شمال الرقة) هذا هو خط جبهتنا في حملة غضب الفرات لتحرير محافظة الرقة".

من جهته قال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" اليوم إن بلاده تريد ضمان عدم مشاركة "الجماعات الخطأ" في عملية طرد "تنظيم الدولة" من مدينة الرقة السورية وإن العملية ستبدأ في غضون أسابيع.

وأضاف "جاويش أوغلو" خلال مؤتمر صحفي أن الولايات المتحدة أبلغت تركيا بأن تلك الجماعات، في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب الكردية"، ستشارك فقط في حصار الرقة دون أن تدخلها.

لكن الوزير أضاف أن تركيا بدأت في "اتخاذ إجراءات" بعدما لم يتمكن شركاؤها من الوفاء بتعهدات سابقة في مدينة منبج السورية التي طالبت تركيا مراراً بانسحاب "وحدات حماية الشعب" منها.

ويثير دعم واشنطن لتلك الوحدات غضب أنقرة التي تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور. كما أن أنقرة قلقة من أن يؤجج تقدم تلك الوحدات في سورية تمرداً كردياً مستمراً في تركيا منذ ثلاثة عقود.




المصدر