‘عضو الهيئة الاستشارية في (الوطني الكردي) لـ (المصدر): لهذه الأسباب لم يعقد مؤتمر المجلس’

8 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016

7 minutes

سيهاد يوسف: المصدر

في ظلّ هذه الظروف الحرجة التي تمر بها الساحة السورية عموماً والكردية خصوصاً يأتي الحديث عن انعقاد المؤتمر الرابع للمجلس الوطني الكردي الذي حالت أسبابٌ عدّة دون انعقاده وتأجيل موعده عدة مرات.

وفي اتصال هاتفي لـ “المصدر” مع عضو الهيئة الاستشارية في الحزب “الديمقراطي الكردستاني – سوريا” في مدينة رأس العين (حكمت محمد) وقف على أهم الأحداث والمستجدات على الساحتين السورية والكردية، ومن خلالها عبر محمد عن موقفه من بعض القضايا الضبابية التي تكتنف سياسة المجلس، والظروف التي حالت دون انعقاد مؤتمره.

ما الذي يؤخر انعقاد المؤتمر الوطني الرابع للمجلس الوطني الكردي؟

إن انعقاد المؤتمر الرابع للمجلس مرهون بالظروف الذاتية والموضوعية في الوقت الحالي، فالمجلس بحاجة إلى ترتيب البيت الداخلي الكردي بداية ومحاولة خلق أرضية للتوافقية، بين الأطراف المؤتلفة وربط هذا التوافق مع المحيط الكردي، كما أن هناك أعضاء فاعلين من قيادات المجلس معتقلين لدى حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، ولن يتمكن أخرون من الحضور بسبب نفيهم إلى خارج الوطن من قبل إدارة أمر الواقع (PYD).

كما أن للظرف الموضوعي دور لعدم وضوحها في الوقت الحالي وانشغال الجميع بالحرب على تنظيم (داعش) في كل من سوريا والعراق، وأقصد به أخر معقلين للتنظيم (الموصل والرقة)، وعقد مثل هذا المؤتمر في الظرف الحالي لن يجلب أي تغيير جوهري، إلا لعد أن تتحرر كلا المدينتين الاستراتيجيتين بالنسبة للتحالف الدولي، والمهمتين للتنظيم.

ولا بدمن القول أيضاً بشأن انعقاد المؤتمر بأن غالبية القرارات المهمة تتخذها الأحزاب لذلك فعلى الأحزاب المتبقية في المجلس أن تتوافق في هذه المرحلة حتى تهيئة الظروف لانعقاد مؤتمره.

يبدو بأن لا دور فعلي للمستقلين أو التنسيقيات في مفاصل المجلس وقراراته.

سأبدأ من دور التنسيقيات، لا بد من الاعتراف بان التنسيقيات كانت موجودة وفاعلة في مرحلة معينة من المراحل في مناطقنا وهي مرحلة التظاهرات والثورة السلمية، أما بعد أن تحولت الحالة السورية والثورة إلى عسكرية فإن الأمر بات مختلفاً ولم تعد لتلك التنسيقيات أي دور يذكر في المرحلة الحالية ولم تعد موجودة على الأرض في المناطق التي يسيطر عليها أو الخاضعة لنفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي.

أما بالنسبة للمستقلين فإن وجودهم كأشخاص غير منظمين ضمن أطرِ وتنظيماتِ سياسية موجودة، ولكن من حيث التوجه والفكر فإن هؤلاء المستقلين مرتبطين بتوجهات سياسية معينة لبعض الأحزاب.

ما هو مستقبل العلاقة بين كلِ من المجلس الوطني (ENKS) وحركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM) برأيك؟

إن وجود الصراع بين الطرفين يبدو بأنها أيضاً تأتي في سياق الضرورة المرحلية وهو ما يتعلق بوجود الصراع بين أقطاب الصراع على المستوى الاقليمي والدولي وحتى المحلي السوري.

أما في المرحلة القادمة وربما في المستقبل القريب وبخاصة بعد تحرر كل من (الرقة والموصل) سيتغير الوضع حتماً لأن الموضوع لن يعد يتعلق بالطرفي الصراع  ENKS وTEV-DEM ولن تنحصر بهما وإنما سيتعدى ذلك إلى تفاهمات تتجاوز الحدود السورية سواء أكانت هذه التفاهمات (كردستانية أو اقليمية أو دولية) أي أن تلك التفاهمات ستكون على أساس المصالح وتقاطعها.

لننتقل إلى المعارضة السورية ومواقفها والتي أنتم جزء منها، هل يمكن القول بأن ما تقوم به المعارضة السورية في الوقت الحالي متوافقٌ مع الشعارات التي قامت من أجلها الثورة السورية؟

لا، فحالياً لا وجود للمعارضة السورية على الأرض لأنها ربطت نفسها ومصيرها مع مصير وأجندات الدول الكبرى والاقليمية المحيطة بسوريا، وقد ساهمت هذه الدول في تشتيت المعارضة أكثر من ذي قبل، وهذا لا يعني في مطلق الأحوال عدم وجود معارضين من الشعب في مصلحة الشعب هو التخلص من نظام يقوم بقتل وتشريد مواطنيه على مدى ست سنوات.

وربما ستنعكس هزيمة داعش في كل من وسوريا والعراق على مصالح بعض الدول الفاعلة في الصراع، وهو ما سيفرض حالة من تقاطع المصالح بينها، وستتغير المواقف وفقاً لمصالحها، لأن الأهمية هي للمصالح وليس للمواقف التي تتغير بين مرحلة وأخرى، فمثلاً تغير مواقف الدولة التركية وفقاً لمصالحها فبعد أن كانت تقول لن نسمح بتكرار حماة ثانية وحلب ثانية، تكررت حماة ومدن أخرى لعشرات المرات تحت سمعها وبصرها، وباتت تتدخل تركيا عسكرياً الآن بمجرد اقتراب أو محاولة ربط قوات سوريا الديمقراطية كل من (كوباني وعفرين).

إذاً ما هو مشروعكم أو هل تبقّى لكم مشروع لمستقبل سوريا والكرد فيها؟

مشروعنا يتوافق مع طموحات وآمال الشعب السوري ومن ضمنه الكردي وتمس قضاياه كلها ” السياسية والاجتماعية والثقافية ” فبعد هذا القتل والتدمير والاعتقالات والتضحيات لا يمكن أن تعود سوريا  كما كانت دولة مركزية يتملك قرارها شخص أو عائلة أو عدد من الأفراد، وهذا يفرض على الجميع العودة لعقد مؤتمر وطني شامل لخلق تفاهمات والتوافق على الحل المناسب والذي هو برأينا يكمن في قيام (دول تعددية ديمقراطية فيدرالية )  لا تتجاهل فيها إحدى المكونات مهما كبرن المكونات الأخرى ، فسوريا ستبقى لوحة فسيفسائية بعدى ألوان لا يسيطر عليها لون معين.

في الآونة الأخيرة لجأت السلطات التركية إلى اعتقال عدد من البرلمانيين الكرد من حزب الشعوب الديمقراطية ويبدو أن هناك صمت من قبل المجلس؟

لا بالمطلق فالاعتقال مدان ومحل استهجان كما ان اعتقال البرلمانيين من حزب الشعوب الديمقراطية هو انقلاب على الشرعية البرلمانية والديمقراطية والدستورية، وكان على الرئيس التركي أن يكون حريصاً علة الشرعية مثلما كان حريصاً على انتخابه شرعياً أثناء وقوع الانقلاب العسكري الفاشل عليه في الصيف الماضي، لا أن يقوم بتقليد العسكر في الانقلاب على المؤسسات الشرعية.

كما أن مثل هذه الاعتقالات تأتي في سياق السياسة التركية التي تستهدف الحقوق القومية للشعب الكردي في تركيا ومن الجانب الآخر على حزب الشعوب الديمقراطية ومؤيديها أن يلجؤوا إلى الأساليب السلمية الديمقراطية لمواجهة السياسات القائمة.

وبهذه المناسبة أيضاَ أدعو العقلاء في حزب الاتحاد الديمقراطي وكل الغيورين على مصلحة الشعب الكردي لإطلاق سراح معتقلي الرأي والمناضلين من قيادات المجلس الوطني الكردي من سجونها.

وأشكر موقع “المصدر” على إتاحة هذه الفرصة وإلقاء الضوء على الواقع الكردي ليكون القارئ السوري مطلع عليها.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]