‘نحن لسنا في سيطرة كاملة:’
8 نوفمبر، 2016
أحمد عيشة
على الرغم من العقبات، الولايات المتحدة تخطط لعملية ضد الدولة الإسلامية في سورية
يستكشف عضو من قوات سورية الديمقراطية بلدة منبج، سوريّة، في 25 أيلول/ سبتمبر بعد طرد الدولة الإسلامية منها في آب/ أغسطس، حيث ستتجه الجماعة المدعومة من الولايات المتحدة، إلى الرقة القريبة. (أيهم المحمد/ وكالة الصحافة الفرنسية/ صور غيتي)
تتسابق إدارة أوباما لتسوية المسائل التي يمكن أن تُفشل الهجوم المخطط ضد الدولة الإسلامية في الرقة، المدينة السورية، حيث قال عنها وزير الدفاع آشتون كارتر، إنها ستبدأ “في غضونِ أسابيعٍ. . . وليس عدة أسابيع”.
وعزا مسؤولون كبار في الادارة الأميركية الحاجة الملحة الموصوفة حديثا إلى دور الرقة الرمزي كـ: “عاصمة الخلافة” التي يزعم المحاربون ورجال الاستخبارات أنها تشير إلى أنها مركز تخطيط الدولة الإسلامية لهجماتٍ إرهابية في أوروبا والولايات المتحدة.
لكن المسؤولين اعترفوا بوجود مشاكل كثيرة يمكنها أن تعرقل الهجوم، بما في ذلك الحاجة إلى جمع وتدريب قواتٍ سوريةٍ إضافية، لكن الأمر الأخطر هو الإشارة إلى الديناميات الانفجارية بين حليفين: تركيا والمقاتلين الأكراد السوريين، الذين يشكلون الجزء الأكبر من القوة الهجومية الحالية.
“هذه هي واحدة من الحالات التي على تماس معها ولنا تأثير على كل الجهات الفاعلة فيها. قال أحد المسؤولين الكثيرين الذين ناقشوا العملية شريطة عدم الكشف عن اسمه ليتحدث بصراحة عن تخطيطها ومخاطرها المحتملة.
وافق الرئيس أوباما على خطة الرقة، في لقاءات مع كبار مساعديه لشؤون الأمن القومي في أوائل تشرين الأول/ أكتوبر، لكن المخاوف بشأن المشاكل التي لم تُحل بعد، ثبطت الآمال الأولية بأن الهجوم يُمكن أن يحدث بالتزامن مع العملية الكبرى لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل العراقية التي بدأت قبل أسبوعين.
وصف الجنرال ستيفن تاونسند، القائد الأميركي للتحالف ضد الدولة الإسلامية خطة الرقة الحالية بأنها “متداخلة” مع الهجوم على الموصل. وقال في الأسبوع الماضي، “نريد أن نضغط على الرقة”، حيث أن المسلحين الفارين من الموصل لم يتبقَ لهم “مكانٌ مناسبٌ يلجؤون إليه،” بعد توضيح كارتر للتوقيت خلال مؤتمرٍ صحفي في مقر حلف شمال الاطلسي.
سحبت وزارة الدفاع الأميركية، على الأقلِ موقّتًا، طلبًا مثيرًا للجدلِ لتوفير شحنات الأسلحة مباشرةً إلى وحدات حماية الشعب الكردية، والمعروفة باسم YPG، التي تشكل الجزء الأكبر من قوات سورية الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي من المقرر أن تقوم بالهجوم على الرقة، وتأجل النظر في الأسلحة، كما قال مسؤولون، لأن الخطط الأولية لتطويق المدينة من خلال السيطرة على القرى المحيطة بها، وعلى طرق الوصول لا يتطلبان أسلحةً إضافية، وبسبب النزاعات مع تركيا التي لا تزال من دونِ حلّ.
تَعُدّ تركيا -عضو حلف الناتو، وجزء من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية- YPG قوةً إرهابيةً متحالفةً مع الحركة الانفصالية الكردية في تركيا، ويزداد قلقها لأن الأكراد السوريين، المدعومين بقوة من الولايات المتحدة، قد سيطروا على جزء كبير من الحدود السورية التركية من المسلحين.
في آب/ أغسطس، بعد أن طردت قوات سورية الديمقراطية وعمادها قوات YPG، الدولة الإسلامية من مدينة منبج، شمال غرب الرقة، نفّذت تركيا ضرباتٍ جوية وشنت هجومًا بريًا عبر حدودها ضد الأكراد.
ومنذ ذلك الحين، احتلت القوات التركية مع قوةٍ قوامها نحو ألفٍ من المقاتلين العرب من فصائل الجيش السوري الحر شريطًا بعمق 15 ميلًا على طول الحدود داخل سورية. وقال مسؤولون أميركيون إنَّ الهدف التركي هو خلق مساحة 5000 ميل مربع خاليةٍ من الدولة الإسلامية والأكراد، بما في ذلك المدن الشمالية الغربية: الباب وإعزاز وجرابلس.
قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في تصريح يوم الخميس إنّه ما إن تستولِ قواته على مدينة الباب من الدولة الإسلامية، حتى تبدأ الخطة التي تليها، وهي التقدم نحو الرقة.
وأكمل قائلًا في تصريحات علنية في ذات اليوم بأنَّه حثَّ أوباما في مكالمةٍ هاتفية في الليلةِ السابقة على عدم إشراك قوات YPG في الهجوم على الرقة، وقال “تشاركنا خططنا معه”. وأضاف “قلنا: تعالوا، دعونا نطرد معًا داعش من الرقة.” داعش والدولة الإسلامية في العراق والشام هما مصطلحات بديلةٌ للدولة الإسلامية.
وصف مسؤولو الإدارة الدعوة بشكلٍ مختلف، وقالوا إنَّ أوباما أوضح لإردوغان بعباراتٍ لا لبسَ فيها بأنَّ القرار قد اتُّخذ لإطلاق المرحلة الأولية من الهجوم والهادفة إلى عزل الرقة، وذلك باستخدام قوات سورية الديمقراطيةSDF، التي تهيمن عليها قوات YPG، بوصفها القوة الوحيدة القادرة على النجاح، حيث ستعمل الولايات المتحدة على السيطرة على الأكراد، ولكن تركيا مضطرةٌ إلى دعم العملية المدعومة من التحالف أو البقاء جانبًا.
أكد تاونسند، على النقطة نفسها في مؤتمر صحفي يوم الخميس، قائلًا: إنَّ معركة تركيا ضد القوات الكردية، “ليست مفيدة للتحالف، ونحن نطلب من أعضاء التحالف الامتناع عن القيام بنشاطٍ لا يركز على هزيمة داعش.”
بقدر انضمام تركيا إلى الهجوم على الرقة، قال تاونسند: “نحن سنرحب بمساهمة أي أمةٍ تريد أن تكون جزءًا من التحالف”. ولكنه قال: “لا يُمكن أن تأتي بمجموعةٍ كاملةٍ من الشروط والقيود. عليهم أن يكونوا على استعدادٍ لعمل كلَّ ما يحتاجه التحالف.”
“التهديد لحملة الرقة هو أقل من القوات المدعومة من تركيا [. . .] التي تسابق قوات سورية الديمقراطية (قسد)، بحسب ما قال مسؤول كبير. “ما الذي يمكن أن يعرقل ذلك هو ما إذا كان هناك معركة أو جدال كبير بين العرب والأكراد [. . .] يحتمل أن تكون حول الباب التي تخلق جلبة كبيرة” وتقلّل على حد سواء من المقاتلين ومن التركيز على هجوم الرقة.
يتعقد الوضع أكثر، والانفجار محتملٌ في الباب وحولها القريبة من حلب، حيث الحرب الأهلية في سوريّة مشتدة بين المتمردين والقوات الحكومية وحلفائها الروس والإيرانيين، “وهناك كثير من القوات يمكن أن تتصادم” حسبما ذكر المسؤول.
وقال المسؤول، من المتوقع أن تستغرق عملية تطويق الرقة نحو شهر. و”المرحلة المقبلة هي تضييق الخناق،” ثم “سترون آلافًا من الناس تتجه نحو الجنوب،” نحو المدينة.
وقال مسؤولون إن أعداد قسد نحو 50،000 مقاتل، معظمهم من الأكراد ولكن بينهم نحو 10،000 من العرب والتركمان والمسيحيين.
يقدّر المخططون أن ما يصل إلى 10،000 مسلحٍ يمكن أن يتجمعوا داخل الرقة بحلول ذلك الوقت، ما يتطلب قوةً هجوميةً كبيرة على الأقل. عند هذه النقطة، قال مسؤولون، إن طلب تسليح قسد -بما في ذلك الأسلحة المضادة للدبابات ومعدات الحفر لكسر دفاعات المسلحين- من المرجح أن يكون على الطاولة.
وقد قامت قوةٌ صغيرة من أفراد العمليات الخاصة الأميركية التي تعمل جنبًا إلى جنب مع القوات التي يقودها الأكراد منذ شهورٍ، وقدرت بأنها ستكون كافية للهجوم على الرقة. وأكمل المسؤول نفسه، بأن تدريبنا العملي، “سيساعدنا في المحافظة على تركيزهم.”
يبدو أنَّ المسؤولين العسكريين أيضًا على ثقةٍ من أنَّ الهجمات الجوية والمدفعية للتحالف سيعطيان تلك القوة الصغيرة نسبيًا ميزةً حاسمةً ضد المسلحين.
تركيا ليست وحدها في التعبير عن القلق، ولكن.
قالت جينيفر كافاريللا وهي باحثة في معهد دراسات الحرب إنَّ الولايات المتحدة ستحتاج في الرقة إلى شريكٍ أكبر نسبيًا وأكثر فعاليةً مما في الموصل -حيث التحالف يساعد قوةً عسكرية عراقية كبيرة- لأن قوتها الداعمة في سورية هي أقل بكثير.
لقد شكّك آخرون أيضًا في ما إذا كان اعتماد الولايات المتحدة على قواتٍ يسيطر عليها الأكراد لتحرير مدينة عربية العِرق، يمكن أن يخلق صراعاتٍ جديدةً، ويخدم الدعاية الجهادية.
ومن العناصر الرئيسة في الخطة الأميركية هو التوقع بأن تتقدم القوات الكردية في بداية المراحل الأولى من العملية، وتستولي على البلدات المحيطة بالرقة، وأن يهجم بعدئذ مقاتلون آخرون من قسد على المدينة العربية لتجنب تأجيج التوترات العرقية التي ميزت الهجمات الكردية الأخيرة.
لكن خططًا مماثلة قد واجهت صعوبات في أماكن أخرى، بما في ذلك في منبج، حيث ظلت القوات الكردية -على الرغم من وعود الولايات المتحدة بأنهم سيغادرون حالما يتم الاستيلاء على المدينة- ثم بدأت التوجه شمالًا نحو الحدود التركية.
يمكن لاحتمال التسليح الواسع أن يوفر حافزًا قويًّا لـ YPG، في التحرك نحو الرقة، حتى في الوقت الذي تسعى فيه نحو هدفها الأكبر في تأمين قدرٍ أكبر من الأرض وسلطة سياسية في سورية. لقد حذر المسؤولون الأميركيون الأكراد بأنهم لن يحصلوا على المساعدة العسكرية المستمرة إذا عملوا ضد المصالح الأميركية من خلال مواجهة الأتراك.
وقال ناصر حاج منصور، المستشار في قيادة قسد: يمكن التوفيق بين الأولويات الكردية والهدف الأميركي من استعادة الرقة. حيث قال، ستشارك قوات YPG في العملية، “ولكن لم يتم تحديد مستوى وطبيعة المشاركة حتى الآن.”
على الرغم من وجود عدد أقل بكثير من المدنيين في الرقة مما هو في الموصل والمقدرين بنحو 1.5 مليون، فقد تم التعبير عن القلق حيال التخطيط لما سيحدث هناك بعد طرد الدولة الإسلامية.
“هناك خيار يتوجب على الإدارة الأميركية أن تقوم به، بين القيام به على وجه السرعة والقيام به بشكلٍ سليم، بطريقة مستدامة” قال روبرت فورد، السفير الأميركي السابق في سورية، وهو الآن زميل باحث في معهد الشرق الأوسط.
اسم المقالة الأصلي ‘We’re not in perfect control’: U.S. plans operation against Islamic State in Syria despite obstacles الكاتب* Missy Ryan and Karen DeYoung، ميسي ريان و كارين دي يونغ مكان النشر وتاريخه واشنطن بوست، The Washington Post، 31/10 رابط المقالة https://www.washingtonpost.com/world/national-security/were-not-in-perfect-control-us-plans-operation-against-islamic-state-in-syria-despite-obstacles/2016/10/31/b649605e-9d1b-11e6-9980-50913d68eacb_story.html?hpid=hp_hp-top-table-main_ussyria-0810pm%3Ahomepage%2Fstory المترجم أحمد عيشة
- ميسي ريان يكتب عن وزارة الدفاع الأميركية، والقضايا العسكرية، والأمن القومي لصحيفة واشنطن بوست.
كارين دي يونغ هو محرر مشارك وكبير مراسلي الأمن القومي لصحيفة واشنطن بوست.
[sociallocker] [/sociallocker]