بعد وصول مادة الفيول.. هل يخفض النظام ساعات تقنين الكهرباء؟


أعلنت حكومة النظام عن وصول باخرة تحمل مادة الفيول التي تستخدم كوقود لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، بعد نقص كبير في المادة في الآونة الأخيرة تسبب بزيادة عدد ساعات التقنين الكهربائي إلى أربع ساعات مقابل ساعتين.

وينتظر السوريون الذين يعيشون بمناطق سيطرة النظام أن يسهم وصول مادة الفيول بخفض ساعات التقنين، وعبّر البعض عن فرحتهم بوصولها في حين استقبل آخرون الخبر بسخرية ولا مبالاة معتبرين أن قرار التقنين غير مرتبط بوجود الفيول أو فقدانه، "إنه قرار سياسي" حسب صفحة "أخبار البهلولية".

حاجة ماسة

وترجو أم وليد من سكان حي الصليبة في اللاذقية أن تعود الكهرباء في ساعات المساء كي يتمكن أطفالها من مراجعة دروسهم وحلّ وظائفهم، "لا يستطيع وليد وأحمد كتابة فروضهم عند العودة من المدرسة لأنهما يعملان في مطعم بالحيّ من أجل إعالة الأسرة، فقد مات والدهما في معتقلات النظام".

فيما تبرز الحاجة للتيار الكهرباء مع قدوم فصل الشتاء لاستخدامها في التدفئة المنزلية بسبب فقدان أنواع الوقود الأخرى حتى الفحم، ويشير الرجل السبعيني الحاج إسماعيل من سكان حي المارتقلا في اللاذقية إلى ضرورة توفير الكهرباء في الصباح الباكر وليلاً حيث تزيد الحاجة للتدفئة.

ولم يبد الحاج إسماعيل تفاؤلاً بزيادة ساعات وصل التيار، وذكر بوصول كميات كبيرة من الفيول سابقاً، ولم تصل معها الكهرباء.

مبررات "كاذبة"
 

وتتنوع مبررات وزارة الكهرباء ومديرياتها في المحافظات لأسباب انقطاع التيار أو زيادة ساعات التقنين بين فقدان مادة الفيول واستهداف "الإرهابيين" لمحطات التوليد، إضافة للادعاء المتكرر بأعطال في الشبكة والصيانات الدورية للمحطات وخطوط التوتر العالي.

وانقطع التيار الكهربائي عن مدينة اللاذقية والساحل عموماً يومي السبت والأحد، وأشارت مديرية كهرباء اللاذقية أن ذلك كان بسبب استهداف "الإرهابيين" لمحطة توليد الطاقة في مدينة محردة بسهل الغاب وإشتعال النيران في خزانات الوقود فيها.

ولكن تبرير المديرية اختلف يوم أمس الثلاثاء حيث زادت ساعات التقنين فأرجعت ذلك للنقص في مادة الفيول الذي قالت إنه وصل اليوم وسيسهم في إعادتها إلى وضعها الطبيعي.

ووصف المحامي سليمان حسون وهو من سكان حي الرمل الشمالي بمدينة اللاذقية، وزارة الكهرباء بـ "الكاذبة"، وفي حديث للناشط محمد الساحلي مراسل "شبكة إعلام اللاذقية"، أشار المحامي حسون إلى أن وزارة الكهرباء، ورغم وصول باخرة الفيول، لن تخفض عدد ساعات التقنين وستختلق مبرراً آخر لذلك.

حل جذري

وتعليقاً على حجة استهداف محطة توليد الكهرباء في محردة، دعت شبكات إعلام موالية للنظام إلى نقل المحطة بعيداً عن مرمى قذائف "الإرهابيين"، ولكنها ركزت على ضرورة إيجاد حل جذري لمشكلة الكهرباء، فدعت بعضها إلى السماح للقطاع الخاص بالاستثمار في الطاقة، فيما دعت شبكات أخرى إلى الإسراع بتنفيذ المشروع الروسي لتغذية المنطقة الساحلية بالتيار من سفن تحضرها من روسيا لهذه الغاية.

يذكر أن النظام عجز عن توفير الطاقة الكهربائية منذ بداية الثورة السورية لخسارته آبار النفط في دير الزور والحسكة لصالح الجيش الحر بداية ثم تنظيم "الدولة الإسلامية" والفصائل الكردية لاحقاً، فاعتمد على استيراد الفيول من دول مثل الجزائر وإيران وفنزويلا وروسيا، وهذه تتأخر في إرسال المادة بسبب عدم قدرته على دفع ثمنها نقداً.

اقرأ أيضاً : لماذا اختار الأمريكيون "دونالد ترامب" رئيسًا؟




المصدر