‘اللواء محمد الحاج علي لـ (المصدر): كان لإدارة (أوباما) اليد الطولى في استمرار الأزمة السورية’
9 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
إياس العمر: المصدر
شهد الملف السوري خلال الأسابيع الماضية جموداً سياسيا، وذلك بالتزامن مع التحضير للانتخابات الأمريكية، تزامن مع تصعيدٍ عسكريٍّ على الأرض من قبل النظام وحلفائه.
وفي حوارٍ مع “المصدر” أفصح اللواء “محمد الحاج علي” عما تنتظره المعارضة السورية من الانتخابات في أمريكا، وموقف إدارة “أوباما” المنتهية ولايته، وأيضاً تطوّر الموقف الروسي في ظل الظروف الدولية الراهنة، وندعكم مع الحديث الذي أجرته “المصدر”:
في البداية، هل تعولون على نتائج الانتخابات الأمريكية، وهل تعتقد بأنه سيكون هناك تعامل بصيغة جديدة مع الملف السوري من قبل الإدارة الأمريكية؟
لا أعتقد أن هناك تغيير جذري في الموقف الأمريكي تجاه القضية السورية، قد يكون هناك تغيير في أسلوب التعاطي معها، وقد يكون هناك موقف أكثر حزماً من السلوك الروسي في سوريا، وعدم ترك الساحة السورية للروس والإيرانيين، وزيادة فعالية السياسة الخارجية الأمريكية لفرض سلام في سوريا، وقد يكون هناك تعديل في سلوكها مع الدول الإقليمية الداعمة للثورة السورية.
هل تعتقد بأن إدارة الرئيس باراك أوباما كان لها يد باستمرار مأساة السوريين؟
بالتأكيد، إن لإدارة باراك أوباما اليد الطولى في استمرار الأزمة السورية، لأن الجميع يعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية لو أرادت أن تنهي الأزمة السورية وتغيّر نظام الاستبداد والظلم في سوريا، لانتهت المأساة السورية في عام 2011.
هل يعقل أن نظاماً بحجم النظام السوري تعجز أمريكا عن التأثير فيه وتغييره بالطرق السياسية حتى دون التهديد بالقوة أو استخدامها، حتى إنها أثرت على الدول الإقليمية لعدم التدخل ومساعدة الثورة السورية، وإيجاد سبل الدعم اللازم لتغيير النظام.
كيف تنظر للموقف الروسي في الآونة الأخيرة، وخصوصاً عقب التصعيد العسكري الروسي على الأرض المتزامن مع تصعيد في الخطاب الروسي؟
النظام الروسي وجد الساحة في سوريا فارغة، والفاعلية الدولية ضعيفة، وخاصة الأمريكية، لذلك جاء الوجود الروسي لملء الفراغ وبتفاهم روسي أمريكي، كون الأمريكان لا يودون التدخل في سورية، إضافة لوجود مصالح روسية في سوريا، لا تريد أن تخسرها بسقوط نظام الأسد، ومصالح روسية مع الغرب تريد أن تحققها من خلال الضغط عليهم بالمسألة السورية واللاجئين والمسألة الإنسانية في سوريا.
خلال الفترة الماضية تكرر ظهور رأس النظام بشار الأسد على وسائل الإعلام، وكان يحاول الظهور بمظهر الواثق من استعادة زمام الأمور في سوريا، فهل تعتقد بأن النظام قادر على ذلك؟
إن ظهور رأس النظام في الآونة الأخيرة على وسائل الإعلام دليل ضعف وليس دليل قوة، لأن الجميع يعلم أن النظام لم يعد يمتلك القرار في سوريا، وأصبح تابع للإيرانيين وللروس على وجه الخصوص، وهذا يعود إلى إفلاس النظام في إمكانية السيطرة على الأرض السورية واستعانته بكل مرتزقة الأرض وشذاذ الآفاق والميليشيات الطائفية للسيطرة على 25 في المئة فقط من مساحة سوريا، وهذا يقودنا للإجابة على الجزء الآخر من السؤال، وهو هل النظام قادر على السيطرة على كامل سورية كما يدعي رأس النظام؟ إذا كان عاجزاً عن الدفاع عن 25 في المئة من الأرض السورية مع وجود إيران وميليشياتها والميليشيات الأخرى وروسيا بأساطيلها، فكيف له السيطرة على كامل سورية، وهناك أمر آخر، عن أي سورية يتحدث، وهل بقي له شيء فيها بعد أن سلمها للإيرانيين والروس؟
بالانتقال للمعارضة السورية، هل تعتقد أنها مازالت تملك في جعبتها أي بدائل أو خيارات لمواجهة النظام وحلفائه؟
المعارضة أيضاً في مأزق لم يترك لها خيار إلا القتال للدفاع عن أرضنا وشعبنا وكرامة وطننا ضد المحتلين للوطن من الداخل والخارج، وهذه المعركة هي معركة تحرير، وهي معركة طويلة وشاقة ومؤلمة، لكنها واجب وطني نعتز بالانتماء لهذه الثورة، ثورة الكرامة والوطنية السورية، وفي نهايتها سينتصر الشعب السوري البطل.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]