الهاشمي لصدى الشام: ميليشيا الحشد الشعبي نسخة طبق الأصل من الباسيج الإيراني


اعتبر أن مستقبل الموصل مرتبط بموقف الأطراف المشاركة بالعمليات.. وأن العراق على مفترق طرق..

 

فيما تتجه أنظار العالم إلى الموصل مترقبةً هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فإن الكثير من التفاصيل التي تحيط بهذه المعركة من شأنها أن ترسم صورة لما بعد استعادة المدينة، بل ولمستقبل العراق الذي يبدو وأنه أمام مفترق طرق بين استمرار الإقصاء الطائفي وبين دولة المؤسسات.

هذا العمق في تحليل المشهد العراقي والإقليمي كان جزءاً من قراءة شاملة قدمها طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي الأسبق، وذلك من خلال حديث خص به صحيفة صدى الشام.

كيف تنظرون إلى الحرب على تنظيم الدولة “داعش” في الموصل وللوضع في العراق والموصل في حال تمت استعادة السيطرة على الموصل وطرد التنظيم منها، ومن برأيكم هي القوة التي ستسد الفراغ؟

الحرب والحرب المضادة؛ سقوط مدن وإعادة تحريرها ثبت بالدليل والبرهان أنه سيناريو مخابرات دول أجنبية والمستهدفون هم العرب السنة بالتهجير والتغيير الديمغرافي، وتدمير وتخريب المرافق والخدمات والبنى التحتية إلى المستوى الذي يحرم فيه السكان من فرصة للحياة.
مستقبل الموصل يتوقف على موقف بل وما ستفعله الأطراف المشاركة بالعمليات وهي متنوعة وتتبنى أجندات مختلفة وأغراض متباينة. ولذلك ستسود حالة عدم الاستقرار في الموصل، أما العراق فهو في مفترق طرق فإما أن يستمر التحالف الشيعي في نهجه الطائفي باستهداف العرب السنة بالتمييز والقمع والإقصاء ما يعني استمرار حالة عدم الاستقرار وبالتالي احتمال ظهور فصائل أكثر حتى تطرفاً من داعش في المستقبل، أو أن يتبنى خيار إطلاق مشروع تصحيحي لبناء دولة المؤسسات والعدل الدولة كاملة السيادة وهي وصفة للأمن والاستقرار، وفرصة جديدة لا ينبغي أن يضيعها التحالف الشيعي.

من جانب آخر المفروض تشكيل الشرطة المحلية على الفور بعد التحرير لكن حتى اللحظة لم أجد خطة مرسومة للتعامل مع مرحلة ما بعد داعش .

 

 

من سيكون الرابح برأيكم من طرد داعش من الموصل وهل يمكن أن يذهب العراق نحو التقسيم؟

الرابح الأول هم أهالي الموصل بالتأكيد إذ لابد أن يفضي تحرير المدينة لعودة الأهالي إلى الحرية بشرط أن لا يسمح لمليشيات الحشد الطائفي الموالي لإيران بدخول مدينة الموصل أو غيرها من المدن. ولا ينبغي استبدال إرهاب سني بآخر شيعي. كما يجب على أفراد الجيش العراقي التعامل مع سكان الموصل بمنتهى المسؤولية والمهنية  والأخلاقية هذه المرة خلافاً لما كان عليه الحال قبل سقوط الموصل في ١٠حزيران من عام ٢٠١٤ . مستقبل العراق سيبقى رهن القوى المتنفذة في العراق؛ إيران والولايات المتحدة.

من المسؤول عن تهميش الدور السني في العراق؟ هل تتحمل الحكومة العراقية مسؤولية ذلك أم أنه يعود لحسابات سياسية خاطئة لدى الرموز السنية؟

هذا هو المخطط للعراق الذي اعتمد منذ زمن المعارضة أي ما قبل الغزو عام ٢٠٠٣ إذ اقتضى التفاهم بين الولايات المتحدة وإيران تمكين الحزبين الكرديين الرئيسيين إلى جانب الأحزاب الشيعية الموالية لإيران من مقاليد الحكم  في العراق مع دور محدود للعرب السنة، وهذا ما تحقق على الرغم من  أن ذلك مخالف للدستور بل وعلى الرغم من الجهود التي بُذلت سياسياً من أجل تغيير هذه المعادلة.

 

 

ما مخاطر دخول الحشد الشعبي إلى منطقة تلعفر وما هي المضاعفات التي قد تنجم عنه؟

المخاطر مضاعفة؛ من ناحية هناك احتمال لو حصل ذلك أن تجري عملية تهجير منظمة للسنة العرب والتركمان إذ أن هذه المليشيات معروفة بطائفيتها المقيتة وما خطاب قيس الخزعلي عنا ببعيد، وتلهفه لدخول الموصل ليس تحريرها من داعش بل الانتقام من أهالي الموصل باعتبارهم كما قال أنهم أحفاد أولئك الأجداد قتلة الحسين!. من جانب آخر فإن سيطرة هذه المليشيات على طريق الموصل عبر الحدود السورية من شأنه أن يوفر طريقًا آمنًا لانسحاب مقاتلي داعش باتجاه سوريا كما حصل عندما غطت هذه المليشيات انسحاب مقاتلي داعش وعوائلهم من الفلوجة إلى الصحراء بأمان .

 

ما حقيقة ما يتم الترويج له عن طائفية الحشد الشعبي؟

حقيقة لا غبار عليها، وأفعاله هي التي تروج له، فبمراجعة إيديولوجية التكفير والسلوك الوحشي بعد إعلان قادة هذه المليشيات أنها ستتوجه للرقة بعد الموصل بل إلى أي مكان أو مدينة تستدعي أجندة إيران القتال فيها، فإن هذه المليشيات تصبح الوجه الشيعي للإرهاب. مليشيا الحشد الطائفي هي ذراع إيران في تكريس النفوذ الإيراني بالقوة، وهي نسخة طبق الأصل من الباسيج الإيراني؛ الهوية عراقية لكن الولاء لقمّ وللولي الفقيه، وهي تنفذ مشروعاً إيرانياً بكل ما يحمله من حقد على العرب السنة ، انظر لما فعلته المليشيات في ديالى والفلوجة وجرف الصخر وتكريت وبيجي وآمرلي والطوز وغيرها الكثير.

 

هل الحشد الوطني هو مرادف سني للحشد الشعبي الشيعي؟ وهل هذه الخطوة تشكل بديل حقيقي يمثل المكون السني وما مدى الدور الذي يمكن ان يأخذه؟

أبداً الحشد الوطني يتألف من سكان مدينة الموصل ويشاركون في عمليات التحرير ويمثلون نواة الشرطة المحلية مستقبلاً، وللعلم فإن الحكومة تعاملت مع هذا الحشد بمنتهى السلبية كما أن الأميركيين تجنبوا تسليح وتدريب وتجهيز هذا الحشد كي لا يُغضبوا حكومة بغداد بينما كان الأتراك كرماء في إعداد الأفراد مهنياً، وجهزوهم بما يكفي من أسلحة ومعدات .

 

ما هي انعكاسات حرب الموصل على الساحة السورية؟

في تصوري سوف تشتد المعارك متى تسنى للمهاجمين الوصول إلى أطراف القسم الغربي القديم من مدينة الموصل، وخيارات داعش محدودة وتتراوح بين الصمود والقتال حتى النهاية أو الانسحاب غربًا باتجاه الحسكة والرقة، وكلما طال أمد القتال في الموصل توفر مزيد من الوقت لأغراض التحصين في الرقة وهي الهدف اللاحق دولياً في القضاء على داعش. تحرير الموصل من قبضة داعش من شأنه أن يكسر من معنويات مقاتليه إذ أن التنظيم سيفقد الدولة التي كادت عاصمتها أن تسقط في قبضته في يوم من الأيام.

 



صدى الشام