فوز ترامب أنعش آمال اليمين المتطرف بأوروبا.. هل سيسيطر أشباهه على القارة العجوز؟


مراد القوتلي - السورية نت

أنعش فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأميركية آمال الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا الساعية للوصول إلى رئاسة دول القارة العجوز، منطلقين من أساس أن أفكار المرشح الشعبوي المحملة بالتطرف والعداء للمهاجرين واللاجئين والمسلمين كانت سبباً في جعله الرئيس الـ 45 لأميركا.

ومن خلال رصد "السورية نت" فإن الأحزاب اليمينية المتطرفة كانت من أكثر المبتهجين بفوز ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي تنطلق من أفكار أقل تشدداً من الملياردير الأميركي.

وفيما كان الإليزيه يحضر نفسه لإرسال رسالة تهنئة لكلينتون متوقعاً فوزها برئاسة أميركا، جاءت النتائج على عكس التوقعات، وقبيل صدور الحصيلة النهائية لأعداد الأصوات التي حصل عليها كلا المتنافسين على الدخول للبيت الأبيض. نشرت زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي مارين لوبان على حسابها في تويتر رسالة تهنئة لترامب.

لوبان التي يمثل حزبها أقصى اليمين في فرنسا قالت في تغريدتها للرئيس الأمريكي الجديد: "أطيب التهاني للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب وللشعب الأمريكي الحر".

Félicitations au nouveau président des Etats-Unis Donald Trump et au peuple américain, libre ! MLP
— Marine Le Pen (@MLP_officiel) November 9, 2016

وفي وقت لاحق، قالت لوبان في كلمة ألقتها، اليوم الأربعاء، أمام مقر الحزب بمدينة نانتير:  "أجرؤ على تكرار قول إن انتخاب دونالد ترامب يعتبر خبراً ساراً لبلادنا".

وتابعت "رفض التافتا (اتفاق الشراكة الأطلسية بين الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية)، وتهدئة العلاقات الدولية خصوصا مع روسيا، والانسحاب من الحملات الحربية المتسببة في موجات الهجرة، والتي نحن من ضحاياها، التزامات ستكون مفيدة لفرنسا حال الالتزام بها".

وتخوض لوبان حالياً غمار السباق لرئاسة فرنسا في الانتخابات المقررة العام المقبل، ووفقاً لاستطلاعات رأي فرنسية فمن المرجح أن تفوز في الجولة الأولى من الانتخابات.

"انتصار تاريخي"

ومنذ أن بدأ المرشح الجمهوري تصريحاته المتطرفة التي اتسمت بها حملته الانتخابية، بدأ نجمه يسطع في أوساط الأحزاب اليمينية الأوروبية، وبات ملهماً للعديد منها، ووصل الحال إلى أن ظهرت شخصيات أوروبية بأفكار متطرفة وبات يطلق عليها "أشباه ترامب".

"حزب البديل من أجل ألمانيا" (اليميني) الذي حقق هذا العام تقدماً لأول مرة في تاريخه بالانتخابات المحلية الألمانية على حساب حزب ميركل، وصف انتصار ترامب بأنه "انتصار تاريخي"، وكتبت نائبة في الحزب في حسابها على "فيس بوك":  "فوز دونالد ترامب يعد إشارة إلى أن المواطنين في العالم الغربي يريدون تغييراً سياسياً واضحاً"،وفقاً لما ذكره موقع "DW" الألماني.

كذلك وصف السياسي الألماني ماركوس برتسل المنتمي لحزب البديل فوز ترامب بأنه "حقبة جديدة في تاريخ العالم".

"يمكن تكراره في أوروبا"

من جانبه، هنأ أبرز الأحزاب البلجيكية المناهضة للمسلمين الرئيس الأمريكي الجديد، وقال حزب "المصلحة الفلمنكي"، اليوم الأربعاء، إن فوز ترامب غير المتوقع في الرئاسة يمكن تكراره في أوروبا.

وقال رئيس الحزب توم فان في تغريدة له على "تويتر": "تظهر الانتخابات الأمريكية مجدداً كيف أن الساسة أصحاب المواقف البعيدة عن التيار السائد هم جزء من الشعب"، وأضاف: "مسيرة ترامب ليست ظاهرة فريدة. ففي أوروبا أيضا يوجد كثير من الناخبين الراغبين في التغيير".

“ربيع وطني"

وفي هولندا حيث يسطع اسم خيرت فيلدرز كسياسي يميني متطرف، اعتبر الأخير أن فوز ترامب برئاسة أميركا دليل على أن الغرب "يعيش ربيعاً وطنياً"، وقال في تصريحات نقلتها وكالة رويترز: "سيعطي دفعة للأحزاب الشعبوية في أوروبا مثل حزبه".

وأضاف فيلدرز -الذي يتصدر حزبه (الحرية) المناهض للهجرة وللمسلمين استطلاعات الرأي قبل الانتخابات البرلمانية المقررة العام القادم- أن السياسيين من التيار الرئيسي فقدوا ثقة الناخبين في الغرب بسبب تجاهلهم لأهم القضايا التي ينشغلون بها.

وقال "فوز ترامب أثبت لي أن الناس سئموا الساسة المتوافقين مع التيار السائد (...) والمنشغلين بقضايا تهمهم هم أنفسهم وليس القضايا التي تهم الناس."

تأهب أوروبي

التوجسات الأوروبية من فوز ترامب وانعكاسه على الأحزاب اليمينية هناك استنفر الحكومات الأوروبية على ما يبدو.

ويجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الأحد المقبل، في بروكسل، لمناقشة تداعيات فوز ترامب على العلاقات بين الجانبين. وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد، فيديريكا موغريني، دعت الوزراء إلى الاجتماع في بروكسل "لتبادل الآراء حول مستقبل العلاقات مع الجانب الأمريكي، بعد الانتخابات".

وكان من المفترض أن يلتقي الوزراء، الإثنين، في اجتماعهم الشهري الاعتيادي في بروكسل، قبل تبكيره ليوم واحد.

وكان حديث ترامب، أثناء حملته الانتخابية، عن تعزيز التعاون مع روسيا والانسحاب من حلف شمال الأطلسي "ناتو"، قد أثار المخاوف لدى الأوروبيين.

وفاز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، بعد حصوله على 276 صوتًا من المجمع الانتخابي، مقابل 218 لصالح مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، بحسب نتائج أولية لانتخابات الثلاثاء. 




المصدر