ماذا علقت المعارضة السورية ونظام الأسد على فوز ترامب برئاسة أميركا؟

9 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
4 minutes

أثار انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، قلقاً بين المعارضة السورية وتفاؤلا حذراً من قبل نظام بشار الأسد، حيث ينظر لانتصاره على أنه نتيجة أفضل من فوز الديمقراطية هيلاري كلينتون.

ولطالما وجهت المعارضة السورية انتقادات شديدة لما ترى أنه دعم غير كاف من إدارة الرئيس باراك أوباما لمعركتها ضد الأسد، كما أن تصريحات ترامب بشأن سورية وموقفه الأكثر انفتاحاً على روسيا حليفة الأسد أثارا قلق المعارضة بشأن السياسة التي قد ينتهجها بخصوص الملف السوري الذي تنفذ فيه القوات الروسية ضربات جوية ضد المعارضة والأماكن السكنية في المناطق التي تسيطر عليها.

وقال زكريا ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لتجمع “فاستقم كما أمرت” لوكالة رويترز: “أتصور أن الأمور ستكون صعبة بسبب تصريحات ترامب وعلاقته مع بوتين وروسيا. أتصور هذا الأمر سيكون غير جيد للقضية السورية عموماً.”

وتقول المعارضة السورية إن أوباما فشل في دعمها بشكل كاف بعد أن دعا لرحيل الأسد عن السلطة وأخفق في فرض “خطه الأحمر” على استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية، ومنع حصول المعارضة على مضادات للطيران.

وقال أبو حامد رئيس المجلس العسكري لـ “لواء الحق” متحدثاً من حماة “الأمريكان لم يصدقوا معنا. أغرقونا في مستنقع والجميع يتاجر بدماء السوريين ومعاناتهم.”

ويعتقد بعض المعارضين أن ترامب لن يحدث أي اختلاف في السياسة الأمريكية الراسخة منذ فترة طويلة تجاه المنطقة.

وقال أبو أسعد دابق وهو قيادي في قوات المعارضة: “ترامب مثل أي رئيس أمريكي (…) السياسة الغربية وبالأخص الأمريكية صارت واضحة في الشرق الأوسط في عدائها لتطلعات الشعوب المظلومة.”

ومن دمشق قال شريف شحادة عضو في “مجلس الشعب” التابع لنظام الأسد إنه “متفائل بأن السياسة الأمريكية ستتحول لصالح الأسد لكنه تفاؤل مشوب بالحذر”. مضيفاً لرويترز: “ينبغي أن نكون متفائلين لكن بحذر”. وتابع: “على الإدارة الأمريكية أن تنفذ ما وعدت به في حملة الانتخابات.”

وساعد التدخل الروسي دعماً للأسد في تغيير كفة الموازين لصالح النظام في بعض المناطق، بعدما كانت المعارضة تحقق انتصارات ثابتة وواسعة في المعارك.

وقال جورج صبرا السياسي السوري المعارض: “نحن لا نتوقع أشياء كثيرة من الإدارة الأمريكية الجديدة ولكن نأمل أن نرى وجها للرئيس دونالد ترامب يختلف كلياً عن الوجه الذي شهدناه للسيد دونالد ترامب كمرشح للرئاسة.”

وقال ترامب في مقابلة أجرتها معه رويترز يوم 25 أكتوبر/ تشرين الأول إن “هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية لها أولوية على إقناع الأسد بالتنحي وحذر من أن كلينتون ستدُخل الولايات المتحدة إلى حرب عالمية جديدة بشأن ما يجري في سورية”.

وكانت كلينتون وزيرة للخارجية الأمريكية عندما بدأت الثورة ضد الأسد في 2011 ضمن موجة احتجاجات ضد الحكام العرب عرفت باسم الربيع العربي.

وقالت شخصية معارضة أخرى إن المؤشرات على أن سياسات ترامب ستكون أكثر انعزالية من الرئيس باراك أوباما تعني أن دولاً أخرى في المنطقة ستبدأ في لعب دور أكبر في سورية وغيرها من الأزمات في الشرق الأوسط.

وقال هادي البحرة الرئيس السابق والعضو الحالي للائتلاف الوطني السوري المعارض لرويترز إن “الجوانب الإيجابية المحتملة لانتخاب ترامب تتضمن معارضته للنفوذ الإيراني والاتفاق النووي الإيراني مع القوى الدولية وما ينظر إليه أنه استعداده للعمل مع روسيا بشأن القضية السورية”.

وأضاف البحرة: “كل هذه المؤشرات يمكن البناء عليها لصياغة سياسات تتماشى مع المطامح الوطنية وأهداف الثورة السورية.”

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]